خريطـة جديـدة لأســواق إعـادة التأميـن

خريطـة جديـدة لأســواق إعـادة التأميـن

خريطـة جديـدة لأســواق إعـادة التأميـن
جريدة المال

المال - خاص

8:41 م, الأحد, 3 يناير 16

تعاظم دور الشركات العربية بعد انسحاب عدد من الكيانات العالمية
■ «الإمـــارات» و«الســــعودية» و«عـــمان» و«مــــاليزيا» تســــتعد للمنافســــة

ماهر أبو الفضل ـ مروة عبدالنبى الشاذلى جمعة

من المرتقب أن تشهد خريطة إعادة التأمين تغييرات جذرية خلال الفترة المقبلة على خلفية انسحاب عدد من كيانات إعادة التأمين العالمية من المنطقة العربية خصوصا بعد اشتعال وتيرة التوترات السياسية والاقتصادية فى بعض البلدان العربية وعلى رأسها سوريا واليمن وليبيا، وهو ما ستستثمره شركات إعادة التأمين العربية خاصة فى منطقة الخليج بهدف زيادة حصتها من كعكة العمليات المباشرة فى المنطقة.

خبراء إعادة التأمين أكدو أن الأحداث السياسية العربية تنبئ بظهور فرز جديد من شركات الإعادة العربية والأفروآسيوية على السواء ومنها “ماليزيا ري” و”سعودى ري” إضافة الى “الإمارات ري” و”عمان ري” و” كونتيننتال ري” و”ACR” وتعاظم دور بعض الشركات الأخرى وفى مقدمتها “أفريكا ري”، لاسيما مع زيادة مؤشر التوقع بخروج بعض اللاعبين الكبار من ملعب نشاط الإعادة مثل “ميونخ ري” الالمانية لتلحق بغريمتها “سويس ري” السويسرية التى خرجت من السوق المصرية،نتيجة تشدد تلك الكيانات مع الشركات المحلية وعدم مساندتها لها خلال الفترة الأخيرة وهو ما سيدفع نظيرتها المحلية الى إسناد أغلب محافظها للشركات الوسطى طالما توافرت بها الشروط العالمية.

إبراهيم عبد الشهيد العضو المنتدب لشركة “تراست” لوساطة إعادة التامين قال إن الصراع السياسى فى بعض البلدان العربية قد يؤثر على خريطة إعادة التأمين الا أن هذا التاثير ربما يكون محدودا لأسباب لها علاقة بمحدودية الدور الفاعل لشركات إعادة التأمين العربية.

وأشار الى أنه لو نظرت بشكل موضوعى ستجد دور شركات الاعادة العربية ضعيفا نسبيا وأن معظم أعمال إعادة التأمين متجهة لشركات عالمية التى تتواجد فى الدول الأوروبية أو لها أذرع فى المنطقة العربية مثل هانوفر رى فى البحرين اضافة الى هيئات اللويدز والتى يتواجد اغلب ممثليها فى دبى والتى اصبحت مركز إعادة عالمى، لافتا الى ان شركات إعادة التأمين العربية لم تصل لمرحلة قيادة الأعمال او ان تكون معيدا رئيسيا ورائدا على مستوى المنطقة.

وفى السياق ذاته اعترف عبد الشهيد بأن الاحداث السياسية أثرت وغيرت فى خريطة الاعادة خصوصا مع انسحاب الكيانات العالمية من الأسواق الليبية والسورية والعراقية نتيجة الاحداث السياسية واتخذت موقفا مماثلا من المصرية عقب 25 يناير للاضطرابات السياسية من جهة وارتفاع فاتورة خسائرها نتيجة الممارسات الضارة، او لتخوفها من النتائج وعدم الاستقرار السياسى ومخاوف من فرض عقوبات دولية.

