تعديل مرتقب فى الإستراتيجيات التسويقية عبر «فيس بوك»

تعتزم إدارة موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تخفيض نسبة وصول مشاركات الصفحات مجددًا بعد أن اتخذت الإجراء نفسه منذ ستة أشهر، وذلك بداية من يناير المقبل للقضاء على الإعلانات المزعجة التى يقوم بها بعض المستخدمين، إما فى صورة النشر المتكرر أو استغلال الصفحات الكبيرة التى تضم ملايين المعجبين فى الإعلان عن منتجات أو خدمات لصالح شركات أخرى مما يهدد السياسة الإعلانية للموقع الذى يواصل اتخاذ إجراءات دورية للحد من تلك الظاهرة.

تعديل مرتقب فى الإستراتيجيات التسويقية عبر «فيس بوك»
جريدة المال

المال - خاص

2:09 م, الأربعاء, 17 ديسمبر 14

المال ـ خاص

تعتزم إدارة موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تخفيض نسبة وصول مشاركات الصفحات مجددًا بعد أن اتخذت الإجراء نفسه منذ ستة أشهر، وذلك بداية من يناير المقبل للقضاء على الإعلانات المزعجة التى يقوم بها بعض المستخدمين، إما فى صورة النشر المتكرر أو استغلال الصفحات الكبيرة التى تضم ملايين المعجبين فى الإعلان عن منتجات أو خدمات لصالح شركات أخرى مما يهدد السياسة الإعلانية للموقع الذى يواصل اتخاذ إجراءات دورية للحد من تلك الظاهرة.

وعن الاتجاه التسويقى الذى قد يتخذه المعلنون ردًا على التحديثات الجديدة بداية من العام المقبل، قال رامى عبد الحميد، مدير قسم الإبداع بوكالة «توتيم» للدعاية والإعلان، إن المعلنين لن يتجهوا بسهولة للإعلان على وسائل التواصل الاجتماعى البديلة المنافسة لموقع «فيس بوك» إلا إذا أثبت البديل وجوده وكفاءته بصورة كبيرة واستطاع أن يستحوذ على نسبة متابعة كبرى من «فيس بوك»، أو على الأقل قريبة منه.

وأكد أن ذلك لن يتم فى أيام، مشيرًا إلى أن «فيس بوك» فى بداياته منذ عام 2007 وحتى 2009 كانت نسبة انتشاره فى الوطن العربى محدودة، وبالتالى لم يكن يحصل على إعلانات بالكم الهائل الذى يحصده الآن.

وأشار إلى أن أغلب الشركات سوف تتجه إلى الإعلانات المدفوعة مع بداية العام بعد أن يقوم «فيس بوك» بتخفيض نسب مشاهدة المشاركات بداية من يناير، موضحًا أن الشركات الكبيرة التى يتعدى عدد معجبيها على صفحاتها الرسمية الملايين لن تهتم بشأن هذه التعديلات، فى حين أن الشركات الصغرى التى يقدر عدد معجبيها بعشرات أو مئات الآلاف سوف تضطر إلى عمل إعلانات يومية ممولة للحفاظ على التواصل مع عملائها، حتى إن كانت بميزانيات قليلة ولتكن 10 دولارات يوميًا لضمان وصول المشاركات إلى نسبة كبرى من الجمهور المستهدف، مؤكدا أن هذه الشركات لن تبتعد عن فيس بوك حتى بعد هذه التعديلات لأنها تعلم جيدا أنه مازال الموقع الأهم والأكثر زيارة بين مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى.

ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستكون اصعب على الشركات الصغيرة، موضحا أن الصفحة التى يصل عدد معجبيها إلى 70 ألف معجب، كانت نسبة وصول مشاركاتها بعد التعديلات الأخيرة قبل 6 أشهر تتراوح بين 1000 و2000 مشاهدة، لكن بعد التعديلات المرتقبة فى شهر يناير قد يقل معدل الوصول فى الصفحة نفسها إلى 200 و 300 مشاهدة على أقصى تقدير، موضحا أن الشركات الصغيرة لن تكون لديها مشكلات فى عمل حملات ممولة على «فيس بوك» طالما أنه مازال الأقوى والأكثر زيارة بين منافسيه.

