استعاد المتعاملون الافراد أجواء المضاربة من جديد، بعد فترة توقف بسبب مطاردة ادارة البورصة هذه العمليات واتخاذها اجراءات قوية ضدها في الفترة الماضية وصلت إلي إيقاف التداول علي 29 سهما، فضلا عن شطب الاسهم التي لا تتوافر بها معايير محاربة التلاعب ورفض الشركات توفيق اوضاعها مع قواعد القيد الجديدة.
حسام حلمى |
فقد بدأت العديد من الاسهم تحقيق طفرات سعرية غير مبررة مستندة الي ارتفاع في احجام التداول، كما صعد مؤشر الاسهم المتوسطة والصغيرة EGX 70 من مستوي 630 نقطة الي 747 نقطة تقريبا بنسبة %18.8 منذ مطلع العام ليتفوق علي مؤشر الثلاثين الكبار الذي صعد بنسبة %8 فقط من مستوي 6124 نقطة الي مستوي 6690 نقطة، وتزامنت تلك الظاهرة مع مطلع العام الجديد.
استبعد محللون فنيون اعتبار تلك الظاهرة علامة ضعف بالسوق، وأشاروا الي ان السوق بشكل عام ترتفع ولكن باختلاف وتيرة الصعود بين الاسهم.
وأرجعوا صعود الاسهم المتوسطة والصغيرة بصورة أعلي من القيادية الي توجه السيولة الي الاولي.
كما ان نشاط الاسهم القيادية يشترط ان يتزامن مع تحسن اقتصادي واضح، وتوقعوا ان تستمر تلك الظاهرة حتي الربع الاول من العام الحالي ليواصل مؤشر الاسهم المتوسطة والصغيرة التفوق علي مؤشر الثلاثين الكبار.
في البداية توقع حسام حلمي المستشار الفني بشركة بايونيرز القابضة، ان تواصل الاسهم المتوسطة والصغيرة واسهم المضاربات تفوقها علي الاسهم القيادية خلال الفترة المقبلة وحتي نهاية الربع الاول من العام الحالي، مستندا الي تحول وضع الاسهم التي تقود البورصة المصرية منذ اندلاع الازمة المالية العالمية، والتي أثرت سلبيا علي الاداء الاقتصادي العالمي،حيث اعتدنا قبل اندلاع الازمة ان تقود اسهم الثلاثين الكبار البورصة بشكل عام في الارتفاع والانخفاض، حتي في حالة السكون والتي يحقق فيها عدد قليل من اسهم المضاربات ارتفاعات سعرية.
أوضح »حلمي« ان الوضع الحالي والذي يحاول فيه الاقتصاد العالمي تأكيد الاستقرار من تبعات الازمة المالية العالمية، لا يعد البيئة المثالية لارتفاع الأسهم القيادية بقوة إلا في حالة بدء الاقتصاد العالمي في الخروج من حالة الاستقرار ومواصلة النمو، وبالتالي من الطبيعي ان تظل الاسهم القيادية بالبورصة في حالة سكون، علي أن ترتفع الاسهم المتوسطة والصغيرة واسهم المضاربات، لتحقق ارتفاعات اعلي من التي تحققها الاسهم القيادية.
توقع المستشار الفني بشركة بايونيرز ان يواصل مؤشر الاسهم المتوسطة والصغيرة EGX 70 الارتفاع حتي نهاية الربع الاول من العام الحالي -في حال عدم ظهور تطورات اقتصادية سلبية او هزات عالمية جديدة- ليستهدف منطقة 780 – 870 نقطة، في حين رشح حلمي ان يستهدف مؤشر الثلاثين الكبار منطقة 7250 – 7500 نقطة، الامر الذي يكشف عن تفوق اداء مؤشر الاسهم المتوسطة والصغيرة عن مؤشر الثلاثين الكبار.
في سياق متصل، استنكر حلمي اعتبار استمرار تلك الظاهرة علي مدار الربع الاول من العام الحالي علامة ضعف في السوق بسبب افتقاره الصعود القوي للاسهم القيادية، مشيرا الي انه لكل مرحلة معطيات مختلفة، فمؤشر الثلاثين الكبار لم يقبع في مكانه بل سيتحرك لاعلي ولكن بشكل اضعف من مؤشر EGX 70 ، بما لا يمنع تمكن الاسهم القيادية من التفوق علي الاسهم المتوسطة خلال تلك الفترة وتبادل الادوار علي المدي القصير جدا، كما ان المحصلة النهائية لتلك المرحلة ستفضي الي ارتفاع كل الاسهم المدرجة بشكل عام.
أضاف المستشار الفني بشركة بايونيرز ان ضعف السوق يكمن في حال ارتفاع الاسهم المتوسطة والصغيرة وهبوط الثلاثين الكبار في الوقت نفسه، والتي تختلف عن الفترة الحالية والتي ترتفع ايضا فيها كل الاسهم ولكن بنسب متفاوتة.
