استعرض عدد من خبراء سوق المال العالميين آراءهم حول اداء السوق المصرية خلال مؤتمر اتجاهات سوق المال الذي نظمته شركة فورترس للبحوث والتدريب، غلب الطابع الايجابي علي توقعات الخبراء حيال السوق المصرية، فيما توقعوا أداء سيئا لبعض الاسواق العربية.
تطرق الخبراء الي بعض المؤشرات الايجابية في الاقتصاد المصري التي ظهرت مؤخراً وانعكست علي اداء البورصة خلال العام الماضي الذي عوضت به البورصة جزءاً كبيراً من خسائرها الناجمة عن الازمة المالية العالمية لأن البورصة تسبق الاقتصاد، مؤكدين أنه يمكن ربط الاوضاع الاقتصادية بالتحليل الفني أيضا، حيث إن تحليل الاوضاع الاقتصادية لا يقتصر فقط علي التحليل المالي.
واختارت شركة فورترس مجموعة كبيرة من الاسهم لتكون مرشحة للصعود خلال الفترة المقبلة، وأشارت أيضا الي فرص النمو ببعض القطاعات الواعدة مثل الاغذية والعقارات.
كشف مارك جلاشيفسكي، خبير أسواق المال، المندوب عن مؤسسة اليوت ويف العالمية في تصريحات للمال، عن أنه يتوقع عاماً متذبذبا للسوق المصرية خلال 2010 ، ورسم سيناريو متوقعاً للسوق المصرية خلال العام الحالي بأن تقوم السوق بكسر أعلي قمة وصلت إليها منذ شهرين خلال الأشهر الأربعة المقبلة، علي أن تتجه هبوطا في موجة مؤقتة تستمر لشهر، ثم تعاود الاتجاه الصعودي مرة أخري لتستكمل حركة صعودية قوية، كما توقع نفس السيناريو للسوق اللبنانية خلال العام، في حين رجح مواجهة بعض الاسواق العربية مثل ابوظبي، والسعودية، ودبي، نفس السيناريو السابق الا أن الموجة الهبوطية ستستمر ليتحول الاتجاه الي هبوطي في الاجل المتوسط الذي قد يستمر لعام، فيما حدد اتجاهها في الاجل القصير صعودياً، والطويل ايضا صعوديا بشكل قوي.
وأكد »جلاشيفسكي« أنه يعتبر السوق المصرية ضمن الاسواق الجاذبة في منطقة الشرق الاوسط، الا أنه أوضح في الوقت نفسه أن هذا الرأي لا يشمل الاوضاع الاقتصادية، وانما يشتمل فقط علي رؤيته الاستثمارية لحركة البورصات.
وعلي صعيد الاقتصاد المصري أشارت دعاء علوي، عضو الجمعية الامريكية للمحللين الفنيين، رئيس شركة فورترس للبحوث والدورات التدريبية لسوق المال، الي الاداء الايجابي المتوقع للبورصة المصرية خلال العام الحالي، مشيرة الي التحسن التدريجي في عدد من المؤشرات المالية، مما يدل علي كفاءة الاقتصاد، وفسرت التحسن الذي حدث في البورصة المصرية خلال عام 2009 بأن البورصة تسبق الاقتصاد، مما يعني ان تعويض البورصة جزءاً من خسائرها خلال العام الماضي ينبئي بتحسن اقتصادي متوقع قد بدأت بوادره في الظهور بالفعل خلال الفترة الحالية، وحددت تلك البوادر الايجابية في عدد من المؤشرات المالية الجيدة، منها التوقعات بوصول معدل النمو في عام 2010 الي %5 وهي النسبة التي تنبؤ بمعاودة الاقتصاد المصري النمو مرة اخري لأن المستوي بين 4 و%5 يعتبر القاع التي ارتد منها معدل النمو في الاقتصاد القومي لاعلي خلال السنوات الماضية مؤكدة أنه يمكن ربط التحليل الفني بالاقتصاد من خلال قراءة الخرائط البيانية للمؤشرات الاقتصادية.
وأشارت الي التصريحات الحكومية الايجابية حيال ارتفاع الاستثمارات المباشرة الداخلة لمصر خلال 2010 والمتوقع أن تصل الي10 مليارات دولار – طبقاً لتصريحات وزير الاستثمار – مقابل 8.1 مليار دولار خلال العام الماضي، فضلا عن تحسن معدل التضخم بعد أن وصل الي مستوي عال جدا في 2008 ليحقق %18.3 ثم يصل الي %11.9 في 2009، ومتوقع له ان يبلغ %10.9 في 2010، مؤكدة أن تلك النسبة تعتبر جيدة جدا للاقتصاد المصري علي الرغم من ارتفاعها بالمقارنة باقتصادات الدول الاخري، فإنها تعتبر مناسبة لظروف السوق المصرية حيث تختلف طبيعة كل سوق عن الاخري.
