خبراء يطرحون حلولاً تكنولوجية لتأمين الملاعب الرياضية من الشغب والتخريب

خبراء يطرحون حلولاً تكنولوجية لتأمين الملاعب الرياضية من الشغب والتخريب
جريدة المال

المال - خاص

8:50 ص, الأحد, 2 سبتمبر 12

محمود جمال

 

هل هناك حلول تكنولوجية لتأمين الملاعب الرياضية المصرية للتصدى لظاهرة الشغب والتخريب التى تفاقمت بعد الثورة وكانت ذروتها مجزرة بورسعيد؟

 

السؤال طرحته «المال » على مجموعة من خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذين أكدوا وجود حلول تكنولوجية بالفعل تتمثل فى بوابات الدخول الالكترونية وكاميرات المراقبة وشاشات المتابعة وغرف التحكم المركزية .

 

بل قالوا إن عوائد صناعة تأمين الملاعب مربحة تصل إلى نسبة %100 ، ومع ذلك رأى هؤلاء أن مشكلة الملاعب الرياضية ليست فقط فى توفير حلول لتأمينها تكنولوجياً، بل تكمن فى فقدان المنظومة الإدارية السليمة لتفعيل هذه الحلول، وبيروقراطية اتخاذ القرار السليم عند وقوع الكوارث .

 

سيد إسماعيل، رئيس مجلس إدارة شركة Si-Technologies للحلول التكنولوجية، قال إن عملية تأمين الملاعب الرياضية تعتمد على شبكة الاتصالات سواء كانت سلكية «Wired» أو لا سلكية «wireless» عبر أجهزة الراوتر والمودم وغيرها، مع العلم بأنه يتم استيراد أجزاء هذه الشبكة من الخارج .

 

وأضاف إسماعيل أن مجموعة الأجهزة الالكترونية من الماركات العالمية والمتمثلة فى «بوابات الدخول الإلكترونية – وكاميرات المراقبة – وشاشات المتابعة – وغرف التحكم المركزية » تأتى فى المرتبة الثانية .

 

فيما تتم عمليات تصنيع التطبيقات والبرمجيات المشغلة لهذه الأجهزة، علاوة على أعمال التركيب والتشغيل والصيانة داخل السوق المحلية .

 

ورأى أن المشكلة الرئيسية داخل الملاعب المصرية ليست فى تجهيزها بأحدث التقنيات التكنولوجية منعا لأعمال الشغب وأحداث البلطجة والعنف الرياضى، بل فى العقيدة الإدارية وبيروقراطية اتخاذ القرار المناسب وتحديد الميزانية المناسبة لتنفيذه .

 

وأوضح أن توفير الميزانية لم يعد أمراً مستحيلاً، لاسيما مع وجود صور الشراكة ما بين الدولة والقطاع الخاص مثل نظام «ppp» ، و «BOT» ، وغيرها، مقترحاً تخصيص نسبة من قيمة كل تذكرة للقيام بأعمال تطوير الاستادات .

 

وأشار إلى وجود العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات المحلية المتخصصة فى تصميم اللوحات الالكترونية التى يتم إعلان النتيجة النهائية عليها بين الفريقين عند انتهاء المباراة، فضلا عن استعراض قواعد اللعبة الرياضية فى صورة رقمية .

 

واعتبر توفير الأجهزة وعمليات ربطها شبكيا تعد من أبسط إجراءات تأمين الملاعب الرياضية، فيما تشكل التطبيقات الركيزة الاساسية لهذه العملية .

 

وأوضح أن عوائد الاستثمار بصناعة الحلول التكنولوجية للاستادات الرياضية تعتبر مربحة للغاية فى حال التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة حيث تتخطى حاجز نسبة 100 %.

 

وطالب الحكومة بضرورة بذل المساعى الحثيثة لتأمين المجتمع المصرى بدءاً بالشوارع ومرورا بالمنشآت العامة وغيرها، وانتهاء بأماكن الترفيه كالاستادات، حتى وإن تطلب ذلك إقامة مباريات بدون حضور جماهيرى، مؤكدا أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يمثل وسيلة مساعدة وليست الركيزة الوحيدة .

