تباينت الآراء حول مدي تأثير ظهور لاعب جديد علي قطاع الاتصالات والذي أرجعه البعض الي قوة الشركات القائمة علي الصمود امام الوافد الجديد والبعض الآخر إلي قدرة الشركة المنافسة علي اقتناص جزء من سوق المحمول.
ومع اقتراب حسم الصراع علي التحالف الفائز لمنافسة قطبي المحمول موبينيل وفودافون ازداد الجدل حول مستقبل قطاع الاتصالات في الفترة القادمة ومدي قدرة الشركات المتقدمة للفوز بالرخصة الثالثة علي التنافس.
في هذا السياق قال خالد الطبيب عضو مجلس ادارة بايونيرز لتداول الاوراق المالية ان فاعلية تأثير وجود رخصة ثالثة للمحمول علي قطاع الاتصالات تكمن في ما إذا كانت المصرية للاتصالات هي الفائز بهذه الرخصة، مشيرا الي ان التأثير يمكن يتصاعد للحد من نمو الشركتين موبينيل وفودافون اصحاب السيطرة الحاليين علي قطاع المحمول في السوق المصرية.
وضح الطيب ان المزايا الجديدة التي سوف تضيفها الشبكة الثالثة علي انظمة المحمول سوف تضيف عليها المصرية مزايا جديدة في حالات الاتصال الارضي، كما ان وجود سنترالات قائمة بالفعل للمصرية للاتصالات سوف يقلل من اعباء انشاء سنترالات جديدة بالرغم من اختلاف التكنولوجيا المطلوبة في مجال المحمول الي ان وجود السنترالات سوف يساهم في تخفيض جزء كبير من التكاليف.
واضاف الطيب أن بيع المصرية لحصتها في فودافون سوف يخلق سيولة من المتوقع ان تدعم الشركة من الناحية المالية والحد من احتياجها إلي التمويل الخارجي والقروض الكبيرة.
وأكد علي تضاؤل حدة التأثير في حالة فوز شركة أخري بالرخصة حيث انها سوف تبدأ من أول الطريق مما يستغرق دورة عمل كبيرة للوصول الي الفاعلية بجانب احتياجها الي التمويل مما سوف يبطئ من مسارها وقدرتها علي التأثير في القطاع.
وأيده في رأيه محمد فهمي رئيس قسم البحوث بشركة برايم لتداول الاوراق المالية قائلا ان تأثير وجود شبكة ثالثة سوف يزداد قوته في حالة فوز المصرية للاتصالات وسوف يتضاعف بانضمام شريك قوي للمصرية، مؤكدا علي اهمية وجود شبكة ثالثة للتوسع في قطاع الاتصالات وان الفاصل في هذه المنافسة راجع الي قدرة كل شركة علي اثبات وجودها داخل القطاع.
واضاف فهمي ان اي طرف جديد يدخل المنافسة ستكون قوته مرتبطة بالشركة الاجنبية التي سوف تنضم اليها.
واكد فهمي انه في ظل النمو الي حققته البورصة في السنوات السابقة والمنتظر استمراره حتي نهاية 2006 من المتوقع ان يصيب الهدوء والاستقرار 2007 مما يؤدي الي الحد من قوة المنافسة موضحا ان الشركتين القائمتين علي خدمات المحمول موبينيل وفودافون قادرتان علي الاحتفاظ بمراكزهما في السوق وبالمشتركين التابعين لهما.
كما يتوقع انتقال جزء صغير من عملاء فودافون وموبينيل الي الشبكة الجديدة الا ان هذا التوقع لا يزال امامه مساحة من الوقت فالشبكة الثالثة يمكن تغطيتها في اوائل 2007 ولكن بدء العمل الجدي والفاعلية في الاداء لن يتحقق قبل 2008 اي ان الوقت لايزال متسعا امام اللاعبين الاساسيين لكسب الاعداد المتزايدة من مستخدمي المحمول.
ونفي فهي وجود تأثير مباشر علي قطاع الاتصالات في الوقت الحالي موضحا ان التوقعات هي المحرك الاساسي في هذه المرحلة، ووجود منافس قوي او ضعيف بعد ظهور نتيجة المناقصة سوف يضع الامور تحت الضوء ويرفع الاسهم او يخفضها.
واضاف ان شركتي المحمول تسعيان حاليا لتقديم خدمات الاتصال الدولي بدون اللجوء الي المصرية للاتصالات التي كانت تساهم في تقديم هذه الخدمة موضحا ان نجاح هذا السعي قد يؤدي الي ارتفاع الايرادات المتوقعة لكلتا الشركتين بنسبة تتراوح ما بين 5 إلي %10.
وأشار فهمي إلي ان امتلاك اوراسكوم تليكوم O.T لحصة في موبينيل لن يكون له تأثير عليها في حالة اشتداد المنافسة، فموبينيل تمثل جزءا صغيرا من استثمارات O.T مقارنة بما تستثمره في باكستان او الجزائر والذي يمثل اكثر من %90 في الأولي وحوالي %89 في الثانية.
ومن جانبه أكد حسام ابو شملة المحلل المالي بشركة دايناميك لتداول الاوراق المالية ان اوراسكوم تليكوم بعيدة عن التأثير السلبي الذي قد يلحق بقطاع الاتصالات بعد الرخصة الثالثة حيث ان موبينيل تعتبر من مشروعات O.T وليست اساس نشاطها، كما تنتظر O.T العديد من الاخبار الايجابية في الفترة القادمة والتي يتوقع ان تضع اسهمها في مرتبة متقدمة لمراحل مستقبلية.
كما اكد علي الاستقرار المتوقع للاسهم الرائدة في مجال الاتصالات من موبينيل وفودافون و O.T والتي قد تشهد طفرة كبيرة في الفترة القادمة بالرغم من وجود عضو جديد داخل حلقة المنافسة.
واضاف ابو شملة ان تأثير الرخصة الثالثة علي اسهم قطاع الاتصالات وخاصة شركات المحمول لن يتضح في الوقت الحالي مؤكدا علي ان التوقعات اجمعت علي ان العضو المنتظر لن يكون بالقوة التي تؤهله لخوض المنافسة بين محتكري السوق.
واشار إلي ان التكنولوجيا المطلوبة لتشغيل الشبكة الثالثة من تكنولوجيا الجيل الثالث 3G والـ CDMA 2000 و WCDMA تتطلب وقتا ليس بقليل لبدء العمل بها مما يتيح الفرصة لموبينيل وفودافون للاستحواذ علي الاقلية المتبقية في السوق.
ويعتقد ابو شملة ان الشركتين قادرتان علي تغطية السوق والحد من منافسة الوافد الجديد مشيرا الي ان التأثير المباشر علي حركة الاسهم يصعب التنبؤ به في الوقت الراهن بالرغم من التأثير الايجابي الذي لحق بأسهم الشركات المتقدمة في طرح الرخصة الثالثة والذي ظهر علي اسهم المصرية بعد اعلانها عن البحث عن شركاء كما زاد الاقبال علي اسهم شركة راية القابضة عقب سحبها لكراسة الشروط.
واضاف ابو شملة انه من المنطقي ارتفاع اسهم الشركة الحائزة علي الرخصة ولكنه ارتفاع نسبي في ظل الصمود الذي تتمتع به كل من موبينيل وفودافون.
كما اكد ان سهم موبينيل لايزال يحمل الكثير من قوة صعود يتوقع ان تصل الي %30 – 20 بسعر يتراوح ما بين 250 -230 جنيها وهذا وفقا لتقييم ادائها المتوقع خلال خمس سنوات.