وأضاف ان بعض شركات اعادة التأمين الافرواسيوية استثمرت ذلك لصالحها بعد أن دخلت بعض كيانات الاعادة على خط المنافسة ومنها “أفريكا ري” التى تعاظم دورها وبدأت تتحول الى منافس رئيسى للكيانات العالمية اضافة الى “كونتيننتال ري” و”ماليزيا ري” والـ ACR وذلك نتيجة انسحاب جزء او كل شركات الاعادة العالمية نتيجة تدهور الاقتصاد والعملة والظروف السياسية.

ولفت العضو المنتدب لـ “تراست” لوساطة إعادة التأمين الى ان صناعة التأمين سواء فى التأمين المباشر او الاعادة تتمايز بالصيرورة او التحرك، بمعنى انه فى حال انسحاب شركات الاعادة من إحدى الأسواق نتيجة الاحداث السياسية والاقتصادية لكن هذا الانسحاب ليس مطلقا وأن عودتها الى تلك الاسواق مرتبط بتحسن الظروف السياسية والاقتصادية، لافتا الى ان شركات التأمين المباشر عليها فى تلك الحالة مساندة شركات اعادة التأمين التى ساندتها وقت الأزمة.

فيما أوضح حسن درويش العضو المنتدب لشركة “رويال” للتأمين ان شركات اعادة التأمين العالمية قلصت عملياتها فى عدد من الدول التى تشهد توترا سياسيا واقتصاديا مثل سوريا وليبيا واعادة النظر فى جدوى استمرارها ببعض الدول العربية الاخرى خصوصا مع زيادة عدد شركات الاعادة العربية والتى تحولت لمنافس لها.
وتوقع درويش بزوغ عدد من اسواق اعادة التأمين العربية مثل “الامارات ري” والتى تتمتع بملاءة مالية ضخمة اضافة الى امتلاكها العديد من الخبرات الفنية التى تؤهلها للمنافسة، إضافة الى السوق السعودية والتى نجحت من خلال شركتها فى اعادة التأمين “سعودى ري” فى ان تكون لاعبا رئيسيا على مستوى المنطقة العربية، علاوة على “عمان ري” والتى بدأت تنافس على كعكة العمليات المكتتبة فيها وإعادتها خارجيا.

وكشف هانى مهنا مدير ادارة اعادة التأمين بشركة “وثاق” للتامين التكافلى عن انسحاب شركات اعادة التأمين الالمانية والسويسرية من أغلب البلدان العربية خصوصا مع ما تشهده من توترات سياسية وحروب أهلية، اضافة الى استمرار ظاهرة المضاربات السعرية.

ولفت الى أن هيئة اللويدز اللندنية استثمرت خروج اللاعبين العالميين من بعض الدول العربية وتنافس حاليا على كعكة مخاطرها خاصة أنها متخصصة فى اعادة المخاطر المرتبطة بالحروب، لافتا الى ان بعض شركات اعادة التأمين العربية بدأت تنافس على كعكة مخاطر الاسواق العربية الا انها لم تتمكن حتى الان من تغطية اجمالى الطاقة الاستيعابية.

فى المقابل نفى نزهى غليوم خبير التأمين الاستشارى ورفيق معهد التأمين القانونى بلندن اى تاثيرات للاحداث السياسية العربية على اسواق اعادة التامين، لافتا الى ان اسواق اعادة التامين تعتمد بشكل رئيسى على الخبرة فى المقام الاول، ضاربا مثالا على ذلك بدول الخليج والتى رغم امتلاكها وفورات اقتصادية ضخمة لكنها لم تنجح الا فى جذب فروع لشركات اعادة التامين الكبرى وفى المقابل تتصدر السوق اللندنية اسواق اعادة التأمين العالمية رغم تفوق الولايات المتحدة عليها اقتصاديا، لافتا الى أن الثورات تعيد شروط اعادة التامين ولا تعيد خريطة اسواق الإعادة.

جريدة المال

المال - خاص

8:41 م, الأحد, 3 يناير 16