وحددت »علوي« عددا من القطاعات الواعدة بالسوق المصرية أهمها قطاع الاغذية الذي توقعت ان تتضاعف اسعار الاسهم المدرجة به 10 مرات خلال الفترات المقبلة، خاصة في ظل الاقبال الكبير علي هذا القطاع من الاستثمارات الاجنبية خلال السنوات الاخيرة، وأشارت الي النجاح المتوقع لأي شركات مواد غذائية ستدرج بالبورصة خلال الفترة المقبلة، كما لفتت الي ارتفاع فرص النمو بالقطاعات المرتبطة بالسلع الاساسية والبضائع، وحددت سهم العز لحديد التسليح بعينه ليكون علي رأس قائمة الاسهم المرشحة للاستفادة من النمو بالقطاع، نظرا لكون شركتي العز لحديد التسليح و عز الدخيلة أهم شركتين في قطاع السلع الاساسية بالبورصة الا أن سعر سهم عز التسليح يعطيه ميزة لا يتمتع بها الدخيلة لانخفاض سعره مما يرفع من جاذبيته لشريحة عريضة من المتعاملين في حين ان ارتفاع السعر السوقي لعز الدخيلة أدي لانخفاض احجام السيولة المنفذة عليه.
كما لفتت الي ارتفاع اهمية قطاع العقارات الذي سيكون من اول القطاعات المستفيدة من النمو الاقتصادي، وقطاع مواد البناء والتشييد الذي لقي اقبالا مؤخرا علي خلفية انخفاض اسعار مواد البناء مما ادي الي ارتفاع الطلب عليه محليا للاستفادة من انخفاض سعره، وضمت قائمة القطاعات الواعدة ايضا قطاع السياحة الذي تحسن اداؤه تدريجيا خلال الشهور الماضية والذي من المتوقع ان يعاود النمو في الفترات المقبلة.
ونصحت »علوي« بعدم الشراء في اسهم شهدت خلافاً بين المحللين الماليين والفنيين، مؤكدة ان الامر الطبيعي هو اتفاق الطرفين اما اختلافهما الذي اصبح عادة في سوق المال فهو أمر غير منطقي، وارجعت اختلاف الطرفين الي عاملين: الاول يتمثل في وجود خبر غير معلوم انعكس علي اداء السهم مما دفع المحللين الفنيين لقراءة حركته علي الرسوم البيانية بشكل ايجابي، في حين يبقي المحلل المالي علي تقييمه المنخفض للسهم، وإما ان يكون الاداء الايجابي للسهم في السوق قد نتج عن عمليات المضاربة مما أدي لارتفاع السهم بشكل مبالغ فيه، وشددت »علوي« علي أنه في هذه الحالة يحدث الصعود مثلما توقع التحليل الفني ، الا أن القيمة السوقية للاسهم سرعان ما تعاود النزول بشكل أسرع من الذي صعدت به.
ورأت أن الوسيلة المثلي لاختيار الاسهم التي يتم شراؤها، تكون من خلال النظر الي الوضع الاقتصادي الكلي وليس بالنظر لحركة السهم من الناحية الفنية، او تقييم الشركة صاحبة السهم من الناحية المالية، حيث ان العامل الاهم هو درجة قابلية الاقتصاد للنمو.
وتوقعت »علوي« ارتفاع مؤشر Egx 30 ليصل الي منطقة 8800 إلي 9000 نقطة خلال الأشهر الستة المقبلة، مؤكدة أن السوق مقبلة علي مرحلة صعود قوية وتسمي بالـ Euphoria ، واشارت الي العلاقة القوية بين حركة القطاعات وحركة السوق كلها حيث تتحرك السوق كلها عادة في اتجاه واحد، الا إن هناك بعض القطاعات تسبق اداء السوق في تكوين القمم والقيعان، مثل قطاع البنوك، وحيث إنه قام بكسر قمته السابقة مؤخرا، بما ينبئ بقرب كسر مؤشر Egx 30 لقمته السابقة ايضا خلال الأشهر الأربعة المقبلة. لذا اعتبرت قطاع البنوك بصفة خاصة هو مفتاح السوق الذي يجب متابعة ادائه للتنبؤ باداء السوق ككل، كما يسبق السوق ايضا في تكوين القمم قطاع الخدمات المالية، فيما يتمشي اداء قطاعي مواد البناء والتشييد، و الموارد الاساسية مع السوق في تكوين القمم، بينما يتأخر عن مواكبة السوق في القمم كل من قطاعات الكيماويات و الادوية والاغذية.
