بقلم: عزت سلامة العاصى
كان يعيش مع أبيه وأمه وشقيقه فى وحدة سكنية ضمن عمارة أنشئت من 6 طوابق تحوز 24 شقة لذوي الضيق والعوز، اعتاد قاطنوها أن يحمدوا ربهم، ولا يشكون حاجتهم، راضين بما قُسم لهم..
يحكى أهل القرية أنه قبل 15 يومًا، مر لودر المجلس المحلى القروى، وكسر نصف غطاء “الخزان” القديم، ربما عن غير قصد، فوقفت له أحد سكان العمارة “أرمل فى حيازتها 4 أيتام”، وأجبرته على إصلاح ما فعله، فغطّى سائق اللودر الخزان بالتراب ورحل.
لم يمر سوى أسبوعين، كما قال أهالى بـ”برطباط” وعاد سائق اللودر مكررا الخطأ نفسه، رغم تحذير نفس السيدة “بائعة الحلوى أمام العقار”، فكسر النصف الآخر من الغطاء، ولم يُلق بالاً لفعلته هذه المرة، رغم ذهاب ساكنى العقار للمجلس، وإخبارهم بخطورة الأمر.
غادر سائق اللودر المكان، ولم يَدرِ أن فِعلته تلك، ستؤدى لرحيل طفل اسمه “أحمد” سقط فى الخزان المكسور غطاه، لكن ليس رحيلاً عن موقع الحادث، بل عن الحياة بأسرها.
رحل الطفل أحمد، وكاد يلحق به شقيقه، لولا العناية الإلهية، ليكونا شاهدًا جديدًا على تدنى مستوى المحليات بقرى الصعيد، عبر بعض موظفين لا يدركون حجم المسؤولية التى على عاتقهم، وأنهم موقفون يوم العرض على بارئهم.
الطفل “أحمد” يمثل مأساة جديدة يجب أن يستفيد منها كل موظف بالمحليات، عليهم أن يدركوا حجم مسؤوليتهم، ينبغي أن يستوعبوا الدرس، ضروري أن يعلموا أن وجودهم فى مكانهم هذا، لخدمة أهالى قريتهم، الفقير منهم قبل الغنى، والضعيف فيهم قبل القوى، وذي الحاجة منهم قبل الثرى.

رحم الله كل أحمد، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
[email protected]