قال مصرفيون ورؤساء عدد من شركات السياحة إن الخطوة التي قام بها بنك القاهرة لتمويل الرحلات الترفيهية الداخلية والخارجية لعملاء شركة مصر للسياحة ستمثل حافزاً قوياً لاقتحام البنوك الأخري هذا القطاع المهم، بالإضافة لتشجيع الشركات علي التوسع في تدشين مثل هذه الرحلات والتي ربما واجهت، الفترة الماضية، ضعف السيولة في ايدي الأفراد.
|
ولفتوا الي ان هذه الخطوة ستساهم بشكل كبير في تنمية الخدمات الترفيهية بالقطاع، علاوة علي انها ستشكل نقلة نوعية للشركات التي تعمل في هذا المجال خلال الفترة المقبلة.
وتوقع المصرفيون أن يشهد هذا النوع من الخدمات نموا مطردا خلال المرحلة المقبلة، فضلاً عن قيام منافسة قوية بين البنوك لما يتمتع به من مخاطرة منخفضة.
وأشار آخرون إلي أن البنوك ليس منوطاً بها تمويل مثل هذه الخدمات، وشددوا علي ضرورة توجيه التمويل للاحتياجات الانتاجية والمستقبلية وليس التركيز علي مثل هذه الخدمات الترفيهية التي تعد مستحدثة علي المجتمع المصري.
كان بنك القاهرة قد وقع بروتوكول تعاون مع شركة مصر للسياحة الشهر الماضي، يرصد البنك بموجبه 40 مليون جنيه، ويمول الرحلات المحلية والخارجية التي تنظمها الشركة لعملائها، حيث يتمكن العميل من الحصول علي قرض لتمويل مصروفات الرحلة، وتقسيط قيمتها للبنك.
قال محمد مشهور، مدير قطاع التجزئة المصرفية ببنك القاهرة، ان الخطوة التي اتخذها مصرفه من خلال التعاقد مع شركة مصر للسياحة ورصد محفظة تقدر بـ 40 مليون جنيه لتمويل عملاء الشركة، ستساهم بشكل كبير في رفع معدلات نمو السياحة الداخلية والخارجية خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلي ان هذا التمويل سيدفع العملاء للتمتع بالسياحة الداخلية والخارجية من خلال التسهيل عليهم في السفر الي اي مكان من خلال تمويل البنك، لافتا إلي ان البنك قبل اي يقدم تمويله للعميل لابد من الاستعلام عنه جيدا من خلال شركة الاستعلام الائتماني »I-SCORE «، علاوة علي معرفة جميع التفاصيل الخاصة بالرحلة والتكاليف المطلوبة كافة، مضيفاً ان هذا التمويل يعد مثل القروض الشخصية ولكن بمبالغ ضئيلة.
وأوضح ان البنك سيلزم العميل بدفع مقدم، ثم بعد ذلك سيتم تقسيط باقي المبلغ علي عدة شهور، مشيراً ان تمويل مثل هذه الخدمات يتميز بمخاطره المنخفضة نظرا لسهولة الاجراءات التي تتخذ فضلا عن معرفة جميع التفاصيل الخاصة بمواعيد الرحلات واسعارها.
وتوقع أن يشهد هذا النوع من التمويل منافسة شديدة بين البنوك خلال الفترة المقبلة لما يتمتع به من ربحية وقلة مخاطرة بالمقارنة بقطاعات أخري عالية المخاطر.
كان محمد كفافي، الرئيس التنفيذي لبنك القاهرة، قد اكد في تصريحات صحفية سابقة أن الخطوة التي اتخذها مصرفه بتوقيع بروتوكول تعاون مع شركة »مصر للسياحة« لتمويل عملائها ورصد 40 مليون جنيه لهذا المجال يمثل نوعاً من الاستجابة لاحتياجات السوق والعملاء.
وأشار الي ان سوق الترفيه في مصر تسجل نمواً مطرداً ويلاقي طلباً كبيراً عليه خلال الفترة الاخيرة، لافتا إلي أن تمويل هذه الخدمات يمثل نوعاً من انواع البيزنس المضمون والمربح لأي بنك، موضحاً أن المنافسة المصرفية في المرحلة المقبلة سوف تتركز علي القروض الشخصية والتجزئة المصرفية، متوقعا أن تقدم بنوك عديدة هذه الخدمات خلال الفترة المقبلة.
