جاء إعلان شركة »مايكروسوفت« استعدادها طرح محرك البحث الجديد »Kumo « في الأيام القليلة المقبلة بحملة دعائية تصل قيمتها إلي 100 مليون دولار ليثير جدلاً بين خبراء الإنترنت حول امكانية صمود أي محرك بحث جديد في مواجهة السباق المحموم مع عمالقة البحث »جوجل« و»ياهو« وتسعي »مايكروسوفت« من خلال المحرك الجديد إلي إضافة تقنيات تتعلق بالبحث عن الصور ومقاطع الفيديو.
واختلف خبراء الإنترنت في مصر حول مدي احتياج المستخدمين إلي مزيد من محركات البحث، فمنهم من أكد أن تعدد محركات البحث يعد إضافة إيجابية لصالح الباحث يمكنه من اختيار المحرك الذي يتماشي مع اهتماماته ويلبي احتياجاته، وعلي الجانب الآخر نجد محركات البحث الجديدة ستواجه منافسة ضارية مع »جوجل« التي تحتكر %70 من عمليات البحث عبر الإنترنت في الوقت الحالي.
بداية تعلق حنان عبدالمجيد، رئيس شركة »Link Development « المطورة لمحرك البحث »أنكش«، علي الخطوة الأخيرة قائلة إن محركات البحث تعد من أهم استخدامات الأفراد علي الإنترنت، وذلك يستلزم تطويرها باستمرار، وإضافة مزيد من الخصائص التي تلبي احتياجات المستخدمين مثل الصور ومقاطع الفيديو وغيرهما، وقالت إن الرغبة المتزايدة في الحصول علي المعلومات بواسطة محركات البحث عبر الإنترنت دفعت العديد من الشركات العالمية إلي طرح محركات بحث جديدة، وتطوير المحركات الموجودة بالفعل وعلي رأسها »جوجل« و»ياهو« وإضافة خصائص جديدة.
وأضافت أن قيام »مايكروسوفت« باصدار محرك بحث يعد خطوة جيدة لوضع إبداع جديد علي الطريق الصحيحة، عوضا عن محرك البحث الذي سبقه »MSN « الذي لم يلق القبول المستهدف ولم ينجح في استقطاب عدد كبير من المستخدمين، حيث يعتمد حوالي %70 منهم علي »جوجل«، وأكدت أن وجود عدة محركات بحثية يعد خطوة جيدة لصالح المستخدم حتي يستطيع الاختيار بناء علي المحرك الذي يناسب احتياجاته وطبيعة بحثه.
وأعربت حنان عن أملها في أن يحقق محرك »مايكروسوفت« الجديد Kumo قبولاً لدي المستخدمين مؤكدة أن محاولة »مايكروسوفت« إصدار هذا المحرك الجديد تعد بداية لمنافسة »جوجل« الرائدة في هذا المجال.
ولفتت إلي أن محركات البحث الجديدة تحاول تقديم المعلومات للباحث بواسطة فهم الكلمة المرغوبة من الباحث وإيجاد معان حول الكلمة الواحدة، وهذا الشكل يطلق عليه Symantic Search وهو المعروف بالبحث الدلالي لمعاني الكلمات.
وهناك إقبال متزايد من المستخدمين علي محركات البحث التي توضح نتائج البحث بطريقة مرئية بمعني أن تكون مزودة بالصور، حيث يري الباحث الصفحة علي شكل صورة. ويجد الكلمة التي يبحث عنها ضمن هذه الصورة موضحة بلون مختلف أو علامة مميزة، مما يسهل عملية البحث، ويحقق نتائج أفضل في وقت أقل.
وأوضحت أن مجال الإبداع في تصميم محركات البحث الجديدة ينقسم إلي شقين الأول يعتمد علي عملية البحث ذاتها وسهولة الحصول علي المعلومة وفقا للمعني المراد، والآخر يقوم علي تطور عرض المعلومات بعد عملية البحث، حيث تؤثر طريقة عرض المعلومات علي إقبال الباحث علي محرك دون الآخر.
وفيما يتعلق بقدرة أي محرك بحث جديد علي جذب المستخدمين قالت حنان عبد المجيد إن التكنولوجيا الجديدة خاصة التي تقدم خصائص ومميزات إضافية تستطيع استقطاب المستخدمين بشكل سريع خاصة أن مستخدمي الإنترنت يبحثون دائماً عن لك ما هو جديد، معرفة عن تفاؤلها بنجاح »مايكروسوفت« في هذه الخطوة.
وأشارت إلي أن محرك »جوجل« يعد من أفضل المحركات حيث يعمل علي تطوير أدواته وخصائصه باستمرار، ومنها تتبع شخصية الباحث واستخداماته وسلوكه علي الإنترنت، ويقوم بعرض نتائج البحث بشكل قائم علي ترتيب الأولويات وفقاً لسلوك المستخدم بشكل يبسط عملية البحث ويؤدي للحصول علي المعلومات بسرعة.
من جهته رحب الدكتور عادل خليفة، عضو اتحاد البرمجيات، بفكرة تعدد محركات البحث خاصة إذا تضمنت مميزات جديدة تضيف للمستخدم المزيد من المعلومات عند البحث، وأشار إلي أن هذا التعدد يسمح للمستخدم الذي يبحث باللغة العربية بالاستفادة من الكم الهائل من محتوي المعلومات علي الإنترنت، في ظل تزايد عدد المواقع الإلكترونية والمدونات.
