ثقافة الاستحواذ تطرق باب تكنولوجيا المعلومات

ثقافة الاستحواذ تطرق باب تكنولوجيا المعلومات
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 11 ديسمبر 05

أمير حيدر:
 
في الوقت الذي يشهد فيه قطاع تكنولوجيا المعلومات انتعاشة ملحوظة متمثلة في زيادة عدد الشركات والاستثمارات العاملة في هذا المجال، تسعي وزارة الاتصالات من خلال بعض المؤسسات التابعة لها الي خلق نوع من ثقافة التكامل والاستحواذ ، وصولا الي ظهور كيانات كبيرة داخل هذا القطاع.

 
ووسط هذه المساعي التي تتواكب مع التغيرات المتلاحقة في مجال تكنولوجيا المعلومات، تشير حركة السوق الي ان هناك العديد من التوجهات التي بدأت تسود القطاع تتعلق بتحويل الكيانات الصغيرة الي عمل مؤسسي يسير وفق معايير قياسية عالمية وظهور تخصصات دقيقة تخدم نشاطات الكيانات الكبري كنشاط تكميلي.
 
حول هذا التطور الذي تشهده السوق، قال الدكتور خالد عز الدين ـ مستشار وزير الاتصالات للتنمية التكنولوجية ـ ان نقطة البداية في وجود «بزنس» الاستحواذ او التكامل داخل قطاع تكنولوجيا المعلومات يتعلق بوجود مرحلتين مهمتين تتعلق الاولي بوجود الحضانات التكنولوجية التي تعمل علي دعم الافكار والابداعات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات بشكل عام.
 
واضاف عز الدين ان هذه المرحلة تكملها مرحلة اخري تتمثل فيما يقوم به صندوق تنمية التكنولوجيا الذي يختار مجموعة من الافكار الاكثر دقة ويقوم بدعمها من خلال منحها التمويل اللازم لاستمرار نشاطها، سواء كانت هذه الافكار جديدة علي السوق او مر علي وجودها فترة من الزمن دون ان تحقق النمو المرجو لها. واشار مستشار وزير الاتصالات الي ان ما يقوم به صندوق تنمية التكنولوجيا من دعم وجود الشركات الناشئة قد يساهم في وجود ثقافة التكامل التي تتيح للشركات الكبري الاستفادة من وجود هذه الشركات وايجاد نوع من التكتلات التكنولوجية المحلية.
 
ويتولي صندوق تنمية التكنولوجيا الذي تم انشاؤه عام 2004 تمويل الشركات العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاشراف عليها وتوفير الدعم اللازم لضمان نجاحها علي المدي البعيد، ولقد بلغ رأس مال الصندوق 50 مليون جنيه، وتم الاعلان عن الرغبة في مضاعفة رأس مال الصندوق في اكتوبر الماضي وذلك لتوسيع قاعدة الاستثمار في هذا القطاع.وتتولي ادارة الصندوق ـ المجموعة المالية المصرية ـ هيرمس ، والشركة المصرية للحضانات التكنولوجية ـ ايديافيلوبرز، وهي شركة متخصصة في تقديم الاستشارات اللازمة لشركات الصندوق.
 
وفي خلال عام 2005-2004 تم التقدم للصندوق اكثر من 50 خطة عمل، وقام الصندوق بدراسة 27 منها والاستثمار في 8 شركات منها باجمالي استثمارات تبلغ 22 مليون جنيه، كما ان هناك فرص استثمار تبلغ قيمتها 19 مليون جنيه والخطط الخاصة بها تت الدراسة.
 
ومن جهته ، قال الدكتور مصطفي الجبلي ـ رئيس شركة «آي تك» للاستشارات التكنولوجية ـ: ان الشركات المصرية بدأت تتحسس الطريق نحو ثقافة الاستحواذ والتكامل في الفترة الاخيرة، الا انه ليس بالدرجة التي تحقق المرجو من هذه الثقافة ، خاصة بالمقارنة بما يحدث في الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية.
 
واشار الجبلي الي ان هناك العديد من الاسباب وراء تباطؤ نمو معدلات الاستحواذ داخل قطاع التكنولوجيا، منها ان العديد من الشركات الصغري قائمة علي افراد وبحاجة الي تطبيق مقاييس عالمية ، بما يؤهلها للتعامل مع الشركات والكيانات الكبري سواء كانت محلية او عالمية.
 
واضاف ان وزارة الاتصالات تسعي الي تقوية اتجاه حصول العديد من الشركات المصرية خاصة الصغيرة والمتوسطة علي شهادات الجودة العالمية المعروفة بـCMM   ، وهو ما ظهر بوضوح في مجال البرمجيات في الفترة القليلة الماضية.
 
واكد الجبلي ان هناك خطوة مهمة لابد من اخذها في الاعتبار حين النظر الي ثقافة استحواذ الشركات علي كيانات صغيرة، تتمثل في ضرورة وجود نوع من التكامل المسبق بين عدد من الكيانات الصغيرة التي تعمل في مجالات متقاربة تستطيع من خلالها تحقيق نوع من الانفراد بخلق منتجات تدخل في انشطة العديد من الشركات الكبري بالسوق.
 
ولعل نموذج شركة «اي تي ووركس» المصرية العاملة في مجال البرمجيات من ابرز النماذج الخاصة بالشركات المتوسطة التي نجحت في تحقيق معادلة لفت انتباه الشركات الكبري، مكنتها من بيع فرعها بالولايات المتحدة قبل نحو ثلاثة اشهر مقابل 48 مليون دولار.
 
ومن جهته قال أحمد عادل ـ مدير شركة «يوني كومب» ـ: لكي يحدث نوع من التكتلات داخل صناعة تكنولوجيا المعلومات وانتشار ثقافة الاستحواذ لابد من ان تركز نشاطات الشركات الصغري علي ابرز احتياجات الشركات الكبري التي لا تتوافر لديها.
 
واضاف عادل ان هذا  الامر قد يدخل تحت مسمي الصناعات المكملة التي يدفع ازدياد الحاجة اليها العديد من الشركات الكبري الي ضمها داخل كياناتها علي شكل اقسام متخصصة او شركات مستقلة تابعة للكيان الكبير.
 
واكد ان عامل التسويق مهم في تدعيم تواجد الشركات الصغيرة داخل السوق المحلية ولدي الشركات الكبري التي بحاجة الي تخصصاتها.
 
وسبق ان ظهر عدد من حالات الاستحواذ داخل صناعة تكنولوجيا المعلومات، ابرزها نموذج «لينك دوت نت» التي انضمت الي مجموعة اوراسكوم تليكوم، بالاضافة الي قيام بعض شركات البنية الرقمية بالاستحواذ علي عدد من مواقع الانترنت الخدمية التي نجحت في تحقيق شهرة محلية واقليمية، منها ما قامت به شركة «نايل اون لاين» قبل نحو ثمانية اشهر بشراء عدد من مواقع الانترنت منها «أم الدنيا WWW.omeldonia.com ، وذلك في خطوة لاحقة لأخذ شركة «لينك دوت نت» زمام المبادرة بشراء العديد من المواقع التي يأتي في مقدمتها موقعا «مصراوي» WWW.masrawy.com واطلب «دوت كوم» WWW.otlob.com ، اللذان استطاعا تحقيق شهرة ملحوظة.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 11 ديسمبر 05