خالد الأسمر
مع بدء العام الدراسي الجامعي الجديد استعدت المدن الجامعية لاستقبال الطلاب الوافدين من المحافظات والأقاليم من خارج القاهرة وتقديم كافة الرعاية والخدمات لهم خلال دراستهم في كلياتهم بحسب تنسيقهم، وعلى الجانب الأخر يعد الموسم الدراسي الجامعي فرصة لسماسرة العقارات الذين يلتفون حول الطلاب “المغتربين” الباحثين عن سكن والتأجير لهم بنظام “السرير”
قامت “المال” بعمل جولة بمحيط جامعة القاهرة وعين شمس للتعرف عن قرب على أسعار الوحدات السكنية التي يتم تأجيرها للطلاب وما اذا كانت الأسعار مناسبة لهم أم أن المدن الجامعية هي الملاذ الأمن لهم.
** موسم
يقول سامي عبد الباري أحد السماسرة بمنطقة بين السريات بنطاق جامعة القاهرة إن مع حلول العام الدراسي يبحث الكثير من الطلاب “المغتربين” عن سكن مناسب لهم يكون قريبا من الجامعة وبالتالي فان منطقة بين السريات هي الأنسب والأكثر قبولا وترددا من جانب طلاب المحافظات.
ولفت إلى أن الأسعار بالمنطقة مناسبة حيث تتراوح بين 300 إلى 400 جنيه لـ “السرير” وأن السعر على حسب المكان الذي يتواجد فيه العقار وعلى حسب مساحته.
وتابع عبد الباري، أن هناك سكن 3 غرف وهناك غرفتين بكل غرفة عدد 2 سرير والشقة عموما مجهزة بكل احتياجات الطالب المعيشية “مطبخ وحمام وبوتجاز وغسالة وثلاجة وتليفزيون ومروحه بكل غرفة”.
وأكد عبد الباري، أنه ينتقي الطالب ذو السمعة الطيبة للسكن لأنه لن يقبل بأن يسكن طالب سيئ السمعة لأنه في نفس الوقت يهتم براحة السكان القاطنين بالمنطقة وعدم ازعاجهم بأي شكل.
ويضيف أن الطالب كثيرا من الطلاب “المغتربين” يجدون الراحة في السكن الخارجي عن المدينة الجامعية حيث أن السكن يتوافر فيه الهدوء والراحة التي ربما لا يجدها الطالب في المدينة الجامعية.
** تباين في الأسعار
ويستكمل مصطفى عبده أحد السماسرة بنفس المنطقة قائلا إن الأسعار تبدأ بـ 200 جنيه لـ “السرير” كحد أدنى على حسب موقع السكن ومساحته ومستوى الخدمات المقدمه فيه للطلاب كما تصل الأسعار إلى 400 جنيه لـ “السرير” كحد أقصى لافتا أن كافة الأسعار متاحة لدى الطلاب وأنها لن تبتعد كثيرا عن الرسوم التي يدفعها الطالب في المدن الجامعية.
مجموعة من الطلاب والطالبات المغتربين الذين التقت بهم “المال” أجمعوا بأن المدينة الجامعية أفيد لهم من السكن الخارجي من حيث الأمن والأمان ومن حيث الرسوم التي يتم دفعها للمدينة والتي تشمل الاقامة والطعام وغيرها مقارنة بالمصروفات التي يمكن دفعها لو تم السكن خارج المدينة الجامعية
كما أفادت بعض الطالبات بأن على الرغم من مميزات المدينة الجامعية إلا أن العائق الذي يرونه هو مواعيد العودة إلى المدينة الأمر الذي لا يجعلهم يمارسوا حياتهم الدراسية والعملية بعيدا عن أروقة الكليات بشكل جيد، كذلك رأوا أن الغرف السكنية صغيرة ومحدودة المساحة ولا تفي لبعض المقيمين فيها.
مجموعة أخرى من الطلاب رأوا أن السكن الخارجي أفضل كثيرا من المدن الجامعية حيث يجدوا فيها الحرية دون القيود التي تفرضها المدن الجامعية وخاصة أن الأسعار بين تأجير سكن وبين رسوم الجامعة متقاربة
وقالوا إذا كان سعر السكن يتراوح بين 200 إلى 400 جنيه فرسوم المدينة الجامعية قيمتها 355 جنيها “سكن و غذاء” بالإضافة إلى مبلغ تأميني 400 جنيه يتم دفعه كل عام حتى يسترد ربع هذه القيمة عند التخرج
واستدركوا “على الرغم من أن الرسوم كانت من قبل بـ 170 جنيه “سكن وغذاء” أي أن السعر زاد لأكثر من الضعف حاليا وأصبح الـ 170 جنيه هي ثمن الإقامة فقط من مجمل الـ 355 جنيها إذا كان الطالب لا يريد التغذية وبالتالي فالمدينة الجامعية أصبحت بسعر أي سكن خارجي”.
