جوائز الدولة في‮ ‬2010‮ ‬تذهب إلي مستحقيها‮.. ‬إلا قليلاً‮!‬

جوائز الدولة في‮ ‬2010‮ ‬تذهب إلي مستحقيها‮.. ‬إلا قليلاً‮!‬
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الخميس, 24 يونيو 10

كتبت ـ ناني محمد:
 
أعلن المجلس الأعلي للثقافة أمس الأول الاثنين، عن أسماء الفائزين بجوائز الدولة لعام 2010، وحصل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي علي جائزة مبارك في الآداب، كما حصل الدكتور مصطفي الفقي علي الجائزة نفسها في فرع العلوم الاجتماعية، أما جائزة مبارك للفنون فقد حصل عليها الفنان مصطفي حسين رسام الكاريكاتير.

 
l

 
عبدالرحمن الأبنودى 

وفاز بجائزة الدولة التقديرية في فرع الفنون كل من المخرج أحمد زكي، المخرج سمير العصفوري، الدكتور محسن زهران، كما حصل كل من نصار عبد الله، الدكتور عبده الراجحي وإبراهيم البحراوي علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب، فيما حصل الوزير السابق محمد علي محجوب وعادل غنيم وعاطف العراقي ورمزي الشاعر علي الجائزة التقديرية في العلوم الاجتماعية.

 
أما جائزة التفوق في الآداب فقد ذهبت إلي الدكتور فاروق عبد القادر ومصطفي الضمراني، بينما ذهبت جائزة التفوق في الفنون لخالد جلال، وحصل كل من الدكتور شبل بدران والدكتور محمد عبد الستار عثمان والدكتور ممدوح الدماطي علي جائزة التفوق في العلوم الاجتماعية.

 
بينما ذهبت جائزة الدولة التشجيعية لشعر الفصحي إلي الشاعر إيهاب البشبيشي، وحصل مسعود شومان علي التشجيعية في مجال الطفل في الموروث الشعبي، وحصل فريد أبو دشيش علي التشجيعية في مجال المجموعة القصصية للأطفال، ومنح الدكتور حسام عقل جائزة الدولة التشجيعية في التحليل الأسلوبي للشعر، كما فاز الروائي طارق إمام بجائزة الدولة التشجيعية في الرواية.

 
في البداية، عبر الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي عن سعادته بالجائزة، معربا عن عميق امتنانه لهذا الإجماع من كبار المثقفين والمبدعين المصريين علي اختياره لهذه الجائزة وهذا التكريم الذي جاء بعد أن قطع مشواراً طويلاً من العمر، لم يكن ينتظر خلاله أي جوائز أو حتي كلمات شكر.

 
وأشار الأبنودي إلي أنه عند حصوله علي جائزة الدولة التقديرية لعام 2001، اعتبر أن هذه الجائزة بمثابة تكريم للشعر العامي، وتكريم كذلك لما أحدثه الشعر العامي من تطور في القصيدة العربية ككل، كما أنه يعد أيضا تكريما لمن سبقوه من الشعراء الكبار الراحلين أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين، ولكن جائزة مبارك لهذا العام والتي أتت بعد ابتعاده عن كل وسائل الإعلام وغيابه عن أي فاعليات ثقافية لأسباب صحية، وهو ما جعله يشعر بتقدير المثقفين والمبدعين له ولتاريخه في مجال الشعر والنثر، ولم تنس وسائل الإعلام أيضا أن تظهر جزءاً من هذا التاريخ، حين قامت بتقديم ما جمعه من السيرة الهلالية في برنامج تليفزيوني، وهو الأمر الذي اعتبره الأبنودي تكريما من نوع آخر له ولما قدمه للحياة الأدبية.

 
وعن جائزة مبارك للفنون التي حصل عليها الفنان مصطفي حسين نقيب التشكيليين، أشار فنان الكاريكاتير الأشهر الي أن هذه الجائزة تعد الأكبر والأكثر تقديرا في الأوساط الأدبية المصرية والعربية، لأنها تأتي من ترشيح واختيار وتزكية النخبة من المثقفين، وهذا ما يجعل من تلك الجائزة مثار تقدير واحترام الجميع، لذا فإن الجائزة بالنسبة لمصطفي حسين هي »وسام علي صدركل مبدع ودين في رقبته«.
 
