اتجهت جهات تمويل قروض الرهن العقارى فى الولايات المتحدة لتقليص الوظائف والتحذير من تراجع الطلب على القروض لمستويات فاقت التوقعات، جراء صعود أسعار الفائدة.
وذكرت وكالة «بلومبرج» ان «بنك أوف أمريكا» الذى تراجع فى العام الماضى ليحل فى المرتبة الرابعة من حيث حجم قروض الرهن العقارى يتجه لتقليص قروضه لمستويات أدنى خلال العام الحالى، خصوصا بعد استكماله صفقة شراء بنك «كانترى ويد فاينانشيال».
ويعتزم «بنك أوف أمريكا» الذى يتخذ من ولاية كارولينا مقرا له التخلص من 2100 وظيفة وإغلاق 16 مكتباً تابعاً له بحلول 31 أكتوبر المقبل.
وتتجه جهات تمويل مشتريات المنازل إلى تخفيض توقعات نموها بعد صعود أسعار الفائدة وتزايد العلامات الدالة على احتمال تقليص مجلس الاحتياط الفيدرالى لمشترياته من السندات.
واعلن «بنك ويلز فارجو» الذى يعد أكبر جهة فى الولايات المتحدة لتمويل شراء المنازل، ان القروض الجديدة ستتراجع فى الربع الثالث بنسبة 29 % لتصل إلى 80 مليار دولار.
وأوضح بنك «جى بى مورجان» الذى يحتل المرتبة الثانية فى التمويل، انه يتوقع خسائر فى النصف الثانى من العام الحالى، خصوصا فى ظل تراجع حجم التمويل بنسبة 40 % فى النصف الأول مقارنة بذات الفترة من العام الماضى.
كانت أسعار الفائدة قد ارتفعت بعد خطاب «بن برنانكى» رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالى الذى أكد فيه احتمالية تقليص البنك لمشترياته الشهرية من السندات فور تحسن الأداء الاقتصادى للبلاد.
وارتفعت تكلفة القرض أجل 30 عاما لشراء المنازل لتصل إلى نسبة 4٫57 % الاسبوع الماضى صعودا من 3٫35 % فى مايو.
ويتوقع تيم سلون المدير المالى للبنك بلوغ حجم القروض الجديدة فى الربع الثالث 80 مليار دولار نزولا من توقعات صدرت فى يوليو الماضى استقرت عند 100 مليار دولار، يأتى هذا بينما قدم البنك قروضا بقيمة 63 مليار دولار فقط حتى الآن.
أضاف سلون أن هامش أرباح البنك من قروضه وأدوات الدين المبيعة للمستثمرين سيتراجع ليصل إلى 1٫5 % فى الربع الثالث، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله منذ الربع الثالث من عام 2011، عندما حقق هامشاً يقدر بنحو 1٫34 %.
وقالت مارين ليك المديرة المالية لدى بنك جى بى مورجان ان تحقيق زيادة فى حجم القروض المقدمة لشراء المنازل لن تكون كافية لتعويض تراجع حجم عمليات اعادة التمويل.
وأضافت ان هوامش أرباح البنك المقدرة قبل حساب الضريبة ستصبح سلبية بشكل طفيف فى الربعين الثالث والأخير، لأن البنك يستغرق وقتا قبل تعديل تكاليفه الثابتة.
كان بنكا ويلز فارجو، وجى بى مورجان قد حققا أرباحا قياسية فى العام الماضى بدعم من عمليات اعادة التمويل وانتعاش المبيعات والأسعار.
وتقوم جهات التمويل حاليا بالتخلص من الموظفين بضغط من صعود أسعار الفائدة، وهو ما عزز الشكوك، من إمكانية تحسن سوق الاسكان.
ويخطط بنك «ويلز فارجو» لتسريح نحو 2300 موظف، مقابل 15 ألف موظف يرغب «جى بى مورجان» فى تسريحهم.