وعلي الجانب الآخر، أكد مدير إدارة تطوير المنتجات باحد البنوك الخاصة، ان قطاع السياحة بصفة عامة، وتمويل الرحلات الداخلية والخارجية بصفة خاصة يتميز بمخاطره المرتفعة، التي تكمن في الحوادث التي يتعرض لها القطاع من آن الي اخر، وتدفع عدداً كبيراً من البنوك عن العزوف عن تمويل هذا القطاع.
وقال إن تمويل بنك القاهرة هذه الخدمات السياحية الترفيهية جاء بدافع انه بنك حكومي يساهم بشكل كبير في تشجيع السياحة الداخلية والخارجية اكثر منه للربح، لافتا إلي ان اغلب البنوك العامة من المتوقع لها ان تسلك هذا الاتجاه خلال الفترة المقبلة.
وأشار الي ان هذا النوع من التمويل لن يلاقي الاقبال الكافي من جانب العملاء، نظرا لانه يستهدف شريحة معينة ومحددة ليست بالكبيرة داخل المجتمع المصري، لافتاً إلي انه يجب الاتجاه الي تمويل المشروعات الانتاجية افضل من الاتجاه الي تمويل الجوانب الترفيهية، خاصة في الوقت الراهن.
وعلي صعيد آخر، أكد مجدي كامل، رئيس مجلس ادارة شركة سوبيك للسياحة، ان دخول البنوك لتقديم مثل هذه الخدمات يمثل نقلة نوعية كبيرة للشركات العاملة في القطاع خلال الفترة المقبلة .
وأشاد بالخطوة التي اتخذها بنك القاهرة لتمويل هذه الخدمات نظرا لانه سيسهل علي الكثيرين الحصول عليها، علاوة علي انه سيشجع بقوة دخول شركات جديدة السوق المصرية لأن سوق السياحة والسفر في مصر شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، بسبب الاهتمام المتزايد بهذا المجال والانفتاح علي الأسواق العالمية وانتشار ثقافة الترفيه.
وتوقع ان يشهد تقديم هذا النوع من الخدمات منافسة شرسة بين البنوك لما تتمتع به من مخاطر منخفضة بالمقارنة بقطاعات اخري تمولها البنوك اكثر مخاطرة.
ويري خبراء في مجال السياحة والسفر والترفيه أن حجم السوق في مصر يقدر حاليا بـ10 مليارات جنيه سنوياً وهو حجم إنفاق المصريين علي مجالات الترفيه والمصايف والسياحة الداخلية والخارجية وغيرها، يضاف إليها 10 مليارات دولار متوسط الدخل المصري من السياحة الوافدة للبلاد التي تبلغ نحو 13 مليون سائح وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية.
وانتقد محمد زهري، منظم برامج سياحية بشركة ماك للسياحة، دخول البنوك لتمويل مثل هذه الخدمات، نظرا لقلة المنتفعين منها، علاوة علي ان هذا النوع من التمويل ليس من أدوار البنوك، لافتا إلي انه من الاولي ان تتجه البنوك لتمويل الاحتياجات المستقبلية للافراد .
ولكنه عاد وقال ان دخول البنوك هذا القطاع سيساهم بشكل كبير في نمو هذه الخدمات خلال الفترة المقبلة، مستبعدا ان تتجه بنوك اخري بخلاف بنك القاهرة لتمويل مثل هذه الخدمات الترفيهية.
جدير بالذكر ان شركة مصر للسياحة تتمتع بمقومات سياحية كبيرة حيث لديها 3 فنادق عائمة بالصعيد ومطعمان عائمان و38 مكتبا علي مستوي الجمهورية و360 اتوبيس نقل سياحي و74 سيارة ليموزين.
واحتلت شركة مصر للسياحة المرتبة العاشرة في ترتيب الشركات في مصر العام الماضي والمرتبة الخامسة في التقييم الذي تم خلال الاشهر السبعة الماضية من 2010.
ووقعت الشركة عدة اتفاقيات، منها اتفاقية مع شركة الطيران الامريكية MLT في المناقصة التي تقدمت لها 16 شركة، حيث فازت مصر للسياحة بهذه المناقصة واصبحت وكيلا لهذه الشركة حيث ستهبط طائرتان كل يوم بمطار القاهرة تحملان علي متنهما ما لا يقل عن150 راكبا ستقوم الشركة بتنظيم استضافتهم.