تطوير الخطط الاستراتيجية للاتصالات وطرح الرخص المعطلة .. رهانا جذب الاستثمارات الأجنبية

تطوير الخطط الاستراتيجية للاتصالات وطرح الرخص المعطلة .. رهانا جذب الاستثمارات الأجنبية
جريدة المال

المال - خاص

7:20 م, الأحد, 23 سبتمبر 12

هبة نبيل – سارة عبد الحميد – محمود جمال

رهن عدد من خبراء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حصد نتائج زيارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة للصين أو للدول الأوروبية بتطوير ملامح الخطة الاستراتيجية لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال المرحلة المقبلة، فضلا عن سرعة الانتهاء من إقرار تعديلات قانون تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003 ، وإعادة طرح الرخص المتأخرة من قبل الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، وأخيرا عودة الأمن واستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد .

 
 وائل امين

وأكد الخبراء أن مصر تمثل شريكا استراتيجيا للتنين الأصفر داخل منطقة الشرق الأوسط نظرا لموقعها الجغرافى المتميز بما يمهد السبيل نحو تدشين مشروعات مشتركة بين الجانبين، معتبرين أن الأسواق الأوروبية وعلى رأسها إيطاليا وبلجيكا تشكل أرضا خصبا لاستقبال صادرات تكنولوجيا المعلومات المصرية .

وطالب الخبراء الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بضرورة استكشاف الاسواق الواعدة فى أفريقيا ودول منطقة الخليج، وأمريكا اللاتينية بدعم من زيادة حجم الطلب على المنتجات المصرية .

وأكد وائل أمين الرئيس التنفيذى لشركة «IT-WORX» للبرمجيات أن التنين الأصفر يمثل شريكاً اقتصادياً عملاقاً يسعى إلى توطين التكنولوجيا والمعرفة داخل السوق المحلية فى مجالات عدة منها تطوير البنية التحتية لشبكات الاتصالات، بالإضافة إلى كيفية استغلال الطاقة الشمسية فى توليد الطاقة، وإعادة تدوير المخلفات الصلبة بطريقة آمنة طبقا لاشتراطات السلامة البيئية .

وشدد أمين على ضرورة استغلال جولات مرسى الأوروبية فى فتح أسواق تصديرية للمنتجات المصرية لا سيما بصناعة البرمجيات وخدمات التعهيد «الكول سنتر » ، وذلك بدعم من زيادة حجم الطلب عليها .

وقال أمين إن أجندة الزيارات الرئاسية تحددها مجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون النظر إلى معيار بعينه فحسب، مطالبا الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باستكشاف الأسواق الخليجية خلال المرحلة المقبلة كونها تعد أرضا خصبة وواعدة لخدمات القطاع .

وقال عثمان أبوالنصر، المدير الإقليمى لشركة نوكيا سيمنز فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط إن زيارة الرئيس محمد مرسى للصين ساهمت فى جذب 30 شركة بأمريكا للاستثمار داخل السوق المحلية .

وأرجع ذلك الى تخوف هذه الشركات من انفراد الصين بالسوق المحلية، بما عزز من التنافس بينهما، مؤكدا أن هذا الحدث كان أبرز مميزات زيارة الرئيس الى بعض الدول مؤخرا .

فيما أشار محمد عيد خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط إلى أن نجاح زيارة الرئيس فى جذب مزيد من الاستثمارات مرهونة بتغيير الاستراتيجية العامة لقطاع الاتصالات بالسوق المحلية، علاوة على إجراء تعديلات داخل القوانين الحاكمة لتنظيم قطاع الاتصالات .

ولفت الى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات يحوى فرصاً استثمارية هائلة لا تقل أهميتها عن باقى القطاعات الحيوية بالدولة، مؤكدا محدودية التوقعات فى جذب الاستثمارات فى ظل مجموعة من التشريعات العقيمة، إلى جانب غياب الأمن وعدم الاستقرار السياسى .

وطالب عيد بضرورة اجراء مجموعة من الترتيبات داخل الخطط الاستراتيجية لخلق مناخ جيد يعمل على جذب الاستثمارات داخل القطاع خلال المرحلة المقبلة .

وأوضح أحمد العطيفى رئيس مجلس إدارة شركة فاركون للاتصالات أن نجاح تلك الزيارات فى جذب الاستثمارات يعتمد بشكل كبير على مدى تطور الاتفاقيات والالتزام بها .

واشار إلى أن تنفيذ الوعود من وراء تلك الاتفاقيات والتى خصصت ميزانية 34 مليار يورو لدعم دول الربيع العربى من جانب السوق الأوروبية المشتركة، من شأنه زيادة حجم الاستثمارات بالسوق المحلية مع حصول مصر على حصة كبيرة من هذا المبلغ تصل الى 20 مليار يورو .

وأكد انه لم يتم تفعيل هذه الميزانية حتى الآن بما لا يشير إلى أى نتائج إيجابية من وراء زيارة رئيس الجمهورية إلى بعض الدول مثل إيطاليا وبلجيكا .