** تسكين أعداد ضخمة
على جانب آخر قال أحمد العنتبلي مدير عام المدن الجامعية بجامعة عين شمس إن المدينة الجامعية تستوعب حاليا أكثر من 5000 طالب وطالبة
وأوضح أنها كانت تستوعب من قبل ما يقرب من 9000 طالب وطالبة ولكن مع افتتاح عدد من الكليات بالمحافظات والأقاليم أدى الى انخفاض أعداد المتقدمين إلى المدينة الجامعية بالاضافة إلى الصيانة الدورية ببعض السكن الخاص بالطلاب الذي أدى كذلك إلى انخفاض عدد المتقدمين إلى المدينة الجامعية.
وعن رسوم المدينة الجامعية أفاد “العنتبلي” أنه بحسب اللوائح فان الطالب الحاصل على تقدير جيد هو فقط من يتقدم للمدينة الجامعية للسكن فيها بعد أن يقوم بسداد الرسوم التي تقدر بـ 250 جنيه
وأضاف أن هناك نوعين أخرين من السكن للطلاب ولا ترتبط باللائحة لمن يرغب من الطلاب وهما السكن الفندقي ويشمل كافة مستلزمات المعيشة ويقوم الطالب بسداد رسوم قدرها 1950 جنيه، وأيضا يوجد سكن اقتصادي ويشمل غرف فردي وزوجي وبه كذلك كل مستلزمات المعيشة ويسدد الطالب مبلغ 1000 جنيه.
وأوضح “العنتبلي” أن المدينة الجامعية تحرص على توفير 48 غرفة معدة خصيصا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتسكينهم لمساواتهم مع زملائهم من الطلاب الأسوياء.
كما أفاد أن هناك بعض الكليات تقوم باعفاء بعض الطلاب غير القادرين على سداد الرسوم بعد أن يقدموا الأوراق التي تفيد عدم مقدرتهم.
أما عن أسعار الوحدات السكنية للطلاب فكما أكد السماسرة بنطاق جامعة عين شمس أن القيمة الإيجارية لـ “السرير” 400 جنيه شاملة كافة المستلزمات المعيشية للطالب الجامعي.
** حائط سد
وحول هذا الاطار ترى الدكتورة دينا محسن الباحثة في مجال الاعلام السياسي أنه إذا تم التحدث عن الطلبة المغتربين والمغتربات سنصطدم بحائط صد وطريق سد، لأن المشكلات التى تحيط بهذا الأمر دائماً شائكة، وهناك جوانب أمنية واجتماعية ومعنوية تحيط بذلك الموضوع .
وأشارت إلى أنه ظهر مؤخراً العديد من الجرائم التى تمت داخل سكن للمغتربين والمغتربات سواء حوادث سرقة أو قتل أو اغتصاب أو تحرش، ولا يمكن التعميم ولكن هناك نسبة ليست بالقليلة
وتروي “محسن” آخر واقعة حدثت بالقاهرة بأحد الشقق المفروشة الخاصة بسكن المغتربات حينما تتبع سائق التوكتوك أحد الفتيات وترصدها هى وزميلاتها حينما أوصلها ذات مرة لسكنها، ثم ذات يوم قرر سرقة السكن واعتقد أن الفتيات جميعهن بالخارج ليكتشف حينما دخل الشقة أن إحداهن موجودة وحينما رأته أخذت تتعالى صيحاتها ليقوم السارق بمحاولة إسكاتها فماتت بين يديه، وهناك العديد من الأمثلة والكثير من الجرائم.
** خطة مطلوبة
على الجانب الآخر نجد رأياً مناهضاً لفكرة تأجير السكن، حيث أن المدن الجامعية من المفترض أن تكون ملاذاً آمنا وسكناً مطمئناً للطلبة وذويهم، ولكن نجد أيضاً ملابسات عديدة وحوادث غير مبررة كحوادث التسمم المتكررة وسوء المعاملة فى بعض الأحيان وتردى الخدمات المقدمة.
وشددت محسن، على ضرورة تحرك الجهات المعنية مثل وزارة التعلم العالى والأزهر الشريف ووزارة الداخلية ووزارة التضامن
وطالبت تلك الجهات بوضع خطة محكمة بعد الدراسة المتأنية لملابسات هذا الموضوع الشائك الذى لا تنتهى مشكلاته
وتابعت “من ثم وضع استراتيجية وخطة عمل وفق تلك الاستراتيجية بموجب الآليات والأدوات المتاحة وتسخير ما هو غير متاح وتذليل كافة المعوقات والعراقيل التى من الممكن أن تعيق خطة تطوير السكن الجامعى ومدن الطلبة من جهة ومن جهة أخرى الرقابة على مساكن المغتربين”