حرگة النقل البحري لا تلبي احتياجات شحن الخامات

حرگة النقل البحري لا تلبي احتياجات شحن الخامات
جريدة المال

المال - خاص

11:57 م, السبت, 6 ديسمبر 08

 
ربيع البنا
 
تحدث الخبراء عن أسباب كثيرة لارتفاع أسعار الغذاء في العالم لمستويات قياسية منها ارتفاع أسعار الوقود، والتحول لاتباع الوقود الحيوي، لكنهم أهملوا سبباً مهماً تسبب في ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية وليس الغذاء فقط وهو زيادة تكلفة النقل البحري.
 
أوضح تقرير لصحيفة »فاينانشيال تايمز« البريطانية، أن تكلفة استئجار السفن لنقل المواد الخام الأساسية مثل الحديد الخام والفحم ارتفعت لمستويات غير مسبوقة، مما ولد مزيداً من الضغوط علي الأسعار والاقتصاد العالمي.
 
وتأتي هذه الارتفاعات لتهدد قدرات المؤسسات علي تحقيق أرباح، بل تعاني من الحفاظ علي معدلات نمو ملائمة لمركزها المالي.
 
ذكر التقرير أن استئجار مركب لنقل الحديد الخام وصل إلي 234 ألف دولار يومياً بزيادة معدلها %200 منذ مطلع العام الحالي عندما كان الإيجار اليومي يصل إلي 80 ألف دولار.
 
وأرجع تقريرالصحيفة البريطانية هذاالارتفاع لزيادة الطلب من جانب الصين علي الحديد الخام اللازم لعمليات إعادة بناء ما تهدم في الزلزال الذي ضرب البلاد في 12 مايو الماضي وأودي بحياة عشرات الآلاف ودمر مئات الآلاف من المباني.
 
وقد زادت الحركة بموانئ البرازيل واستراليا لنقل هذه المواد الخام مما زاد من الضغوط علي الأعداد المتوفرة من سفن الشحن.
 
وتؤكد صحيفة »فاينانشيال تايمز« أن هذه الضغوط السعرية لا يبدو أنها ستتراجع خلال الشهور القليلة في ظل وجود تعاقدات هائلة لم يتم تسليمها بعد وتحتاج لعدة شهور لانجازها.
 
ووصل سعر إيجار سفن »كابسيز« للشحن إلي نحو 230 ألف دولار يومياً مما يعني أن هناك زيادة نسبتها %62 في هذه القيمة بالمقارنة بالأسعار في الأول من أبريل الماضي حيث كانت القيمة الإيجارية لسفن الشحن تتوقف عند 141 ألف دولار يومياً.
 
ويشير التقرير الصحفي إلي أن أسعار سفن »كابسيز« للشحن هي المحرك الأول لأسعار الشحن البحري باعتبارها الشركة الأكبر عالمياً في مجال نقل المواد الخام عبر المحيطات والبحار.
 
ويؤكد »ميشيل جاد لارد« الخبير الاستراتيجي بخدمات الاستثمار في النقل البحري أن زلزال الصين المدمر وضع ضغوطاً اضافية علي طلبات الشحن التي هي بالفعل تواجه صعوبات في تلبية الطلب العالمي المتنامي.
 
وتشير الاحصاءات إلي أن أسعار الشحن اليومي كانت 30 ألف دولار في عام 2004 لكنها أخذت في الصعود مع زيادة الطلب علي الشحن البحري للمواد الخام من قبل الاسواق الناشئة لزيادة توسعاتها الاقتصادية.
 
ويقول تقرير لصحيفة »وول ستريت جورنال« الأمريكية إن تراجع الاقتصاد الأمريكي كان له تأثير سلبي في عدة قطاعات من الاقتصاد العالمي.
 
لكن هذا التأثير السلبي لم ينتقل إلي قطاع الشحن البحري الذي أصبح مصدر جذب للمستثمرين مع زيادة الطلب العالمي عليه.
 
وأكد التقرير أن خطوط النقل البحري الآسيوية تعاني من نقص حاد في سعتها رغم أن آسيا تعتبر المركز الرئيسي لزيادة الطلب علي المواد الخام.
 
وأوضح تقرير »وول ستريت جورنال« أن الوقت الذي يشهد زيادة في الطلب علي النقل البحري تقلصت عدد خطوط النقل الموجودة بسبب ارتفاع أسعار الوقود لدرجة لا تستطيع شركات النقل تحمل زيادتها.
 
أكد الخبراء أن زيادة الطلب علي عمليات الشحن تعود لاستمرار النمو في قطاع مشروعات البنية التحتية ومحطات إنتاج الطاقة التي تحتاج إلي كميات هائلة من المواد الخام.
 
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلي أن المستثمرين لديهم فرصة جيدة في قطاع النقل البحري لتحقيق أرباح بطريقة غير مباشرة بعيدا عن الاستثمار المباشر في السلع الأساسية.
 
أوضح »سيين داباي« الخبير الاقتصادي بمؤسسة »نومورا للأوراق المالية« في هونج كونج أن الاستثمار في قطاع النقل البحري يتميز بقلة المخاطرة بالمقارنة بالمخاطر العالية في أسواق السلع.
 
ومع وفرة العقود طويلة الأجل يصبح لدي المستثمرين ثقة كبيرة في هذا القطاع باعتبار أن مؤشرات تراجع الطلب عليه شبه منعدمة في ظل الظروف الراهنة.
 
وذكر تقرير »وول ستريت جورنال« أن زيادة الطلب العالمي علي الشحن البحري زاد من الاقبال علي السفن الصغيرة نسبيا والتي كانت أقل حركة في المحيطات والبحار في الماضي.
 
وتنتظر خطوط النقل البحري رد فعل ترسانات صناعة السفن خاصة في الصين مما قد يسهم علي المدي الطويل في حل أزمة زيادة الطلب علي المتوفر من هذه السفن.
 
ويري »فينسنت فرناندو« المحلل الاقتصادي بمؤسسة »سيتي جروب« بمقرها في هونج كونج أن الشركات التي تتمتع بوفرة السيولة واسطول جيد يمكنها تحقيق أرقام عالية من الأرباح لم تكن لتحدث في السنوات الماضية.
جريدة المال

المال - خاص

11:57 م, السبت, 6 ديسمبر 08