من جانبه أشار أحمد الرفاعى، مدير شركة «Egy Web» لحلول الويب، إلى عدم وجود تعديلات جوهرية على فيس بوك، من شأنها تخفيض نسبة وصول المشاركات، موضحا أن إدارة فيس بوك لا تسعى إلى تخفيض معدل الوصول لأنه ليس فى مصلحتها.

وأضاف أنه من الطبيعى ارتفاع نسب الوصول فى الوقت الذى كان فيه عدد المستخدمين والصفحات أقل، والعكس صحيح، مشيرا إلى أن معدل المشاركات والتحديثات التى تصل إلى صفحة المستخدم يوميا ارتفع الآن بشكل كبير مع ارتفاع أعداد الصفحات والمستخدمين، مما يقلل فرص وصولها للمستخدم المستهدف.

وأوضح أن معدل المشاهدات الجديدة للحساب الواحد، تصل الآن إلى 15000 مشاركة فى حين أن نسبة المشاهدة الحقيقية تعادل 100 فقط وهو معدل طبيعى، خاصة أنه لا يمكن مشاهدة هذا الكم الهائل فى يوم واحد، وفى المقابل أتاح الموقع للمعلنين إمكانية الوصول لعدد أكبر من الجمهور من خلال الإعلانات الممولة.

ولفت إلى أن المحتوى الجيد فقط هو سلاح المعلنين لرفع معدل مشاهدة المشاركات، مؤكدًا وجود اعتقاد خاطئ لدى البعض بأن زيادة عدد المشاركات على الصفحة الواحدة يوميا ترفع معدلات تفاعلها ونسب وصولها للجمهور، وأن الأمر يحتاج إلى مجهود أكبر من المعلنين للوصول إلى كفاءة فيس بوك نفسها، عن طريق المحتوى المتميز.

وقال عمرو كيلانى، إخصائى الديجيتال ميديا بوكالة «Brand Worx»، إن تعديل استراتيجيات التسويق عبر فيس بوك هى التى ستحدث الفارق مع البراند خلال الفترة المقبلة، موضحا أن أغلب المعلنين سيلجأون إلى أن فكرة عمل إعلان ممول يستهدف نسبة وصول مرتفعة أكثر جدوى من التركيز على رفع عدد معجبى الصفحة الخاصة بالبراند.

وأكد أن البراند فى جميع الأحوال لا يتأثر بهذه التعديلات إذا كان يعتمد على محتوى متميز، أما الشركات الصغيرة التى تلجأ إلى المحتوى المكرر فهى الوحيدة التى تتأثر بمثل تلك التعديلات، خاصة أن معدل الوصول يعتمد فقط على مدى اهتمام المستخدم بما تقدمه الصفحة، وهو ما يصب فى صالح الصفحات التى تقدم محتوى جيدًا يجذب الجمهور بشكل دائم.

وأضاف أن الإعلانات الممولة أيضًا تتأثر بمدى قوة المحتوى وتقبل الناس له، مشيرا إلى أنه إذا كانت نسبة الوصول المتوقعة لأحد الإعلانات تتراوح بين 20 و50 ألف مشاهدة، فمن الممكن ألا يرتفع معدل وصوله عن النسبة الدنيا إذا لم يكن محتواه مهمًا أو جيدًا أو جاذبًا للمستخدم، فى حين أن إعلانًا آخر للبراند يمكن أن يجتاز الحد الأقصى لمعدل الوصول المقدر له لأنه قدم محتوى إعلانيًا جيدًا عن سلعة أو خدمة تلقى اهتمامًا كبيرًا من الجمهور.

جريدة المال

المال - خاص

2:09 م, الأربعاء, 17 ديسمبر 14