 

وفى سياق متصل، أكد خالد إبراهيم الرئيس التنفيذى للشركة العربية للحاسبات أن حلول تأمين الملاعب تتمثل فى ركيزتين أساسيتين هما : بوابات الدخول الالكترونية بما يمكن من حصر جميع مشجعى الأندية الرياضية أو «الالتراس » ، بالإضافة إلي كاميرات مراقبة محترفة لتسجيل المباراة، حتي يمكن التعرف علي مثيري الشغب، ومن ثم إلقاء القبض عليهم فى حالة انتهاك القواعد القانونية المعروفة .

 

واتفق مع الرأى السابق فى أن الحاضر الغائب داخل الاستادات المصرية هو تفعيل منظومة تأمينها وحمايتها بأسلوب صارم، بحيث يردع كل من تسول له نفسه تهديد النظام العام للمباراة بعقوبة السجن غير المشدد التى تتراوح مدتها ما بين 3 و 5 سنوات .

 

وألمح إلى أن كاميرات المراقبة تركز بالدرجة الأولى على التقاط اوجه الحضور الجماهيرى اثناء المباراة، وتحليلها إلى شفرات مبسطة يمكن من خلالها تعاقب مسار مرتكب الحادث .

 

ورهن انتعاشة سوق حلول تأمين الملاعب محليا بطرح الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العديد من المناقصات الحكومية والممارسات العامة المتعلقة بهذا الشأن .

 

وأوضح أن أسلوب وزارة الاتصالات قبل اندلاع أحداث ثورة 25 يناير كان ينصرف نحو تلبية متطلبات جميع الجهات الحكومية من الحلول التكنولوجية مباشرة، الأمر الذى اختلف إلى حد ما بعد هذه الأحداث .

 

ومن جانبه، ذكر خالد العسكرى، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن هناك شركات عالمية متخصصة فى مجالى تأمين الأفراد والمنشآت العامة كالملاعب الرياضية، مؤكدا أن الخبرة المصرية تتولى مهمة التنفيذ فحسب داخل هذا الاطار .

 

وبين أن العقبة الوحيدة تتمثل فى غياب الوعى الجماهيرى، بجانب فقدان الروح الرياضية بين عشاق الساحرة المستديرة، معتبراً أن تأمين الاستادات بحاجة إلى منظومة إدارية واعية فى المقام الأول تسعى إلى إنفاذ قواعد القانون بكل حزم وقوة عبر فرض عقوبات مشددة فى حال الهتافات غير اللائقة وتجاوز الأماكن المخصصة للجلوس لمشاهدة المباراة .

 

ورأى العسكرى أن الملاعب المصرية مجهزة بأحدث وسائل التأمين على غرار نظيراتها المتقدمة فى الدول الأوروبية، مطالبا وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأهمية تبنى اتجاه عام خلال المرحلة المقبلة تستطيع من خلاله الشركات المتخصصة وضع أطر محددة للعمل .

 

وأضاف أن كاميرات مراقبة غرف الملابس والأسوار الخارجية للملعب وممر سير اللاعبين، بالاضافة إلى البوابات الالكترونية تشكل البنية التحتية الأساسية لتأمين الملاعب حول دول العالم .

 

وعلى صعيد آخر، ذكر محمد الغمرى، رئيس مجلس إدارة شركة «إيجيبت سات » للأقمار الصناعية أن الارتقاء بمستوى الرياضة المصرية يتطلب التخطيط الاستراتيجى، علاوة على الرغبة الحقيقية اللازمة لبدء تأمين الملاعب، موضحا أن المسألة عبارة عن منظومة متكاملة لها عدة أبعاد منها خطة عمل محددة، وتوافر الموارد .

 

وتابع الغمرى أن التطور التكنولوجى دفع للخروج بأحدث وسائل التأمين ككاميرات المراقبة والتى أصبحت تتمتع بنقاء صورة فائقة قد يصل إلى 30 ميجابيكسل بما يساعد على تعاقب مرتكبى الجريمة، مستشهدا ببعض الشركات العالمية فى هذا الصدد كـسونى، وباناسونيك، وأكسيم .

 
 

جريدة المال

المال - خاص

8:50 ص, الأحد, 2 سبتمبر 12