Loading...

تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة

Loading...

تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة
جريدة المال

المال - خاص

2:11 م, الأحد, 13 يناير 13

المال – خاص

«تشاؤم العقل .. وتفاؤل الإرادة » ، عبارة قالها المناضل والمفكر الثورى الإيطالى أنطونيو جرامشى فى عشرينيات القرن الماضى يلخص فيها مأزق الثورة فى بلاده، ويراهن فيها على «الأمل » الذى تزرعه إرادة الثوار فى الانتصار .

 

عبارة «جرامشى » ربما تنطبق أيضا على مأزق الثورة المصرية التى كان «الأمل » عنوانا أساسيا فيها يستتر وراء عنوانها الأشهر : «ثورة الغضب ».

حركة الجماهير الثائرة فى بداية الثورة لم تجب عن سؤال : كيف ننتصر؟ وكانت تركز فقط على سؤال : كيف نقاوم؟، وأمام قدرة هذه الجماهير على المقاومة والمواجهة حتى إسقاط الحاكم الطاغية وزبانيته تفجرت ينابيع الأمل فى قلوب كنا نظنها تيبست وبارت، لكن عجزها السياسى والتنظيمى كان عائقا أمام تحقيق انتصارها وفرض إرادتها .

كان التيار الدينى مستعدا سياسيا وتنظيميا لجنى ثمار الثورة قبل أن تنضج ويكتمل بهاؤها، ولأنه تيار محافظ لم يكن ثوريا فى يوم من الأيام فقد سعى الى اقتسام الثمرة مع من خرجت ضدهم الثورة، يتشاءم العقل إذن بحسابات الواقع، لكن إرادة المقاومة عند الجماهير ووضوح انتهازية التيار الدينى يزرعان أملا جديدا فى أن تتمكن الثورة من بناء قدراتها السياسية والتنظيمية حتى تنتصر .

جريدة المال

المال - خاص

2:11 م, الأحد, 13 يناير 13