الزراعة : إقبال كبير على زراعة الأصناف الجديدة المطلوبة تصديريًّا
الصاوي أحمد
حققت مزارع النخيل عالي القيمة مكاسب جيدة الموسم الحالي لملاكها بعد ارتفاع سعر الكيلوجرام لـ35 جنيهًا للمستهلك، ويكون سعر البيع من المزرعة 20 جنيهًا على الأقل خلال الفترة الماضية قبل أن يتراجع سعره بشكل طفيف في وقت سابق، ويصل سعره حاليًّا لـ25 جنيهًا للكيلو في المتوسط.
وأكد الدكتور ياسر خيال، رئيس مركز المعلومات باتحاد منتجي ومصدري الحاصلات البستانية بوزارة الزراعة، لـ”المال”، أن النخلة المنتجة لصنف البارحي تنتج 300 كيلوجرام في المتوسط سنويًّا، ومن ثم يكون العائد عليها 5000 جنيه في العام؛ لأن سعر الكيلو 20 جنيهًا، والفدان يدرّ 2.5 مليون جنيه؛ لأن الفدان يضم 500 نخلة كمتوسط.
وتابع خيال أن هناك 3 أصناف جديدة من تمور البارحى والمجدول والصقعى تندرج ضمن أنواع التمور نصف الجافة، والتى تحظى بالإقبال من مختلف فئات المجتمع، وكذلك التصدير.
وأشار إلى أنه يجرى حاليًّا التوسع فى إنتاج أصناف جديدة من التمور ذوات إنتاجية عالية، منها زراعة نخيل البرحى تعطى إنتاجية عالية، وإنتاجية النخلة الواحدة تتراوح بين 200 و300 كيلوجرام، وتحقق النخلة الواحدة عائدة بقيمة 5000 جنيه، وفي حال كان الفدان يضم 500 نخلة فإن العائد للفدان سيكون 2.5 مليون جنيه على الأقل.
بينما تصل إنتاجية نخيل “المجدول” إلى 90 كيلو للنخلة الواحدة، رغم جودة نوعيتها من ناحية “الطعم”، وتتصف أيضًا أصناف “الصقعى” بزيادة نسبة السكريات بها، مقارنة بالأصناف التجارية الأخرى من الأنواع المصرية من النخيل.
وأكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة حصلت “المال” على نسخة منه، أن إجمالى أعداد النخيل بمصر حاليًّا وصلت لما يقرب من 20 مليون نخلة، تنتج ما يزيد على مليون و700 ألف طن تمور وبلح سنويًّا، وأبرز الأصناف هي تمور “السيوى” و”الصعيدى”، وهي ذات قيمة تصديرية عالية، وتصل أعدادها لـ12 صنفًا تجاريًّا من الأنواع التقليدية، مثل السكوتى والسيوى وأمهات والحيانى والزغلول والسمانى، يتم زراعتها فى الأراضى القديمة بالدلتا ووادى النيل.
وقال الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات الزراعية، إن الوزارة تستهدف التوسع بزراعة التمور ذات القيمة الغذائية العالية، ويتم تنفيذ مشروع تطوير سلسلة القيمة المضافة للتمور فى مصر، وينتهى فى يناير 2019، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، ويجرى تنفيذه فى 3 محافظات، بمناطق واحة سيوة بمحافظة مطروح، وواحة الخارجة، وواحة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، والواحات البحرية بمحافظة الجيزة.
وأوضح الشناوي أن المشروع يستهدف تحسين قدرات المزارعين والتجار ومصانع ومصنعى التمور ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة؛ لتحسين كمية ونوعية سلسلة قيمة التمور بمصر، لاستدامة قطاع التمور يتم إعطاء اهتمام خاص لإنشاء تجمع الأصول الوراثية من أصناف التمور المصرية.
ولفت إلى أن المشروع يستهدف العاملين بسلسلة التمور فى مصر، وهم المنتجون ومزارعو النخيل، والمصنعون (التعبئة والتغليف)، والتجار (تجار الجملة، وتجار القطاعي) والمصدرون والفئات المستهلكة للتمور، والنخالون وعمال مصانع التمور، والعمال والتقنيون والتجار والأعضاء الآخرون فى السلسلة.
وفيما يتعلق بالصادرات من التمور قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعى المصرى، فى تصريحات لـ”المال”، إن هناك طلبًا كبيرًا على التمور المصرية، خاصة من الصين الذي بدأ وفد فني قام بزيارات إلى عدة مناطق تشتهر بها زراعة النخيل وإنتاج التمور المصرية لأغراض التصدير، وخاصة الوادى الجديد.
وأضاف رئيس الحجر الزراعى المصرى أن الزيارات تشمل أيضًا محطات التعبئة والفرز، للبدء فى فتح أسواق التمور الصينية لـ”بكين” أمام المنتجات المصرية لأول مرة، ضمن خطة وزارة الزراعة للتوسع فى صادرات التمور المصرية لمختلف الأسواق الدولية، كما يواصل الوفد جولاته التفقدية حتى الأربعاء المقبل، وبعدها سيكون هناك اجتماع ختامى بأهم الملاحظات، الخميس المقبل، بين الجانبين.
كما يقوم الوفد الصينى بزيارة مزارع العنب والموالح المصرية؛ لتقييم مزارع إنتاج الموالح والعنب التي تستوردهما الصين حاليًّا والوقوف على المتطلبات الدولية لمعايير تصدير هذه المحاصيل إلى الصين فى إطار دفع العلاقات الصينية المصرية فى اتجاه زيادة الصادرات الزراعية للأسواق الصينية، خاصة الموالح والعنب والتمور، حيث تشكل الأخيرة سوقًا واعدة للصادرات المصرية بجنوب شرق آسيا.
ووفقًا لخطة مصر لتطوير قطاع النخيل والتمور بمصر تستهدف رفع التصدير من 38 ألف طن حاليًّا إلى 120 ألف طن سنويًّا خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبدأت “الحكومة” تطبيق منظومة التصدير الجديدة للتمور من خلال عمل برامج تنفيذية لتنمية واحة سيوة من خلال محطة البحوث التابعة للوزارة؛ بهدف تطوير إنتاج النخيل، والتوسع فى مزرعة الأمهات لأصناف بلح زغلول، والكرامت المهدد بالانقراض، والذى تم إدخاله حديثًا بالواحة عن طريق زراعة الأنسجة، موضحًا أنه يجرى حاليًّا تنفيذ مشروع تدريبى لمنتجى ومصنعى التمور فى مصر ليكونوا قادرين على إنتاج تمور ذات جودة عالية تقتحم الأسواق الوطنية والعالمية، بناء على توقيع اتفاقية تعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) يتم بموجبها تدريب المزارعين فى عدة مناطق.