حقيقة السمكة «السامة» التي غزت أسواق الإسكندرية من جديد (صور)

الثروة السمكية بالإسكندرية : نظرًا للتكلفة العالية لا يوجد أمصال أو طعوم ضد هذا السم

حقيقة السمكة «السامة» التي غزت أسواق الإسكندرية من جديد (صور)
مها يونس

مها يونس

10:35 م, الأثنين, 1 مارس 21

لم تكن المرة الأولى التي يتعرض لها مواطنو الإسكندرية لجشع وقلة ضمير تجار الأسماك بالأسواق، رغم ضبط العديد منهم مُسبقًا ببيع الأسماك السامة، والتي حُظر صيدها أو بيعها أو تداولها نظرًا لسُمّيّتها وخطورتها على صحة المواطنين والصحة العامة، إلا أنه لا يزال عددٌ من التجار يواصلون بيع سمكة “القراض” أو ما يطلق عليها “سمكة الأرنب”، حيث ضُيط اليوم ما يقرب من 300 كيلوجرام من السمكة المُميتة بسوق الحضرة القبلية.

الثروة السمكية بالإسكندرية : نظرًا للتكلفة العالية لا يوجد أمصال أو طعوم ضد هذا السم

في هذا الصدد أوضح مصدر مسئول بهيئة الثروة السمكية في المنطقة الغربية بالإسكندرية أن السمكة السامة تسببت في تسمم معظم مَن تناولوها، خاصة في المناطق الساحلية كالسويس والإسماعيلية والإسكندرية ومطروح، موضحًا أن سمك القراض يحتوى على مواد شديدة السُّمّية ويسبب الوفاة في ساعاتٍ إذا لم يتم الحصول على المصل المضاد، ونظرًا للتكلفة العالية في سعره لا توجد أمصال أو طُعوم ضد هذا السم.

وأضاف: “سمكة القراض لم تكن موجودة بتلك الأعداد الكبيرة منذ عدة سنوات، خاصة بالبحر المتوسط، ولكن هاجرت تلك الأسماك من البحر الأحمر إلى المتوسط، وتعرَّف عليها صيادو الإسكندرية وبدءوا يتداولونها”، لافتًا إلى أن تلك السمكة يوجد منها 39 نوعًا بحريًّا و28 نوعًا يعيش في المياه العذبة، موضحًا أنها تحارب صيادي الأسماك الذين يقولون إنها تعيث فسادًا في شِباكهم بأسنانها القاطعة، ما يزيد من الأعباء على كاهلهم، في حين أن الكارثة لا تكمن في مهاجمة تلك السمكة لشباك الصيادين عنوة، بل في أنها تسمم من يتناولها.

تعرف على عقوبات اصطياد سمكة الأرنب أو القراض

وكانت الهيئة العامة للثروة السمكية، التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قد حذرت من خطورة تناول سمكة الأرنب أو القراض التي يتم بيعها بالمناطق الشعبية؛ لأنها قد تؤدى إلى الوفاة فورًا نظرًا لشدة سُمّيّتها، مشيرة، في بيان لها، إلى أن تناول وجبة سمكة القراض يؤدى في بعض الأحيان إلى توقف القلب تمامًا لمدة 72 ساعة.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، مؤخرًا، أكد أن الهيئة تقوم بإجراءات عديدة لمنع إصطياد سمكة الأرنب السامة؛ من بينها توعية الصيادين بخطورتها وكيفية التعامل معها في حال صيدها، والعقوبات التي تقع عليهم في حال صيدها، وذلك بنشر لجان في منافذ الصيد على البحرين المتوسط والأحمر.

وأوضح أن عقوبات صيد أسماك الأرنب السامة عديدة؛ من بينها وقف ترخيص مركب الصيد، ووقف التجديد للمركب، والصياد، لافتًا إلى أن الهيئة تشدد على عدم وصول السمكة للأسواق وبيعها للمواطنين نظرًا لشدة خطورتها وسُمّيّتها.