كما تسبق بعض القطاعات السوق في تكوين القيعان ايضا مثل الادوية والبنوك والاتصالات، وتتمشي معه الموارد الاساسية وقطاع مواد البناء، بينما يتأخر عنه السياحة والكيماويات والعقارات والصناعات والاغذية والخدمات المالية والاجهزة المنزلية.
وأوضحت أن هناك دورة لانتقال الاموال بين القطاعات تبدأ بدخولها في قطاعات المرافق والخدمات مثل الاتصالات،ثم البنوك ثم الخدمات المالية ومن بعدها العقارات ثم الاغذية ثم النقل وتباعا الي السياحة ثم الحديد ثم السلع الاساسية ثم التكنولوجيا.
كما أشارت الي الدورة التي تتبعها السوق منذ عام 2007 والتي تتمثل في أن أعلي أسعار للاسهم تكون خلال شهر مايو الذي يعقبه هبوط قوي في السوق، كما يشهد أكتوبر عودة للشراء.
ورأت دعاء علوي أن صعود الاسهم الصغيرة والمتوسطة عادة ما يكون في بداية رحلة صعود السوق، لكي تتحرك الاسهم الكبيرة وراءها وتتحرك السوق بشكل ايجابي، وأكدت أن البيانات التاريخية اثبتت أن مؤشر Egx 30 يكون نصيبه في الصعود أقل من نصيب مؤشر Egx 100 ، وفي الوقت نفسه فإن نصيبه في الهبوط يرتفع عن نصيب مؤشر Egx 100 ، موضحة أن الاسهم الكبيرة تكون هي آخر من يهبط في السوق مما يعطي انطباعا خاطئاً للمتعاملين بأنها متماسكة علي الرغم من هبوط باقي الاسهم.
وأكدت أن الاختلاف بين اداء الاسهم الصغيرة والمتوسطة واداء الاسهم الكبيرة يوحي بصعود قوي أو هبوط قوي مقبل.
وحددت عضو الجمعية الامريكية للمحللين الفنيين مجموعة من الاسهم التي يتوقع لها اداء ايجابياً خلال الفترة المقبلة التي تتراوح بين 3 و6 أشهر، منها سهم البنك التجاري الدولي المتوقع ان يصعد بمعدل يتراوح بين 20 و%25، وبنك قناة السويس الذي سيستهدف 15 جنيهاً ثم 17 جنيهاً بعد كسره نقطة مقاومته عند 10.5 جنيه، وحددت 3 اسهم ليكون أداؤها متميزاً خلال الفترة المقبلة ويكون سعرها المستهدف عند 9 جنيهات هي طلعت مصطفي، وراية، وبايونيرز المرشح للوصول لسعر 16 جنيهاً في حال كسره لمستهدفه الاول، ورأت أن سهم بالم هيلز لن يرتفع بنفس درجة طلعت مصطفي حيث يتحرك في قناة عرضية بين نقطة 6.5 و9 جنيهات وفي حال كسر المقاومة سيتجه صعودا والعكس في حالة اختراقه نقطة الدعم.
كما ضمت قائمة الأسهم المفضلة لشركة فورترس سهم مدينة نصر المتوقع له أن يدخل في مرحلة صعود جنونية Euphoria ، وحددت السعرالمستهدف له عند 55 جنيهاً hW و60 جنيهاً، ورأت أن السهم متوقع له ان يحقق %200 زيادة علي سعره خلال 3 شهور، كما سيرتفع سهم سوديك ايضا ولكن ليس بنفس المعدلات المتوقعة لمدينة نصر، ويستهدف سهم مصر الجديدة نقطة 70 جنيهاً.
ورشحت سهم القاهرة للدواجن لاستهداف مستوي 50 جنيهاً ثم 70 جنيهاً في حال تمكنه من الثبات لمدة اسبوعين فوق منطقة 35 جنيهاً، ونصحت المتعاملين بتجنب البيع عند الارقام التي تنتهي بصفر أو 5 – الارقام المدورة- حتي ولو كانت هي الاسعار المستهدفة، حيث عادة ما تواجه تلك الارقام موجات بيعية تحولها لنقاط مقاومة، وسهم الدلتا للسكر يستهدف 40 الي 42 جنيهاً، وسهم مطاحن مصر الوسطي الذي ينصح بشرائه عند وصوله لمستوي 9 الي 12 جنيهاً، وليستهدف مستوي 18 الي 20 جنيهاً.