وأوضح خليفة أن الفارق بين محرك بحث وآخر يقوم علي عدة عوامل أهمها سهولة الحصول علي المعلومة علي الإنترنت في أسرع وقت وأقل جهد، حيث يعاني المستخدم أحياناً في الحصول علي معلومة معينة وتظهر نتائج البحث عدداً ضخماً من المواقع التي لها علاقة بموضوع البحث بشكل يؤدي إلي تشتت الباحث وإهدار الوقت لحين الحصول علي المعلومة التي يريدها، لافتاً إلي أن أي محرك بحث جديد لابد أن يتعامل مع هذه المسألة بشكل مباشر، وأن يتضمن إضافات وامكانيات جديدة تؤدي إلي تيسير عملية البحث.
وأضاف أن محرك البحث »جوجل« لا يزال الأكثر تقدماً في هذا المجال علي مستوي العالم حيث يطور خصائصه باستمرار.. لكن نتائج البحث تكون أحياناً بعيدة عن موضوع البحث، ويليه yahoo الذي يتميز بسهولة الوصول إلي المعلومة وتكون النتائج وثيقة الصلة بموضوع البحث، وأكد أن الطريقة التي يتم ترتيب المعلومات التي تنتج عن عملية البحث تختلف من محرك بحث لآخر. فأحياناً تظهر 10 اختيارات في الصفحة الواحدة، وفي أحيان أخري يظهر حوالي 500 اختيار.
وأكد أن اعتياد المستخدم علي أحد محركات البحث التي تفي باحتياجاته في عملية البحث لن يمنعه من التعرف علي المحركات الجديدة، وما تقدمه من إضافات وخصائص قد تكون مفيدة له.. وفي النهاية القرار سيكون للباحث.
في سياق متصل أكدت المهندسة ألفت عبدالغني، مدير تطوير الأعمال بشركة New Soft ، أن ظهور المزيد من محركات البحث يعد خطوة إيجابية لصالح المستخدم، فكل تقنية جديدة تضيف خصائص إضافية تساعد في عملية البحث بشكل أفضل وأسرع، وتحقق النتائج المطلوبة بدقة وبشكل وثيق الصلة بموضوع البحث سوف تلقي القبول من المستخدم لافتة إلي أن البحث بواسطة المحركات الموجودة حالياً لا يحتوي علي كل الامكانيات التي تحقق النجاح في عملية البحث بالشكل المناسب.
وعلقت علي قيام »مايكروسوفت« باصدار محرك البحث الجديد Kumo بأنها فرصة جيدة لفتح باب المنافسة في هذا المجال مما سيعود علي الباحثين في الإنترنت بالفائدة حيث تحاول كل شركة تقديم أفضل ما لديها علاوة علي تطوير أدواتها باستمرار، وكلما كان محرك البحث أسرع وأدق في النتائج استقطب الشريحة الكبري من المستخدمين.
وأضافت أن المستخدم العادي وليس المتخصص لن يجد صعوبة في التعامل مع محركات البحث الجديدة فالغالبية العظمي من مستخدمي الإنترنت بشكل عام يفضلون التعرف علي كل ما هو جديد.. ولا يوجد مانع من تجريب أي محرك بحث جديد وفقاً لاهتماماته البحثية، فقد يلبي المحرك الجديد متطلباته في مجال بعينه في حين لا يقوم المحرك الذي اعتاد عليه بذلك.
من جانبه استبعد المهندس أحمد لبيب، مدير تطوير الأعمال بشركة Egy Net ، أن يمثل اعتياد المستخدم علي أحد محركات البحث الموجودة حالياً معوقا أمام انتشار محرك البحث الجديد Kumo الذي ستصدره »مايكروسوفت« قريباً، مؤكداً أنه إذا تضمن خصائص جديدة تلبي احتياجات محددة للباحث بشكل أكثر تطورا ودقة سيستطيع منافسة »جوجل« و»ياهو« وغيرهما من محركات البحث.
وأكد أن تعدد محركات البحث سيتيح للباحث عبر الإنترنت حرية الاختيار بين مجموعة متنوعة من محركات البحث، معتبراً هذا التعدد لصالح المستخدم بشكل أساسي، حيث يفضل كل مستخدم سمات محددة في عملية البحث تختلف من شخص لآخر.
وفي سياق متصل أوضح المهندس أحمد الرفاعي، مدير تطوير الأعمال بشركة Egy Web ، أن قيام »مايكروسوفت« بإصدار محرك بحث جديد يعد خطوة جيدة لتعويض فشل نظيره السابق MSN الذي لم ينجح في جذب الباحثين عبر الإنترنت.
وقال إن »مايكروسوفت« تحاول بصفة مستمرة كسر احتكار »جوجل« في عدة اتجاهات خاصة محرك البحث حيث يحتكر »جوجل« ما يقرب من %70 من عمليات البحث، وتنقسم الـ%30 المتبقية بين »ياهو« والمحركات الأخري.
وتساءل عن إمكانية أن يضيف هذا المحرك الجديد إضافات ومميزات تفيد الباحث، مشيراً إلي أن هذا لن يتضح إلا بعد اختبار هذا المحرك لفترة وتحديد كفاءته في عملية البحث، كما أكد أنه سيواجه صعوبة في سحب البساط من »جوجل« واستقطاب جزء من عملائه.
وقال المهندس أحمد صبري، رئيس مجلس إدارة شركة IT Vision المتخصصة في حلول الأعمال الإدارية، رئيس مجموعة الإنترنت بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن علم البحث ليس له حدود، والبقاء دائماً للأفضل.