بدوره استبعد ايهاب السعيد، رئيس قسم التحليل الفني بشركة اصول للسمسرة اعتبار ظاهرة ارتفاع الاسهم المتوسطة والصغيرة بنسبة اعلي من الاسهم القيادية علامة ضعف أو قوة بالسوق، مشيرا الي ان تلك الظاهرة نبعت عن ظروف استثنائية نتجت عن الهبوط العنيف والحاد الذي أصاب الأسهم المتوسطة والصغيرة خلال النصف الثاني من العام الماضي، وبالتالي من الطبيعي ان تتجة تلك الاسهم الي تعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها جراء تأثرها سلبيا بعمليات توفيق الاوضاع.
أضاف السعيد انه من ضمن العوامل التي ساهمت في ارتفاع الاسهم المتوسطة والصغيرة في الفترة الحالية اتجاه العديد من المحافظ والمؤسسات الي تعزيز مراكزها ببعض من تلك الاسهم لتعويض تباطؤ حركة الاسهم القيادية، علاوة علي تأثر نفسية المتعاملين الافراد ايجابيا بعد ارتفاع الاسواق العالمية في مطلع العام .
وتوقع رئيس قسم التحليل الفني بشركة اصول للسمسرة ان تواصل الاسهم المتوسطة والصغيرة تفوقها علي الثلاثين الكبار خلال الربع الاول من العام الحالي خاصة بعد ان تمكن مؤشر EGX 70 من كسر مستهدفه للربع الاول عند مستوي 720 نقطة لاعلي ليعلن عن استهدافه مستوي 780 نقطة خلال الربع الاول،في حين من المرشح لمؤشر الثلاثين الكبار ان يحاول بلوغ مستوي 7250 نقطة خلال نفس الفترة.
من جانبه، قال مهاب عجينة، المحلل الفني بشركة بلتون للسمسرة، ان الاسهم المتوسطة والصغيرة تمكنت من استقطاب سيولة جيدة خلال مطلع العام الحالي بسبب توجه المستثمرين الافراد نحوها كمحاولة لتسريع عجلة نمو الارباح الرأسمالية.
واستبعد عجينة ان يرجع سبب ارتفاع الاسهم المتوسطة والصغيرة بشكل اعلي من الاسهم القيادية في عادة ارتفاع الاسواق العالمية خلال بداية العام، لافتا الي ان ما يحدد اي الاسهم الاحق بالارتفاع في اي فترة يكمن في مقدار السيولة التي تحتاجها الاسهم والمتوفرة في السوق،والتي اتضح انها تكفي للاسهم المتوسطة والصغيرة الحجم.
وتوقع المحلل الفني بشركة بلتون فاينانشيال ان تواصل الاسهم المتوسطة والصغيرة تفوقها علي الاسهم القيادية ليستهدف مؤشر EGX 70 مستوي 780 نقطة مدعوما بالسيولة المتوفرة علي تلك الشريحة من الاسهم، بينما يرجح ان تتجه الاسهم القيادية الي التحرك بشكل عرضي بين مستويي 6400 و7000 نقطة خلال الفترة المقبلة.
علي صعيد اخر، ارجع عبد الرحمن لبيب رئيس قسم التحليل الفني بشركة الاهرام للسمسرة معاودة ظهور سلوك المضاربات من جديد بالسوق منذ مطلع العام الحالي الي تأثر البورصة المحلية بنظرية JANUARY EFFECT والتي تنص علي ارتفاع اسواق المال بقوة خلال تعاملات مطلع العام الجديد، خاصة الاسهم المتوسطة والصغيرة.
واستعرض لبيب ارتفاع البورصة المصرية خلال تعاملات مطلع كل عام من الاعوام الماضية، حتي نهاية شهر يناير، قبل الانخراط في موجة تصحيح لذلك الارتفاع، حيث انخرط مؤشرEGX 30 من مستوي 8200 الي 4600 نقطة عقب نهاية شهر يناير من عام 2006، كما انخفض من مستوي 7400 الي6400 نقطة بعد الاسبوع الاول من شهر يناير، في حين هوي المؤشر من مستوي 11000 الي 9400 نقطة بعد انتهاء شهر يناير من عام 2008، ويذكر ان البورصة المصرية كونت قاعها قصيرة الاجل عند مستوي 3480 نقطة في شهر فبراير 2009 بعد ان تمكنت من الارتفاع خلال شهر يناير السابق له.
أكد رئيس قسم التحليل الفني بشركة الاهرام للسمسرة ان حالة السوق في الفترة الحالية تؤكد استمرار JANUARY EFFECT طوال شهر يناير الحالي، ومن المتوقع ان تبدأ السوق في الهبوط خلال شهر فبراير، في حال عدم تمكن مؤشر داوجونز الامريكي من الصمود فوق مستوي مقاومة 10250 نقطة.
وتوقع لبيب ان تواصل الاسهم المتوسطة والصغيرة التفوق علي مثيلاتها القيادية خلال الفترة الحالية لحين تمكن السوق من الارتداد لاعلي بعد الانتهاء من التصحيح بدعم من الثلاثين الكبار التي سيقود السوق في تلك الفترة.