Loading...

خبراء‮: ‬حملات‮ »‬التسويق بالتشويق‮«.. ‬سلاح ذو حدين

Loading...

خبراء‮: ‬حملات‮ »‬التسويق بالتشويق‮«.. ‬سلاح ذو حدين
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الخميس, 23 سبتمبر 10

حمادة حماد
 
بدأت قنوات الحياة قبل نهاية شهر رمضان الماضي، في اذاعة تنويهات عن بعض البرامج والمسلسلات التي من المقرر أن تعرضها بشكل حصري خلال خريطة رمضان من العام المقبل. وأثار ذلك تساؤلات حول هذه الإستراتيجية التسويقية المبكرة »الجديدة« علي القنوات المصرية واهدافها.

 
ويري خبراء التسويق والإعلان أن هذه السياسة التسويقية تسمي »الحملات الاعلانية التشويقية« وتستخدم للتسويق للمواد التي تعرض بشكل موسمي مثلما يحدث مع أفلام عيد الكريسماس في الولايات المتحدة الأمريكية أو مع دراما وبرامج شهر رمضان، كما أشاروا الي أن هذه السياسة »سلاح ذو حدين« حيث انها تحمل من المخاطر ما قد يودي بمصداقية القناة لفترة طويلة في حالة عدم الوفاء بوعودها للمشاهدين والمعلنين علي السواء.

 
ويوضح الخبراء أن هذه التنويهات المبكرة يكمن وراءها العديد من الأهداف منها المساهمة في زيادة الإقبال الإعلاني علي القناة، ومحاولة استثمار نجاحها لهذا الموسم وهو مازال حاضراً بذهن المعلنين والجمهور وبذلك تستطيع »إغراءهم« اعلانياً بشكل أسهل، الي جانب خلق حالة من الترقب لهذه المسلسلات والبرامج المقبلة وجعل توقعات نجاحها أعلي من قبل الجمهور الذي بدوره سيحرك اهتمامات المعلنين، اضافة الي زيادة كمية المواد التي ستذاع بشكل حصري علي القنوات.

 
وتقول دينا هلال مدير عام وكالة A&B للدعاية والإعلان أن قيام أي قناة بالتنويه عن مسلسلاتها وبرامجها قبل موسم من عرضها مثلما فعلت قناة الحياة يعكس قوة عند القناة من حيث قدرتها علي التخطيط لعام مقبل ، مشيرة الي أن عمليات التخطيط والتفكير المبكر أمر من المفترض تواجده علي مستوي الوسائل الإعلامية جميعها خاصة القنوات التليفزيونية لأن توافر الإمكانية لتحقيق ذلك يعتبر أمرا جيدا للقنوات المختلفة.

 
وتضيف أن الحياة من القنوات التي استطاعت أن تثبت نفسها وتثبت أقدامها وسط القنوات الخاصة خلال وقت قصير حيث تسير علي خطي ثابتة لذا كانت قوية في تنويهها عن بعض موادها خلال رمضان 2011 ، موضحة أن ما قامت به القناة خلق حالة من الترقب لهذه المسلسلات والبرامج المقبلة وجعل توقعات نجاحها أعلي من قبل الجمهور الذي بدوره حرك اهتمامات المعلنين.

 
وتشير الي أن ما قامت به القناة يعتبر في المجال الإعلاني أمرا طبيعيا يحدث كثيراً علي المستوي العالمي وتسمي هذه الحملات »حملات اعلانية تشويقية« غالباً ما تعتمد علي موسمية العمل الإعلاني مثل ما تقوم به أفلام هوليوود الأمريكية عندما تروج لفيلم عن الكريسماس قبل موعده بفترة طويلة وهو نفس ما حدث مع قنوات الحياة عندما استغلت موسم رمضان المقبل باعتباره موسم الدراما والبرامج للترويج للمواد التي من المقرر اذاعتها خلال هذا الموسم.

