اكتسبت المواقع الاجتماعية مثل «تويتر » و «فيسبوك » انتشارا كبيرا لدى شرائح متنوعة من الجمهور، وأصبحت الوسيلة الأقوى إعلانيا، حيث يتوقع موقع تويتر وصول عائداته من الإعلانات الى مليار دولار عام 2014 ، أى ما يزيد على ضعف معدل النمو الذى يتوقعه بعض المحللين حاليا .
«المال » طرحت على خبراء الدعاية والإعلان تساؤلات حول واقعية هذه التوقعات فى ظل المنافسة الإعلانية الشديدة التى يوجهها تويتر من مواقع «FaceBook, Twitter, Google, MSN».
بعض الخبراء يستبعدون أن تحقق «تويتر » هذه العائدات الإعلامية فى ظل صعوبة المنافسة مع المواقع الجديدة المتطورة مثل +Google ، بينما يرى البعض الآخر قدرة «تويتر » على المنافسة وتحقيق عائد إعلانى كبير بمرور السنوات بعد أن أصبح يتم تخصيص ما لا يقل عن %40 من قيمة الحملة المنفذة لموقع «تويتر » فقط بعد أن كانت لا تتعدى الـ %15 من قيمة الحملة المنفذة .
الدكتور جمال مختار، رئيس مجلس إدارة وكالة «Aspect» للدعاية والإعلان، أكد صعوبة التكهن بمنطقية هذه التوقعات عن نجاح موقع «تويتر » مع ظهور +Google الذى لا يمكن تجاهل قوته والكم الذى يتيحه من المميزات التى جعلته مثل مدينة متكاملة أو مركز تجارى على الانترنت وبالتالى أصبح صمود المنافسين أمامه صعبا جدا، إضافة الى اهتمام الـ «فيس بوك » و «ياهو » بالمنطقة العربية بشكل واضح فى الفترة الأخيرة بشكل يصعب المنافسة على «تويتر ».
وقال مختار إن +Google سيكون أقوى منافس للمواقع الاجتماعية مثل «تويتر » والـ «فيس بوك » لأنه يتميز بدمج العديد مثل «Calendar» و «Docs» و «Picasa» ومكالمات الفيديو،حيث أضاف جوجل خدمة جديدة هى خدمة محادثة الفيديو لشخص أو شخصين الى 10 أشخاص، كما استغلت «جوجل » ضعف الخصوصية فى الشبكات الاجتماعية ووفرت التحكم فى الخصوصية فى كل جزء من صفحتك وحسابك ودمج بين خصائص الشبكات الاجتماعية الأخرى حيث وفر العديد من مميزات الـ «فيس بوك » وأيضا «تويتر ».
وضرب مختار مثالا كى يدلل على صحة توقعاته لـ «جوجل بلس » بوصول الـ «فيس بوك » الى قيمة سوقية بلغت 96 مليار دولار بعد ثورة 25 يناير متعديا موقع «My Space» الذى يعد أقدم من الأول إذ بلغت قيمته السوقية حوالى مليار دولار وبالتالى يجب ألا يتم التقليل من قيمة المنافس .
فيما تحدث محمد العشرى، رئيس قسم التعاون الدولى والإعلام بجامعة 6 أكتوبر، عن تزايد معدل الدخول على الانترنت للفرد خلال اليوم الواحد بشكل يؤدى الى مشاهدة الإعلان أكثر من مرة فى اليوم نفسه، لكنه أكد صعوبة تصديق توقعات «تويتر » بالوصول أو عدم الوصول لمليار دولار فى عام 2014.
وأرجع العشرى عدم القدرة على تحديد مؤشرات مستقبل المواقع الاجتماعية بشكل عام و «تويتر » بشكل خاص، الى مجموعة من الظروف غير الثابتة ومنها مدى تطور الموقع واستجابته لمقترحات الزائرين والجو العام للانترنت المرتبط بالتقنية، من حيث انقطاع الانترنت والجو النفسى للمستخدم الذى يمكن أن يحول دون استخدامه الانترنت، إضافة الى دخول مواقع جديدة يمكن أن تسبق تويتر فى السباق الإعلانى .
لكن عمرو محسن، المدير التنفيذى لوكالة إيجى ديزاينر للدعاية والإعلان، أكد نمو تجارة التسويق الالكترونى بشكل كبير يتعدى بدوره المواقع والشبكات الكبرى والمخصصة لعمليات التسويق عبر شبكة الانترنت التى تمثلها فى «فيس بوك » ومحرك البحث العالمى «جوجل » وموقع «تويتر » الاجتماعى، والتي تمثل الكتلة الكبرى لاحتواء العمليات التسويقية أو الحملات التسويقية للمعلنين على شبكة الانترنت، بالطبع تنضم اليها مواقع كبيرة أخرى لا يستهان بثقلها وقدرتها على جذب معلنين على الشبكة ومنها موقع «MSN» و «Yellow Pages» وغيرهما من المواقع الكبرى الأخرى .
وأضاف أنه رغم تدافع غالبية الشركات لتملك موقع تسويق الكترونى على الانترنت وبصورة ملحوظة للشركات العاملة فى مجال تصميم وتطوير المواقع الالكترونية حيث على سبيل المثال زاد معدل المشروعات التى تنفذها وكالة «ايجى ديزاينر » سنويا من 10 مواقع الكترونية الى متوسط 40 موقعا الكترونيا خلال عام 2012/2011 ، لكنها لا تغنى عن اللجوء الى المواقع الاجتماعية الكبرى .
وأشار محسن الى أنه تم وضع بعض المعايير الخاصة بالحملات الجارى تنفيذها حاليا على كل من «MSN» و «Google» و «Twitter» و «FaceBook» أهمها تخصيص ما لا يقل عن %40 من قيمة الحملة المنفذة لموقع «تويتر » فقط، حيث توضح الدراسات التى يتم إعدادها للعملاء بعد إتمام حملاتهم التسويقية على شبكة الانترنت، أن أكثر المواقع فاعلية مع النقاط الرئيسية للحملة الإعلانية والتى تضمن العمل على جذب زوار للمواقع، رفع رتبة الموقع على محرك البحث جوجل، ورفع الـBack links للموقع هو موقع Twitter عن غيره من المواقع التى يتم العمل عليها والمشار اليها سابقا والتى تمثل أكبر أربعة مواقع يتم العمل عليها ضمن الإطار الزمنى للحملة والتى تضم أكثر من 20 موقعا الكترونيا آخر .
وقال إنه كان المخصص لموقع «تويتر » فيما سبق تنفيذه من حملات لا يتعدى الـ %15 من قيمة الحملة المنفذة ـ مثلة مثل باقى المواقع الأربعة الأخرى وعليه تمت زيادة معدل الإعلان على شبكة «تويتر » من خلال الوكالة الى ما يزيد على %160 من معدله السابق، مما يشير الى قدرة موقع «Twitter» على استقطاب عملاء فعليين لمنافسيه والذين لا يقلون ثقلا عنه على شبكة الانترنت .