وعلى صعيد وزارة الصحة والسكان، حذرت الوزارة، منذ عدة أشهر، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من نوع سمك منتشر بالأسواق بعدة محافظات ويؤدي إلى الوفاة، بالإشارة إلى سمكة القراض أو الأرنب التي اعتبرتها ضارة بالصحة وتؤدي إلى الوفاة، لافتة إلى أن السمكة تتميز بجلد رمادي، وهي الأشد فتكًا في العالم، فعند تناول سمكة القراض تبدأ أعراض التسمم بالظهور خلال 20 دقيقة إلى ساعة، وقد يتأخر ظهور الأعراض إلى يومين، وقد يسبب سُمّها الوفاة خلال 6 إلى 8 ساعات.

وزارة الصحة : سم “تيترودوتوكسي” ليس له مصل للشفاء حتى الآن

وتابعت “الصحة” في تحذيرها “أنها سُمّيت بالقراض بسبب أسنانها الحادّة المدبّبة، وتُعرَف باسم الأرنب أو النفيخة؛ لأنها تنفخ حينما تشعر بالخوف، وتحتوي سمكة القراض على غددٍ سامة تحت الجلد والأحشاء والكبد واللحم والنخاع، والسم الموجود في السمكة هو سم “تيترودوتوكسي”، وليس له مصل للشفاء حتى الآن”.

ووفقًا لما تداول على موقع ويكيبديا حول سمكة الأرنب أو القراض السامة، تبيَّن أن سمكة القراض هي سمكة معروفة بكونها تتسبب في تسممات هضمية خطيرة جدًّا باسم تيدرودوتاكسين، وهو أيضًا يُدعى سمك النفيخة في مصر، أو سمكة القراض أو الأرنب، فهى غير عدائية تنفخ نفسها عند الشعور بالخطر استعدادًا للهجوم، والصياد المحترف يعرف شكلها وتكوينها، وعادة ما يقوم بعضهم بالتخلص منها.

وفي مصر تعدّ من الأسماك المحرَّم صيدها أو بيعها أو تداولها في الأسواق؛ نظرًا لسُمّيّتها وخطورتها على صحة المواطنين والصحة العامة، وهي تعيش في قاع البحر وتتغذى على فضَلات الأسماك، والطحالب السامّة.

مكان تواجد السم في السمكة

تتواجد السموم في الكبد والأمعاء والجلد والمناسل والخياشيم ولا توجد في اللحم، وهى ذات جلد رصاصي اللون عليه نقط ورأس تمثل أكثر من ثلث حجم الجسم تقريبًا، وتحتوى على غددٍ سامّة تتواجد في ثلاثة أماكن مختلفة من الجسم، حيث تتواجد تحت الجلد وقرب الأحشاء وبجانب النخاع،

كما أن الكبد سام جدًّا، وتمثل الأجزاء السامة تقريبًا 12- 13% من اللحم، ويعيش منها 39 نوعًا في المياه المالحة، و28 نوعًا في المياه العذبة، وهى تحارب صيادي الأسماك حيث تمزق شِباك الصيد بأسنانها الحادة.

وتختلف أعراض التسمم من شخص لآخر على حسب الكمية التي تناولها، وتبدأ بالرغبة في النوم العميق الذي قد يصل إلى أكثر من 6 ساعات أو حدوث تنميل بالوجه واللسان والشفتين، بالإضافة إلى حالات الإسهال والقيء والدوخة، وتصل في أحيان كثيرة إلى حد توقف الجهاز التنفسي وحدوث الوفاة.

محافظ الإسكندرية: معاقبة كل من تسوِّل له نفسه استغلال المواطنين والتلاعب بسلامتهم

في السياق نفسه أصدر محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف بيانًا أعلن من خلاله ضبط 300 كجم من أسماك القراض السامة خلال بيعها بسوق الحضرة القبلية، وذلك خلال حملات موسَّعة لضبط المواد الغذائية الفاسدة من خلال مديرية الطب البيطري، مؤكدًا معاقبة المخالفين وتحرير المحاضر الشرطية بالأقسام المختلفة بالمحافظة لتقديمها إلى النيابات المختصة للتحقيق؛ وذلك لمعاقبة كل من تسوِّل له نفسه استغلال المواطنين والتلاعب بسلامتهم.