 
وتلفت مدير وكالة A&B الي أن هذه الخطوة التسويقية »سلاح ذو حدين« لانه من دون الثقة في اتمام العمل واستعدادات تؤكد التنفيذ قد تواجه القناة مشكلات ولا تذيع أي من المواد التي نوهت عنها وهنا تفقد القناة كلا من مصداقيتها وثقة المشاهد فيها واهتمام المعلنين بها، في حين انها عند تنفيذ وعودها للمشاهد تزيد من مصداقيتها وحجم المشاهدين لها.

 
ويري محمد عراقي، مدير التسويق بوكالة ايجي ديزاينر للدعاية والإعلان، ان هذه الطريقة في التسويق لمواد القناة مبتدعة نتيجة قلة المواد الحصرية التي كانت متواجدة في شهر رمضان لهذا العام، حيث إن الغرض منها هو زيادة كمية المواد التي ستذاع بشكل حصري علي القنوات.

 
ويوضح أن القنوات التي ستتبع نفس السياسة التسويقية لموادها يكون بغرض محاولة عمل ترويج لبرامج ومسلسلات رمضان 2011 مستهدفين بذلك الشركات المعلنة ووكالات الدعاية والإعلان قبل المشاهدين حيث إن ذلك من شأنه أن يساعد علي زيادة الإقبال الإعلاني علي القناة خاصة أن هذه الطريقة في التسويق جديدة ولم تتبعها حتي الآن قنوات كثيرة.

 
ويقول إن عملية التسويق والتنويه المبكرة لمواد القناة رغم فائدتها الكبيرة للقناة اذا نجحت في تحقيقها فإنها أيضاً تعتبر »مخاطرة« من قبل المحطة يمكن أن تودي بمصداقيتها عند المعلن وثقة الجمهور فيها في حالة حدوث أي مشاكل تؤدي الي عدم اذاعة أي من المسلسلات والبرامج التي تم التنويه عنها مبكراً، لذا لابد ان تتحري القناة الثقة الشديدة في اذاعة البرنامج بعد التعاقد عليه.

 
ويري شريف كولويان مدير التسويق وخدمة العملاء بوكالة Adline أنه طالما القناة وجدت لديها المقدرة من حيث جاهزية العقود والإتفاقيات بين النجوم وشركات الإنتاج علي البرامج والمسلسلات فمن حقها البدء مبكراً في التسويق لموادها التليفزيونية المنتظرة، خاصة اذا كان هناك اسم نجم كبير دون النظر الي القصة التي سيقدمها.

 
ويوضح كولويان أن هناك اتجاهين للقنوات وشركات الميديا نحو هذا الشكل التسويقي حيث ان بعض الشركات تفضل عدم الإعلان عن أي مواد منتجة إلا قبل انتهائها لضمان تحقيق مصداقيتها بعيداً عن المشكلات المفاجئة التي قد تواجه الأعمال، والبعض الآخر يتبع السياسة التي اتبعتها قنوات الحياة بالتنويه والإعلان عن برامجها ومسلسلاتها فور انتهاء التعاقدات علي الورق.

 
ويقول كولويان إن الغرض من التنويهات المبكرة لقناة الحياة هو استثمار نجاحها لهذا الموسم وهو مازال حاضراً بذهن المعلنين والجمهور وبذلك تستطيع القيام بعملية »إغراء« لهم، وينفي كولويان أن تؤثر هذه التنويهات علي المخصصات الإعلانية لرمضان من قبل المعلنين حيث ان نسبة التواجد للمعلن تحدد علي حسب رؤيته للسوق بشكل عام قبل فترة من رمضان المقبل.

 
ويلفت كولويان الي ان المعلنين يمكن أن يهتموا أكثر بهذه التنويهات اذا كانت القناة حددت أسعارا لإعلانات رمضان المقبل منذ الآن انما غالباً لن يتم تحديد أي أسعار في الوقت الحالي حيث إنه من الصعب تسعير برامج ومسلسلات الموسم قبلها بعام نظراً لأن السوق تغيراتها مجهولة فلا نعلم ما ستصل اليه الأسعار خلال الموسم المقبل سواء بالزيادة أو بالانخفاض، مشيراً الي أن أي قناة من حقها تحديد الأسعار من الآن ولكنها ستكون مخاطرة كبيرة عليها.
 

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الخميس, 23 سبتمبر 10