تراجع مرتقب للأسهم الدولارية في المستقبل المنظور

تراجع مرتقب للأسهم الدولارية في المستقبل المنظور
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 28 أكتوبر 07

المال – خاص:
 
تتجه توقعات الخبراء والمحللين الي حدوث تراجع ملحوظ في اسعار الاسهم الدولارية المتداولة في البورصة في المستقبل المنظور وهو ما يعزي في رأيهم الي التراجع الذي طرأ منذ فترة علي اسعار صرف الدولار امام العديد من العملات الاخري بما فيها الجنيه الذي ارتفعت اسعار الصرف الخاصة به تجاه العملة الامريكية مؤخرا الي 550 قرشا للدولار مقابل 571 قرشا قبل 10 ايام تقريبا. وتجيء هذه التقديرات علي خلفية اتسمت بتباين اداء الاسهم الدولارية في البورصة صعوداً وهبوطا خلال الاسابيع القليلة الماضية.

 
في هذا الاطار يوضح الدكتور عصام خليفة خبير أسواق المال انه من الطبيعي ان يكون انخفاض الدولار من أهم العوامل التي تؤثر سلبيا في اسعار اسهم الشركات التي يتم تداولها بالدولار  ويشير في هذا الصدد الي تزايد معدلات المخاطرة التي يقبلها المستثمر الذي يقدم علي شراء اسهم هذه الشركات نظرا لما يتحمله ضمنا من مخاطر تقلب اسعار الصرف، فعلي سبيل المثال اذا اشتري مستثمر هذه الاسهم وأراد بيعها مرة أخري فإن القيمة المالية لما يمتلكه المستثمر من اسهم وبالتالي امواله ستتآكل القيمة الحقيقية، وهو ما يدفع المستثمرين للتخلص من هذه الاسهم هربا من تحمل مخاطر مرتفعة.
 
واضاف ان توقعات انخفاض اسعار الاسهم الدولارية تتزايد في خط مواز لتوقعات تراجع الدولار امام العملات الاخري خاصة بعد ابداء المؤسسات الدولية تخوفها من احتمال حدوث هبوط مفاجئ للدولار، وقد تجسدت هذه المخاوف مؤخرا في التحذيرات التي أطلقها رودريجوراتو رئيس صندوق النقد الدولي الاسبوع الماضي واشار فيها الي احتمال وجود مخاطر من هبوط مفاجئ للدولار بسبب فقدان الثقة في الاصول المودعة بالعملة الامريكية ويضاف الي ذلك ما قاله الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية نهاية الاسبوع الماضي عندما توقع تراجع الدولار بدرجة أكبر امام الجنيه المصري بحلول نهاية عام 2007 ليستقر سعر الصرف عند حدود 530 قرشا قبل نهاية العام الحالي.
 
واشار د. خليفة الي انه في ظل هذه الاجواء فمن المتوقع ان تنخفض اسعار اسهم الشركات التي تتداول اسهمها بالدولار وسيكون المحرك الاساسي لهذه الاسهم ما يتم نشره من اخبار حول اداء هذه الشركات وتوسعاتها أو ما تعلنه من أخبار جوهرية تسهم في تحول المستثمرين الي هذه الاسهم.
 
بينما اكد اشرف سامي نجيب العضو المنتدب لشركة بروفيت لتداول الاوراق المالية أن تأثر أسعار الاسهم الدولارية بتراجع الدولار امام العملات الاخري امر لا غرابة فيه باعتبار انه حينما يكون للمستثمر محفظة في الاسهم تضم اسهما دولارية فإنه لا بد وأن يكون قد اخذ في اعتباره تغيرات محتملة لأسعار الصرف لانه من الممكن ان يربح المستثمر علي سبيل المثال %5 من أحد الاسهم المتداولة بالدولار ثم يحول هذه الاموال من الدولار الي الجنيه لكي يفاجأ بأن تغيرات سعر الصرف قد قلصت من مكاسبه الي %1 بسبب خسارة %4 من ارباحه في القوة التي قام فيها بتحويل السيولة من دولار الي جنيه.
 
ونصح نجيب المستثمرين بتوخي الحذر في تعاملاتهم خلال الفترة القادمة خاصة عندما تحتوي محافظهم علي اسهم دولارية لأن انخفاض الدولار امام الجنيه يؤثر سلبيا في الارباح وأشار الي ان الاسواق الاجنبية في هذه الحالة تلجأ الي ما يعرف بعملية تغطية المخاطر hedge عن طريق البنوك وهي عبارة عن عملية نقل الخطر في حال تراجع اسعار صرف عمله ما امام بقية العملات حيث تقوم المؤسسات بعملية Short seeling لجزء من ممتلكاتها بالدولار ثم تقوم بشرائها من السوق بعد انخفاض الدولار لمستويات جديدة وبالتالي تقلص من خسائرها الناتجة عن استثمارها في هذه الاسهم.
 
يذكر ان آلية اقتراض الاوراق المالية بغرض البيع لم يتم تفعيلها بالسوق حتي الآن رغم انه تم اقرارها منذ فترة.
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 28 أكتوبر 07