Loading...

جدل علمي حول اتجاه مصر لإنتاج محاصيل معدلة وراثياً

Loading...

جدل علمي حول اتجاه مصر لإنتاج محاصيل معدلة وراثياً
جريدة المال

المال - خاص

12:01 ص, الأربعاء, 24 مارس 10

علاء البحار
 
وجهت مصر اهتماماً كبيراً بالتكنولوجيا الحيوية الزراعية خلال السنوات الأخيرة، بهدف تطوير المحاصيل المقاومة للأمراض والآفات الحشرية مما يؤدي إلي زيادة الإنتاجية.

 

وأعلنت وزارة الزراعة برئاسة المهندس أمين أباظة عن تبني جميع الطرق التي تعمل علي تحقيق الأمان في زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً، حيث لا تخرج الأصناف التي تجري عليها التجارب إلي حيز التطبيق التجاري إلا بعد تخطيها جميع إجراءات الأمان الحيوي، ولتحقيق هذا الهدف فقد قامت وزارة الزراعة بتشكيل اللجنة القومية للأمان الحيوي بهدف متابعة جميع المعايير الدولية لتطبيقها أثناء مراحل تطوير المحاصيل والتأكد من سلامتها.
 
وكشفت معلومات حديثة بوزارة الزراعة عن قيام مصر باستخدام التكنولوجيا الحيوية في زراعة جزء من إنتاج ثلاثة محاصيل، وهي الفول الصويا، والذرة، والقطن.
 
والتساؤلات المطروحة الآن: ما سلبيات وإيجابيات هذه النوعية من الزراعات؟، وكيف يمكن الاستفادة من التجربة الأوروبية في هذا المجال؟
 
وفي هذا السياق أكد المهندس أيمن أبوحديد، رئيس مركز البحوث الزراعية، أن الاستراتيجيات الزراعية المصرية تعتمد علي استخدام أحدث التكنولوجيات المتاحة التي تحقق زيادة في الإنتاجية، وتوفر الأمان البيئي، وتحافظ علي المصادر الوراثية الطبيعية المتاحة، التي تتميز بسهولة استخدامها من قبل المزارعين.
 
وأشار »أبوحديد« إلي أن التطبيقات التكنولوجية الحيوية تساعد علي تقديم الحلول العملية للعديد من المشكلات عن طريق تحسين صفة مفيدة للمحصول، أو التغلب علي احدي الصفات غير المرغوب فيها، وزيادة المحصول وخفض استخدام المبيدات الحشرية وزيادة دخل المزارعين، مشيراً إلي أنه بالرغم من الفوائد العديدة لاستخدامات التكنولوجيا الحيوية للزراعة والمزارعين والمشاركة في خفض الفقر وتوفير الأمن الغذائي، فإن البعض يهاجم هذه التكنولوجيا ويشكك في مدي آمانها للمواطنين والبيئة.
 
وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية أن الأيام القليلة الماضية شهدت اتخاذ قرارات مهمة من قبل الاتحاد الأوروبي تجاه المحاصيل المنتجة بالتكنولوجيا الحيوية، حيث أعلنت المفوضية هذا الشهر عزمها إتاحة المزيد من الخيارات للدول الأعضاء في اتخاذ قرار زراعة الأغذية المعدلة وراثياً في ظل الإطار القانوني الحالي، كما قرر المجلس والبرلمان الأوروبي اعتماد اثنين من القرارات المتعلقة بالبطاس المعدلة وراثياً، والتي تعتمد زراعتها وراثياً في أوروبا للاستخدام الصناعي واستخدام النشا والناتج الثانوي كعلف.
 
واعتمدت المفوضية الأوروبية 3 قرارات بشأن طرح ثلاثة منتجات في الأسواق من الذرة المعدلة وراثياً كغذاء وأعلاف خضعت لتجارب واختبارات دقيقة.
 
وأشار دكتور إسماعيل عبدالحميد، مدير مركز تكنولوجيا الحيوان، إلي أن هناك 25 دولة زرعت محاصيل معدلة وراثياً في عام 2009 علي مساحة 134 مليون هكتار، وهي أسرع تكنولوجيا محاصيل تم استخدامها بزيادة 80 ضعفاً من 1996 إلي 2009، حيث بلغت نسبة الزيادة في المساحة المزروعة %7 سنوياً.
 
وأوضح »عبدالحميد« أن مركز البحوث الزراعية قام بإنشاء مركز معلومات التكنولوجيا الحيوية في مصر بالتعاون مع الهيئة الدولية لاكتساب تطبيقات التكنولوجيا الحيوية الزراعية، بغرض نشر الوعي العام عن المحاصيل المعدلة وراثياً بشفافية ومصداقية ومناقشة جميع الجوانب المتعلقة بالسلبيات والإيجابيات ويقوم المركز بإعداد نشرة دورية »رؤية« تهدف إلي مناقشة أحداث المستجدات في هذا الصدد.
 
من جانبه أكد الدكتور أسامة البهنساوي، الأستاذ بكلية زراعة الأزهر، أهمية التطور التكنولوجي الذي يساهم في زيادة إنتاج المحاصيل وبالتالي توفير احتياجات الدول من الغذاء، مؤكداً ضرورة التأكد من الآمان عن استخدام التقنيات الحديثة في استنباط سلالات جديدة للحفاظ علي صحة المواطنين عن طريق اجراء الاختبارات الكافية للأنواع التي يتم إنتاجها عن طريق التكنولوجيا الحيوية.
 
ورأي »البهنساوي« أن المنتجات التي يتم إنتاجها دون استخدام المبيدات الحشرية وبعيدا عن التكنولوجيا الحيوية أفضل إنتاجاً وتشهد إقبالاً من الاتحاد الأوروبي.
 
يذكر أن أحدث الاحصائيات حول الأثر العالمي للمحاصيل المعدلة وراثياً تضمنها تقرير »بروكس وبارفوت عام 2010« أكدت زيادة العوائد الاقتصادية العالمية لمزارعي هذه النوعية من المحاصيل حيث بلغ إجمالي الاستثمارات 9.2 مليار دولار في عام 2008 فقط وبلغ إجمالي الاستثمارات في الفترة من 1996 إلي 2008 نحو 51.9 مليار دولار.

جريدة المال

المال - خاص

12:01 ص, الأربعاء, 24 مارس 10