تصاعد تكلفة المبيعات يحد من نمو أرباح الشرقية للدخان

تصاعد تكلفة المبيعات يحد من نمو أرباح الشرقية للدخان
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 26 أكتوبر 03

فريد عبداللطيف:
 
 تبذل الشرقية للدخان جهودا منذ فترة لاقناع الدولة بالسماح بزراعة التبغ حيث ان المجال متاح لزراعته في توشكا وهو ما سيعطي في حالة حدوثه دفعة قياسية للربحية حيث سيجنب الشركة المصروفات الدولارية الضخمة التي تتكبدها لاستيراد التبغ. وفي حالة سماح الدولة بزراعة التبغ محليا سيكون من المتاح  النزول باسعار مبيعاتها لمستويات غير متاحة في الوقت الحالي وهو ما سيجعل منتجاتها  اكثر تنافسية في الاسواق الخارجية مما يجعلها مصدر للعملة الاجنبية .

 
 تواجه الشرقية للدخان في الوقت الحالي تحديا كبيرا متمثلاً في التصاعد المتنامي لتكلفة الانتاج منذ تعويم الجنيه في مطلع العام الحالي كون  الجانب الاكبر من مصروفات الانتاج يأتي بالدولار حيث  تقوم باستيراد احتياجاتها من التبغ بالكامل والتي تشكل %60 من تكلفة الانتاج .وعلي الرغم من احتكار الشركة لسوق  السجائر باستحواذها علي %90 من السوق المحلي, ومن كون  منتجاتها دفاعية قليلة الحساسية للتغيرات السعرية علي المدي القصير  الا ان المستهلكين علي المدي المتوسط والطويل يلجئون لتغيير عاداتهم الاستهلاكية لتواكب مستوي دخولهم لذلك فان المبيعات قد تتعرض لهزة في حالة قيام الشركة بتمرير الزيادة في تكلفة الانتاج الي المدخنين خاصة مع تآكل مستوي دخل الفرد عند الاخذ في الاعتبار معدل التضخم . وعلي الرغم من نجاح الشركة في تمرير الزيادة في التكلفة الي انتاجها من الماركات التي تنتجها لصالح الشركات العالمية والتي توجه للشريحة الاعلي من السوق التي تستطيع استيعاب الزيادة في التكاليف الا ان الشركة حافظت حتي الان علي اسعار مبيعات الاصناف المحلية  التي تشكل %90 من اجمالي الانتاج .
 
وكان العام المالي المنتهي في يونيو 2003 قد شهد تراجع الايرادات من انتاج الماركات العالمية المصنعة للغير انعكاسا للتصاعد المتواصل لاسعارها منذ تعويم الجنيه في نهاية يناير الماضي ليبلغ العائد منها  137.9 مليون جنيه مقابل 143.2 مليون جنيه في عام المقارنة . وتقوم الشركة بانتاج 13 نوعا من السجائر الاجنبية لصالح  خمس  شركات عالمية، وتحصل  علي 6 دولارات مقابل كل 1000 سيجارة تنتجها لحساب تلك الشركات  والتي تقوم باستيراد احتياجاتها من التبغ والنكهات اللازمة من خلال طرف محلي والذي بدوره يوردها للشرقية للدخان . وتمثل الايرادات من  تلك المنتجات الجانب الاكبر من ايرادات الشركة الدولارية حيث ان صادراتها لا تتجاوز %3 من حجم الانتاج  .
 
وكانت  ايرادات الشرقية للدخان قد ارتفعت  في العام المالي المنتهي في يونيو 2003 بنسبة %12.8 مسجلة 2.608 مليار جنيه مقابل 2.311 مليار جنيه في عام المقارنة . وجاء هذا الارتفاع بعد نمو المبيعات من الانتاج التام مسجلة 2.407 مليار جنيه مقابل 2.131 مليار جنيه في فترة المقابلة. وتضاعفت الايرادات من مبيعات البضائع المشتراة لتبلغ 57.1 مليون جنيه مقابل 30.8 مليون جنيه في عام المقارنة .
 
وتسبب تراجع قيمة الجنيه في تصاعد تكلفة الانتاج لتبلغ 2.057 مليار جنيه مقابل 1.76 مليار جنيه في عام المقارنة ليتجه، هامش ربح المبيعات للتراجع مسجلا %19 مقابل%21.9 وبلغت المصروفات التسويقية 53.1 مليون جنيه مقابل 42.7 مليون جنيه في فترة المقارنة , ليبلغ بذلك مجمل ربح المبيعات  498.6 مليون جنيه مقابل 508.2 مليون جنيه في فترة المقارنة .
 