أما سهم اوراسكوم للانشاء والصناعة فحددت دعاء علوي اقل سعر مستهدف له عند 340 جنيهاً، كما يستهدف سهم جنوب الوادي للاسمنت مستوي 13 جنيهاً في حال تمكنه من الاغلاق فوق مستوي 8.55 جنيه لمدة شهرين، واوضحت أن سهم المصرية للمنتجعات السياحية له دورة وقتية حيث إن وقت شرائه يبدأ في شهر يوليو، ووقت بيعه عادة ما يكون في شهر فبراير، اما سهم المصرية للاتصالات فهو مرشح لقيادة السوق لعدة عوامل أهمها انه تم تجميع السهم من ايدي الافراد لتستحوذ علي النصيب الاكبر منه المؤسسات، فضلا عن ان طبيعة الشركة مختلفة عن باقي الشركات حيث إنها شركة المرافق العامة الوحيدة، مؤكدة أن السهم القائد في السوق يجب أن تكون له طبيعة مختلفة عن باقي الاسهم المتداولة في البورصة.
وشملت قائمة الاسهم ايضا سهم السويدي للكابلات الذي يستهدف120 جنيهاً، ثم 140 جنيهاً بعد كسر 80 جنيهاً، كما يمكن المتاجرة قصيرة الاجل علي السهم بين مستوي 80 جنيهاً و120 جنيهاً، ويستهدف سهم جي بي اوتو ما بين 35 و40 جنيهاً في الاجل القصير الي المتوسط، بالاضافة الي سهم العز لحديد التسليح الذي يفضل القيام بشراء ثلث المراكز عند وصوله لنقطة 16 جنيهاً، في حال استكماله الصعود يمكن تكملة المراكز المالية، حيث يستهدف مستوي24 جنيهاً في حال تمكنه من الاغلاق فوق مستوي 19 جنيهاً لمدة اسبوعين، اما سهم عز الدخيلة فيستهدف نقطة 680 جنيهاً ثم نقطة 1100 جنيه، ورأت أن سهم اوليمبيك جروب سيصل الي 44 جنيهاً، في حال كسره نقطة 25 جنيهاً. وسهم المالية والصناعية سيتجه الي مستوي 50 جنيهاً في حال تمكنه من كسر نقطة 26 جنيهاً والبقاء فوقها لمدة اسبوعين.
وضمت المجموعة بعض الاسهم التي تلائم أغراض المتاجرة قصيرة الاجل مثل سهم مطاحن شمال القاهرة الذي يتحرك في دورة سعرية بين نقطة 34 جنيهاً و17 جنيهاً، وسهم الكابلات الكهربائية بين مستوي 1.2 جنيه، ونقطة 1.8 جنيه.
ورأت »علوي« أن سهم اوراسكوم تليكوم قد تعرض لبعض الاحداث التي أدت لاضعافه خلال الفترات الماضية، مشيرة الي الفترة التي دخلت بها اوراسكوم تليكوم صفقة ويزر في العراق، والتي تتعارض مع الرسالة التي حددتها الشركة لنفسها والمتمثلة في الدخول في اسواق ناشئة لكي تصبح هي القائد بها.
وأكدت أن تلك الخطوة أدت الي تغير طبيعة المتعاملين داخل السهم مما أدي الي تغير حركتها، كما سيعزز من هذا الامر عملية زيادة رأس المال المرتقبة لاوراسكوم تليكوم والتي ستؤدي لاتاحة السهم لشريحة المستثمرين الافراد لانخفاض سعره بعد اتمام عملية الزيادة وهو ما أدي الي تغير النمط الذي يتحرك به السهم.
ورأت أنه ليس من الضروري ان يصاحب صعود الاسهم احجام تداول قوية لأنه في حال تجميع الاسهم عند قيعانها فإنها لن تصعد باحجام تداول مرتفعة.
وحول ارتباط السوق المصرية بأداء مؤشر داو جونز أكدت »علوي« قوة العلاقة بين السوقين، الا أنه يحدث خلال بعض الفترات انخفاض في قوة معامل الارتباط ولكن هذا لا يعني الانفصال، وتوقعت تفوق اداء السوق المصرية علي الامريكية خلال الفترة المقبلة.