حلاً لمشكلة صعوبة تلميع رخام الحوائط، خاصة في مناطق الأركان والزوايا الضيقة، ظهرت تقنية جديدة في مصر تعتمد علي تثبيت شرائح رفيعة من نفس أنواع أحجار التلميع المستخدمة من ماكينات التلميع الكبيرة، علي سلاح الصاروخ الذي يتم استخدامه في تقطيع الحديد والأحجار، ليتولي عملية التلميع.
يذكر أن أي نوع من الرخام يمر بمراحل من الإعداد ثم مرحلة »الجلي« التي يتم من خلالها اكسابه لمعاناً وبريقاً.
l
|
ولهذه المرحلة طريقتان، هما بعد تقطيعه أو بعد تركيبه علي الحوائط، الطريقة الأولي يتم تلميع الرخام في ماكينات خاصة بورش تصنيع الرخام، ويتم توريد الرخام في صورة نهائية من اللمعان، وغالباً ما تستخدم هذه الطريقة عند تركيب رخام علي الحوائط، حيث يصعب التلميع بعد التركيب، وأحياناً تستخدم في الرخام المستخدم في الأرضيات للتقليل من التكلفة الإجمالية، والحصول في نفس الوقت علي نتيجة جيدة، وأما الطريقة الثانية فيتم فيها تلميع الرخام بعد تركيبه، وتعرف باسم التلميع علي الأرض، حيث تستخدم ماكينات خاصة تشبه ماكينة كشط وتنعيم الأرضيات الخشبية يتم تثبيت أحجار مستوردة مخصوصة لتلميع الرخام، وغالباً ما يتم استيرادها من إيطاليا حيث تشتهر بصناعة وتشطيب الرخام في العالم، وتعتمد فكرة تلك الأحجار علي الاحتكاك مع سطح الرخام لإزالة طبقة رقيقة جداً لا تتجاوز بضعة ملليمترات لتسوية السطح جيداً، ثم بعد ذلك تستخدم أحجاراً أخري أكثر نعومة لتنعيم السطح، وتأتي مرحلة المعالجة للفراغات وضبط السطح، ثم تأتي في النهاية المرحلة الأخيرة وهي التلميع واعطاء ورنيش حماية، وتعتبر هذه الطريقة الأفضل للحصول علي درجة عالية من اللمعان في رخام الأرضيات.
وهناك دائماً مشكلة تواجه الفنيين، كما يقول المهندس طارق الشرقاوي، صاحب أحد مصانع تصنيع الرخام، وهي تلميع الأركان والزوايا الضيقة، حيث لا تستطيع ماكينة »الجلي« الوصول لتلك الأماكن، نظراً لحجمها الكبير، الذي معه لا تصل الماكينة للزوايا ويتم تلميعها يدوياً، وبالتالي يظهر فرق في درجة اللمعان والتشطيب بين الأرضية والأركان.
ويؤكد وليد عامر، المتخصص في تشطيب وتلميع الأرضيات الرخام، ظهور تقنية حديثة لأول مرة في مصر لحل مشكلة تلميع تلك الزوايا، والوصول بدرجة التلميع لنفس درجة الأرضيات، ليست فقط الأركان والزوايا بل أيضاً تصلح لتلميع الحوائط والأعتاب، وتعتمد هذه التقنية علي شرائح رفيعة من نفس أنواع أحجار التلميع المستخدمة في الماكينات الكبيرة، تثبت علي سلاح »الصاروخ«، وهو الألة التي تستخدم لتقطيع الحديد والرخام وبعض الخامات الأخري، مثل البورسلين والسيراميك وغيرهما، ويحل الصاروخ محل ماكينة التلميع الكبيرة، حيث تثبت أحجار التلميع علي شرائح أسطوانية في سلاح الصاروخ المستخدم في التقطيع، ويتيح الصاروخ حرية الاستخدام والوصول إلي الأماكن الضيقة والزوايا، وكذلك الأعتاب الداخلية، والتي يستحيل للماكينات الكبيرة الوصول إليها.
ويقول وليد عامر، إنه يمكن استخدام هذه الطريقة في تلميع الحوآئط والرخام، التي كان متعارف قديماً علي صعوبة تلميعها بعد التركيب، كذلك تتيح تلك الطريقة إمكانية عمل الصيانة اللازمة للأرضيات دون ازعاج أصحاب البيت، بالإضافة لرخص ثمنها مقارنة بالطريقة التقليدية في إعادة التلميع، مع ملاحظة أنه لا يمكن استخدام تلك التقنية في التلميع في المرة الأولي، ولكنها تصلح في الصيانة، و إعادة التلميع كما يمكن استخدامها في إعادة تلميع الكونترات وأسطح المطابخ الرخام والجرانيت بعد فترة من الاستخدام وإعادة شكل الكونتر، كما كان في المرة الأولي أثناء التركيب، أيضاً تصلح هذه الطريقة بشكل ناجح جداً في تلميع الدرج الرخام والحصول علي نتائج مذهلة توازي درجات لمعان الأرضيات، خاصة في الدرج الداخلي في الفيلات، ولا يوجد فارق بين تلميع الرخام المستورد والمحلي، حيث يعطي نفس النتيجة في النهاية من حيث اللمعان والمعالجة، ولكن بالطبع يختلف كل نوع عن الآخر في مدي جودة الرخام ذاته في الشكل العام وصلابته في الاستخدام مع مرور الوقت، وتعد هذه الطريقة من أفضل التقنيات المناسبة للاستخدام الداخلي، ولكنها ليست بالضرورة مناسبة للاستخدام الخارجي »الأوت دوور«، حيث لا يحتاج الرخام المستخدم خارجياً نفس درجات التشطيب المستخدمة داخلياً، فهو يكون عرضة للشمس والهواء بصفة مستمرة ومعه لا يحتفظ الرخام بنفس درجة اللمعان، لذلك فالأفضل تنفيذه بالدرجة المط أو نصف لمعة.