من جانبه، أكد الناقد الدكتور حسام عقل، الحاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في التحليل الأسلوبي، أن جوائز الدولة تمثل في ضمائر المثقفين قيمة خاصة لأنها نابعة من ثقل الهيئة المنظمة ولجنة التحكيم، حيث إن تلك الجائزة تمنح من أكبر مؤسسة ثقافية في مصر والوطن العربي، ومن ثم فهي تحمل قيمة عالية جدا وتعطي دفعة قوية للمبدع ليستطيع مواصلة مسيرته ومشواره الأدبي.
 
وأشار عقل الي أن حصوله علي الجائزة يمثل علامة فارقة في مشواره الأدبي، حيث إنها تمثل تقديرا عن جهد مبذول في ساحة النقد لأعوام طويلة، خاصة كتتويج للجهد الذي بذله في الموسوعة النقدية »مخاضات الخطاب الشعري المعاصر«، والتي أكد عقل اعتزازه بها بشكل خاص، حيث إنها استغرقت منه سنوات طويلة لإعدادها، وتمثل مسحا تشريحيا في التجارب الشعرية في العامين الأخيرين.
 
وعن »هدوء القتلة« التي حصل عنها علي جائزة الدولة التشجيعية، أكد الروائي طارق إمام أنه سعيد بالجائزة لأنها تعد بمثابة اعتراف بما في هذه الرواية من تجديد في أساليب التعبير وتراكيب الجمل التي تعبر عن أبناء هذا الجيل، كما أن بناء الرواية كان مختلفا، وهي الأمور التي لم تلق في البداية ترحيبا من الكثيرين، ولكن جاء حصول هذه الرواية علي لقب أفضل رواية للكتاب الشباب في جائزة ساويرس للآداب عام 2008 ليلفت اليها الانتباه وتضفي الإهتمام الإعلامي عليها الذي أظهر قيمتها الحقيقية.
 
واعتبر »إمام« أن تقدير الدولة ومؤسسة كالمجلس الاعلي للثقافة لـ»هدوء القتلة« ولروائي شاب مثله، يحمل أفكارا وتراكيب مختلفة عن الرواية العربية العادية هو علامة علي نزاهة لجنة التحكيم.
 
هذا وقد أشار الناقد شعبان يوسف إلي أن جوائز هذا العام قد ذهبت بالفعل الي مستحقيها، علي عكس ما يحدث كل عام، لكن أيضا يمكن اعتبار أنها جاءت متأخرة كثيرا بالنسبة للشاعر عبد الرحمن الأبنودي والفنان التشكيلي مصطفي حسين، كما أنه يري أن بقية الجوائز ذهبت أيضا لأعمال تستحق فعلا أكثر من جائزة وليست جائزة واحدة، ولكنه أشار إلي أن كواليس ما جري في لجنة التحكيم مازالت غير معروفة، لذا فإن الحديث عن الجائزة سوف يظل إيجابيا حتي يتم الإعلان عن بعض السلبيات من بعض الذين حضروا التصويت، فليست هناك جائزة بلا توصيات وتزكيات لصالح بعض من لا يستحقونها.
 
أما الناقد الدكتور صلاح السروي فقد أوضح أن الجائزة هذا العام كانت بمثابة رسالة شكر وتقدير وعرفان بالجميل لبعض الفائزين مثل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والفنان مصطفي حسين، ولكن هناك بعض الفائزين حصلوا عليها لا لشيء الا لأنهم قدموا خدمات للنظام ـ علي حد قوله ـ مثلما هو الحال مع جائزة الدكتور مصطفي الفقي، رافضا مبدأ أن تذهب جوائز الدولة لمن يتبع سياسات الحكومة ويسير علي نهجها، وتحجب عن المعارضين أو المستقلين الرافضين للانضواء تحت جناح النظام.
 

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الخميس, 24 يونيو 10