وتشير تقديرات المحللين كما ذكرت »وول ستريت جورنال« إلي أن جنوب أفريقيا قد خسرت مئات الملايين بعملتها المحلية (الراند) نتيجة توقف العمل في المناجم بسبب أزمة الكهرباء ويقول مارك »كوتيفان الرئيس التنفيذي لـ »أنجلو جولد أشانتي«: إننا بدأنا نخرج من الأزمة التي كادت أن تدمر مصداقية صناعة الذهب في جنوب أفريقيا«. وتشهد الفترة الحالية اجتماعات بين شركات المناجم ومسؤولي الحكومة وشركة الكهرباء الحكومية إسكوم لتحديد وقت وكيفية بدء الإنتاج ومطالب المناجم بخفض استخدامها للطاقة الكهربائية. وكانت إسكوم قد حذرت من أن أزمة الكهرباء قد تستمر لأربعة أسابيع. ووصلت هذه الأزمة إلي ذروتها يوم الجمعة الماضي وأصبحت تشكل حالة طوارئ قومية وأدت إلي توقف الإنتاج في مناجم الماس والذهب والبلاتنيوم والفحم وبقية المناجم الأخري. وكانت الأزمة قد بدأت بعد أن أوقفت إسكوم بعض محطات الكهرباء للصيانة الروتينية، إلا أن محطات أخري توقفت عن العمل بشكل مفاجئ وسط هبوط مخزون الفحم.
وتزايدت حدة الانتقادات الموجهة لحكومة الرئيس ثابو مبيكي لقلة الاستثمارات في مجال توليد الطاقة الكهربائية حيث أدت الأزمات المتتالية في الكهرباء إلي إضرار للسكان والمناجم والمتاجر وأنشطة الأعمال، وكذلك إلي حوادث في فترات الليل بسبب انقطاع الكهرباء عن إشارات المرور. هذا في الوقت الذي تصر فيه حكومة مبيكي علي أن هذه الأزمة لن تهدد خطط البلاد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2010.
ويخشي المحللون من أن تؤدي أزمة الكهرباء إلي تراجع النمو الاقتصادي في جنوب أفريقيا عن معدل %6 الذي تستهدف الحكومة لمحاربة الفقر، وذلك بعد أن تجاهلت الحكومات المتعاقبة تحذيرات الخبراء بضرورة بناء محطات توليد طاقة كهربائية جديدة للوفاء بالاحتياجات المتزايدة. وأعربت شركة أنجلو بلاتنيوم وهي أكبر منتج في العالم للبلاتنيوم، وكذلك شركة أنجلو جولد وهي ثالث أكبر منتج في العالم للذهب عن أملهما في توفير مزيد من الطاقة الكهربائية تسمح لهما باستئناف الانتاج ولو بشكل جزئي في نهاية الأسبوع الحالي.
وارتفعت أسعار الذهب والبلاتنيوم في التعاقدات الآجلة لتصل إلي 916.50/917.50 دولار،1685/1690 دولار للاوقية علي التوالي، يوم الإثنين الماضي وسط توقعات باستمرار صعود المعدن الأصفر ليصل إلي مستوي 950 دولاراً للاوقية في الأسابيع المقبلة، واختراق البلاتنيوم حاجز الـ 1800 دولار خلال ستة أشهر نظرا لزيادة أعداد السيارات التي تنتجها شركات صناعة السيارات، والزيادة الكبيرة في الإقبال علي شراء السيارات في دول مثل الصين. ويستخدم البلاتنيوم في صناعة المجوهرات وصناعة السيارات وارتفعت أيضا أسعار الفضة إلي أعلي مستوياتها منذ 27 عاما، وكذلك أسعار البلاتنيوم والتي بلغت أعلي مستوي لها منذ 20 شهرا.
وتشير توقعات الخبراء والمحللين إلي أن أسعار الذهب ستكتسب قوة دافعة إضافية خلال الأيام المقبلة خاصة إذا أقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي علي إجراء خفض جديد في أسعار الفائدة الأساسية بمقدار نصف نقطة مئوية لتصل إلي %3 مقارنة بـ3,5 حاليا مما سيؤدي إلي استمرار خفض الدولار.