ولفت رئيس مجلس ادارة شركة فاركون للاتصالات، إلى أن نجاح القطاع فى جذب استثمارات جديدة يتوقف بالأساس على تفعيل خطة البرودباند، وطرح رخصة للشبكة الافتراضية، بجانب قيام الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بتفعيل كل الرخص المعطلة حتى الان والتى تنتظرها السوق المحلية .

واعتبر العطيفى غياب ملامح واضحة لاستراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يحول دون جذب استثمارات جديدة خلال الفترة الراهنة .

ورأى مقبل فياض الرئيس التنفيذى لشركة بروسيلاب لتكنولوجيا المعلومات أن الجولات الترويجية التى اعتادت الحكومة على القيام بها من قبل كانت دعائية أكثر منها جولات هادفة، خاصة أن الوعود الحكومية لا تتحقق بعد انتهاء هذه الزيارات، موضحاً أن الوفد الذى ذهب إلى الصين مع الرئيس مرسى لم يضم خبراء ممثلين عن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، دليل على عدم وجود خطة مسبقة للزيارة ولايمكن توقع نتائج تفيد القطاع .

وأضاف أن الأسواق الأكثر استهدافاً خلال الفترة المقبلة ليست الصين ولكن دول أفريقيا والخليج العربى، مع اختيار المنتجات المحلية المؤهلة لللتصدير عبر هذة الأسواق من خلال خطة مسبقة لزيارة هذه الدول .

وعلى صعيد آخر، تابع أشرف الطنبولى رئيس شعبة خدمات التعهيد بجمعية «اتصال » لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن ازدهار قطاع الكول سنتر يتطلب تنظيم زيارات رسمية إلى عملاق هذه الصناعة أوروبياً مثل أمريكا، وانجلترا، فضلا عن فرنسا، وألمانيا، مشيرا إلى تزايد معدلات الإقبال المحلى على خدمة العملاء والدعم الفنى بثلاث لغات أساسية وهى الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية .

وأشار إلى وجود حالة من الارتباك والتخوف لدى دول العالم الخارجى جراء القلاقل السياسية واضطراب الأوضاع الاقتصادية داخل مصر خاصة عقب أحداث السفارة الأمريكية الأخيرة، موضحا أن هذه الجولات تساعد على بعث رسالة طمأنة للمستثمرين الأجانب، وتغير الصورة الذهنية الراسخة بتدهور مناخ الاستثمار داخل مصر .

وتابع : إن الصين وإيطاليا تمثل سوقا استهلاكية للمنتجات المصرية، مؤكدا أن صناعة البرمجيات ستستحوذ على نصيب الأسد من حجم الاستثمارات الأجنبية الوافدة إلى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال المرحلة المقبلة .

فيما توقع أمين خير الدين مدير صندوق تنمية تكنولوجيا المعلومات أن دخول مستثمر للسوق المحلية مرهون بعودة الاستقرار لا بالجولات الترويجية ـ ذاك الاستقرار الذى لم يعد لمصر حتى الآن، موضحاً أن مجال التعهيد يستطيع جذب استثمارات كبرى كما كان من قبل .

وأوضح أن الشركات العالمية دخلت كلها محلياً فى قطاع الـ «ICT» ، فحتى الاستثمارات المتوقعة داخل قطاع تكنولوجيا المعلومات من قبل شركات كبرى أمر غير وارد لأنها تعمل بالسوق بالفعل .

وقال إن مصر كانت تنافس عالمياً فى مجال التعهيد حتى عام 2010 وكان ترتيبها الرابع، وكان من المتوقع أن ينمو هذا القطاع بنسبة %30 ، ولكن بعد الثورة المصرية لم يتحقق هذا النمو وبعض الشركات توقفت وأخرى حققت نمواً وغيرها أغلق النشاط .

وأشار إلى أن الجولة الترويجية لابد أن تقدم دولتها تسهيلات جاذبة للمستثمر وأن تعده بتحمل الخسارة حال حدوث قلاقل سياسية أو غيرها من الأزمات حتى يطمئن المستثمر لهذا البلد، مشيراً إلى أن طموحات الحكومة بتوفير 100 ألف فرصة عمل مستحيلة فى الوقت الحالى .

بينما رهن محب رمسيس مدير قطاع تطوير الأعمال بشركة كوالكوم جدوى تحركات مرسى الأخيرة باستقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد، معتبرا أن التحدى الأكبر أمام الحكومة هو كيفية جذب الاستثمارات الأجنبية مرة أخرى .

واعتبر رمسيس أن أسواق دول أمريكا اللاتينية كالبرازيل تعتبر نجوما ساطعة فى سماء عالم تكنولوجيا المعلومات بما يحتم على الحكومة المصرية استكشاف ملامحها مستقبلا، مؤكدا أن صناعتى التطبيقات والمحتوى الإلكترونى ستتصدران مجالات القطاع من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة .

جريدة المال

المال - خاص

7:20 م, الأحد, 23 سبتمبر 12