في وقت تشهد فيه السوق العقارية عدة اضطرابات نتيجة تذبذب الأسعار بالتزامن مع تخوف بنوك القطاع من التوسع في التمويل العقاري كشف تقرير صادر عن شركة البحوث »جلوبل بروبيرتي جايد« أن مدينة القاهرة هي أرخص المناطق العقارية بين دول العالم بمتوسط سعر 574 دولاراً للمتر المربع وهو ما يبشر بعودة »الروح« مرة أخري لنشاط التمويل العقاري بالبنوك لتلبية الطلب علي العقار في وقت رأي فيه البعض أن ما يحدث الآن بالسوق العقارية من انخفاضات متتالية في الأسعار يعتبر نوعاً من أنواع »التصحيح« وليس أزمة تقتضي تخوف القطاع المصرفي من المشاركة في هذه السوق بالتمويل، وهو ما يؤكده محمد بدرة المدير الإقليمي لبنك المشرق الذي يري أن الطلب الحقيقي علي العقار لم تتم تلبيته حتي الآن معتبرا أن ما يجري الآن بالسوق العقارية ليس سوي حركة تصحيح للأسعار لتعود أسعار العقارات في سياقها الطبيعي متخلية عن الطفرات غير المنطقية التي شهدتها خلال العامين الماضيين.
بدوره يؤكد تامر غزالة المدير العام بأحد البنوك الأجنبية أن الأزمة المالية الاقتصادية العالمية ربما قد تكون في صالح السوق العقارية المحلية وليس ضدها، موضحا أن القطاع العقاري شهد طفرات سعرية غير منطقية طوال العامين الماضيين وهي الطفرات التي فسرها غزالة بدخول عدد كبير من شركات التمويل العقاري الأجنبية داخل السوق.
أضاف أن التقرير الصادر عن »جلوبل« يؤكد أن السوق العقارية المحلية تتعافي ولا تتعرض لأزمة كما يروج البعض، مشيرا إلي أنه في حال غياب الطلب علي العقار تحدث الأزمة الفعلية وهو غير متوقع أن يحدث مستقبلا مع تزايد التعداد السكني ووجود شرائح ضخمة من المجتمع بحاجة لمسكن دائم.
وتوقع غزالة أن تقبل البنوك علي التمويل العقاري بعد أن تهدأ الاضطرابات التي لحقت بقطاع العقارات حتي تستفيد من انخفاض الأسعار الذي سيؤدي إلي زيادة طلب الأفراد علي العقارات.
ورأي أن المتضرر الوحيد من وراء انخفاض أسعار العقارات هي شركات التمويل العقاري التي اقتحمت السوق المحلية وغالت في الأسعار بشكل غير مبرر مما عرضها لخسائر فادحة مع تدني أسعار العقارات بشكل أدي لانسحاب بعض تلك الشركات من السوق.
كان تقريراً صدر مؤخرا عن مؤسسة »جلوبل« اعتبر مدينة القاهرة في المرتبة الأولي ضمن قائمة تضمن أرخص 10 أسواق عقارية سكنية في العالم بينما احتلت السوق العقارية الهندية المرتبة الثانية بمعدل سعر 657 دولاراً للمتر المربع كما ضمت القائمة مدينتي »شينغدو« الصينية و»جاكارتا« الإندونيسية وهما مكتظتان بالسكان وهو ما يشير لوجود علاقة عكسية بين التعداد السكني للمدن وأسعار العقارات بها، بينما جاءت مدينة »مونت كارلو« الأعلي حيث ذكر التقرير أن متوسط تكلفة العقار بها يصل إلي 47.6 ألف دولار لكل متر مربع وهو ضعف متوسط أسعار العقارات بمدينة »موسكو« الروسية التي صنفها التقرير باعتبارها ثاني أكثر الأسواق العقارية غلاءً من حيث الأسعار.