وتصاعد عائد الشركة من ريع حساباتها الجارية بالبنوك لتبلغ 16.8 مليون جنيه مقابل 6.2 مليون جنيه في فترة المقارنة , جاء ذلك بعد تصاعد رصيد الحسابات الجارية في نهاية يونيو الماضي مسجلة 308 ملايين جنيه مقابل 254.2 مليون في نهاية يونيو 2002 وبلغ اجمالي النقدية بالبنوك والصندوق 338.6 مليون جنيه مقابل 294.883 مليون جنيه في يونيو 2002 .وساهم في تصاعد مستوي السيولة حد الشركة من التسهيلات للموردين ليبلغ اجمالي رصيد العملاء واوراق القبض والحسابات المدينة 73.5 مليون جنيه مقابل 93.7 مليون جنيه في نهاية يونيو 2002.
 
وحد من المزيد من النمو في السيولة تجريم القانون المصري لزراعة التبغ لذلك فان الشركة مضطرة لاستيراد كافة احتياجاتها من التبغ ,ومن العيوب التي يفرضها ذلك  صعوبة الحصول عليه بالمواصفات المطلوبة في بعض الاحيان نتيجة للظروف المناخية في الدول المصدرة لذا تلجأ الشرقية للدخان  لبناء مخزون يغطي احتياجاتها لمدة عام لتتحمل بذلك تكلفة الاحتفاظ بالمخزون والتي تقارب تكلفتها المليار جنيه سنويا وهو ما يشكل عبئاً علي مستوي السيولة كما يحد من قدرات الشركة الاستثمارية . وبلغ المخزون من الخامات والوقود وقطع الغيار في نهاية يونيو الماضي 838.5 مليون جنيه مقابل 851.8 مليون جنيه في يونيو 2002 . في المقابل تتحين الشركة الاوقات المناسبة لشراء التبغ من الاسواق العالمية عندما تتجه  اسعاره للهبوط , وتتبع  استراتيجية مماثلة حيال استيراد مواد التعبئة والتغليف .
 
 وتخطط الشركة للحصول علي اعفاء ضريبي لمجمع مصانعها الجاري انشاؤه في السادس من اكتوبر اسوة بالاهرام للمشروبات علي الرغم من ان القانون المصري يمنع الخمور والسجائر من الحصول علي اعفاءات ضريبية وهو ما سيعطي في حالة حدوثه دفعة قياسية للارباح. وكانت الشركة قد قامت ببناء مخصص ضرائب عن ارباح العام المالي المنتهي في يونيو الماضي بلغ 91.8 مليون جنيه بنسبة %23.7 من صافي الربح قبل الضرائب وكانت قد قامت ببناء مخصص بلغ 101.6 مليون جنيه بنسبة %26 من صافي الربح قبل الضرائب في عام المقارنة .ليبلغ بذلك صافي الربح القابل للتوزيع 295.5 مليون جنيه مقابل 289.8 مليون جنيه في فترة المقارنة .
 
وسوف يشهد عام 2008 بدء ضخ خطوط الشركة في السادس من اكتوبر وتبلغ التكلفة المبدئية للمصنع 800 مليون جنيه من المتوقع لها ان تتجه للصعود في حالة حدوث المزيد للتراجع لقيمة الجنيه . وكانت الشركة قد قررت بعد دراسات مستفيضة ان يتم تمويله بالكامل من مصادرها  الذاتية وهو ما ادي الي ترحيل موعد  الانتهاء من الانشاءات الي عام 2008 بدلا من 2004 ويفتح المصنع الجديد المجال امام الشرقية للدخان للتوسع في الانتاج  واستيعاب التكنولوجيات الجديدة في مجال صناعة التبغ مثل مشروعات نفش الدخان وباقي المعالجات التكنولوجية التي استجدت حديثا والتي ليس من المتاح لخطوط انتاج الشركة الحالية استيعابها نظرا لحاجة تلك المعالجات لمعدات خاصة متطورة ليس من المتاح  استجلابها واستخدامها في خطوط التنفيذ المبعثرة بين المصانع القائمة حيث تستلزم وجود مركزية لعمل ترشيد للانفاق وتحقيق مميزات اقتصادية .وتقدر التكلفة المبدئية لمجمع المصانع بالسادس من اكتوبر بحوالي 250 مليون دولار.
 
وتمتلك الشركة في الوقت الحالي 7 مصانع موزعة علي انحاء الجمهورية , ويعد اكبرها مصنع الجيزة الذي ينتج حوالي %75 من انتاج الشركة من السجائر بالاضافة الي كامل انتاجها من البايب والسيجار والفلاتر. وتمتلك الشركة اسطول نقل بريا ضخما يقوم بتوصيل المنتجات من مصانعها الي مراكز التوزيع التي تشمل ما يزيد علي 160 مركز مبيعات تغطي كافة انحاء الجمهورية .
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 26 أكتوبر 03