أثار إعلان مجموعة “علي بابا” عن شراكتها مع شركة “آبل” لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي في هواتف “آيفون” داخل السوق الصينية، موجة اهتمام واسعة بصناعة الذكاء الاصطناعي في البلاد، وذلك بعد الجدل الذي أثاره نموذج “DeepSeek” مؤخرًا.
يأتي هذا التعاون كخطوة تعكس التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل الصين، والتي تشهد تنافسًا محمومًا بين شركات التكنولوجيا الكبرى.
فيما يلي نظرة على أبرز منصات الذكاء الاصطناعي في الصين، والمطورين الرئيسيين الذين يشكلون ملامح المشهد التقني:
DOUBAO
تم تطوير “Doubao” بواسطة شركة “ByteDance”، ويُعد من أحدث المنضمين إلى سوق نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، إلا أنه سرعان ما أصبح التطبيق الأكثر شعبية بين المستهلكين في الصين. أطلقت الشركة نموذجها المتقدم “Doubao-1.5-pro” في يناير الماضي، والذي تفوق على “GPT-4” من “ChatGPT” وفقًا لبعض المعايير.
ووفقًا لتقرير صادر عن “باركليز”، تتميز “ByteDance” بتطوير نماذج منخفضة التكلفة، حيث يُعد “Doubao-1.5” الأرخص في السوق مقارنةً بـ “DeepSeek”، إذ لا تتجاوز تكلفته 3% إلى 4% فقط من تكلفة “GPT-4”. وتعتمد الشركة على إطار “مزيج الخبراء” (MoE)، وهو نهج شائع في نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية.
QWEN
“Qwen” هو النموذج لشركة “علي بابا”، والذي تم إطلاقه في مارس 2023، وتمكن من تحقيق تصنيفات متقدمة عالميًا. وفي يناير الماضي، كشفت “علي بابا” عن الإصدار الجديد “Qwen 2.5-Max”، الذي يُقال إنه يتفوق على “DeepSeek-V3”.
وتسعى “علي بابا” إلى دعم الابتكار المفتوح في الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت في سبتمبر 2023 عن إتاحة العديد من نماذجها كمصادر مفتوحة.
ERNIE
تُعد “Baidu” من أوائل الشركات الصينية التي دخلت مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث أطلقت نموذج “Ernie Bot” كبديل محلي لـ “ChatGPT”. وأكدت الشركة أن نسختها الحديثة “Ernie 4.0” تضاهي “GPT-4”. وفي خطوة جديدة، أعلنت “Baidu” في 14 فبراير عن خطتها لجعل “Ernie 4.5” مفتوح المصدر بحلول 30 يونيو، مما يعكس تغيرًا استراتيجيًا كبيرًا في ظل احتدام المنافسة.
HUNYUAN
طرحت “Tencent” نموذج “Hunyuan” في سبتمبر 2023، مصحوبًا بروبوت الدردشة “Yuanbao”، الذي تم إطلاقه في مايو 2024. وتستفيد الشركة من قاعدة مستخدميها الواسعة عبر تطبيقات مثل “WeChat”، ما يمنحها ميزة تنافسية قوية لدفع استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما تركز “Tencent” على تطوير نماذج مفتوحة المصدر، مع التركيز على الوسائط المتعددة، بما يشمل النصوص والصور والفيديو.
GLM
يعود تطوير “GLM” إلى شركة “Zhipu AI”، والتي نشأت من مختبر جامعة تسينغهوا. ويُقال إن أحدث نماذجها، “GLM4″، يتفوق على “GPT-4” وفقًا لبعض التقييمات. تحظى الشركة بدعم من “علي بابا” و”Tencent” وصندوق “Zhongguancun Science City Innovation” المملوك للدولة. ورغم نجاحاتها، أدرجتها وزارة التجارة الأمريكية في يناير 2024 ضمن قائمة الكيانات الخاضعة لمراقبة التصدير.
KIMI
تم تطوير “Kimi” بواسطة “Moonshot AI”، المدعومة من “علي بابا” و”Tencent” و”Hongshan”. يتميز “Kimi” بقدرته على معالجة سياقات طويلة تصل إلى مليوني رمز إدخال لكل استعلام. وفي 20 يناير، وقبيل إعلان “DeepSeek R1” بيومين، كشفت “Moonshot” عن نموذج “Kimi 1.5″، الذي يركز على تطوير تقنيات التفكير الحسابي.
MINIMAX
تُعد “MiniMax” من رواد أبحاث “مزيج الخبراء” (MoE) في الصين، وأطلقت نموذجها الأحدث “MiniMax-01” كمصدر مفتوح في يناير الماضي. تأسست الشركة في ديسمبر 2021، قبل طفرة الذكاء الاصطناعي التي أشعلتها “OpenAI”، وتحظى بدعم من “علي بابا” ومستثمرين بارزين مثل “Hongshan” و”Gaorong Capital” و”IDG”. إلى جانب تطوير LLMs، اكتسبت الشركة شهرة بفضل تطبيقاتها الاجتماعية مثل “Takie” و”Xingye”.
01.AI
على غرار “DeepSeek”، تتبنى “01.AI” نهجًا مفتوح المصدر وتُعد رائدة في أبحاث “MoE”. تزعم الشركة أن نماذجها مُدربة على موارد أقل، مما يجعلها الأكثر كفاءة من حيث التكلفة، حيث تقل تكاليف استدلالها بنسبة 1/40 مقارنةً بـ “GPT-4”.
وفي تصريح حديث، كشف مؤسس الشركة “Kai-Fu Lee”، الرئيس السابق لـ “Google China”، عن شراكة جديدة مع “علي بابا” لإنشاء مختبر مشترك لتطوير تقنيات LLM المستقبلية.
بايتشوان
تأسست “بايتشوان” في أبريل 2023 على يد مجموعة من المديرين التنفيذيين السابقين في محرك البحث “Sogou”، بقيادة “وانغ شياوتشوان”. وسرعان ما جذبت الشركة الأنظار عندما أصبحت في يونيو 2023 أول شركة في الصين تُطلق نموذجًا مفتوح المصدر.
ختامًا، يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين تنافسًا شرسًا بين شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث تسعى كل منها لابتكار نماذج أكثر تقدمًا وكفاءةً من حيث التكلفة. ومع اتجاه العديد من الشركات نحو إتاحة نماذجها كمصادر مفتوحة، من المتوقع أن تزداد المنافسة في هذا المجال الحيوي خلال الأشهر المقبلة.