دفع تحسن إيرادات شركات الطيران الأمريكية المحللين إلي توقع صعود أسهمها، وذلك بعد أن عانت هذه الشركات خلال الأعوام القليلة الماضية من تدهور أرباحها، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود وتراجع حجز مقاعد رجال الأعمال والدرجة الأولي.
بدأت نتائج أرباح معظم شركات الطيران الأمريكية عن الربع الأخير من العام الماضي الظهور هذا الأسبوع، رغم أن الأرباح مازالت ضعيفة، لكن البيانات تشير إلي تحسن الأوضاع بشكل عام.
وسجلت شركة »كونتننتال آير لاينز« صافي خسائر علي مدار عام 2009، لكنها حققت صافي دخل بلغ نحو 3 سنتات لكل سهم خلال الربع الأخير من العام بخلاف الأرباح الاستثنائية، فيما تراجع الإيراد المتحقق من الركاب في هذه الفترة بنحو %9.5، مقارنة بعام 2008.
وقال »جيف سميسك«، المدير التنفيذي للشركة، إن شركته تتوقع زيادة في الاقبال علي سفر رجال الأعمال وحجز تذاكر الدرجة الأولي.
وبشكل منفصل، حققت شركة »جنوب غرب أمريكا« أرباحاً تقدر بـ10 سنتات للسهم بخلاف الأرباح الاستثنائية خلال الربع الأخير من العام السابق مقارنة بصافي خسارة سجلتها خلال نفس الفترة من عام 2008.
وأوضحت الشركة أن الايراد المتحقق من الراكب الواحد قفز بنحو %7.4 بمعدل سنوي خلال الربع الأخير من 2009.
وفي السياق نفسه، ارتفعت أسهم شركة »AMR « القابضة التي تمتلك »الخطوط الجوية الأمريكية« بأكثر من %5 بعد أن أعلنت عن تباطؤ التراجع في إيرادات الركاب.
ويري الخبراء أن الصورة في قطاع الطيران الأمريكي ستتضح بشكل أكبر مع صدور المزيد من نتائج أرباح الشركات خلال أيام.
قالت »هيلاني بيكر«، العضو المنتدب بشركة »جيسوب آند لامونت سيكيوريتيز كوربوراشن« إنه خلال الفترة المقبلة وحتي في ظل تواضع معدلات النمو الاقتصادي عند %2، فهناك امكانية لتعزيز انتعاش الطلب علي تذاكر الطيران.
وقال الخبراء إن قطاع الطيران مثله مثل معظم الصناعات، حيث إن جزءاً كبيراً من التقدم الذي تحققه يرجع إلي الاستخدام الأفضل للموارد.
وأوضحت شركة »AMR « أن عدد المقاعد الكلية المتاحة علي المسافات المقطوعة تراجع بنحو %4.9 بمعدل سنوي خلال الربع الأخير من العام الماضي، مما رفع عامل الحمولة أو نسبة المقاعد الشاغرة إلي مستوي قياسي عند %81.1.
وعملت بعض شركات الطيران الأخري علي المضي بنفس النهج من حيث الحفاظ علي جعل عدد المقاعد الكلية المتاحة علي المسافات المقطوعة عند مستوي منخفض والحمولة عند مستوي مرتفع، ومنها شركة »كونتننتال« التي بلغت الحمولة لديها نحو %83 في شهر ديسمبر الماضي مرتفعة بذلك بنحو %3.1 بمعدل سنوي.
وقال خبراء الصناعة إن التحدي الحقيقي الذي يواجه شركات الطيران يتمثل في مدي استمرارها في الحفاظ علي حجز %80 من المقاعد المتاحة علي طائراتها خلال العام الحالي.
وتستهدف »A .R « تقليل عدد المقاعد الكلية المتاحة علي المسافات المقطوعة بنحو %2.8 خلال الربع الأول من العام الحالي، وزيادتها بشكل طفيف العام المقبل، بينما ستقوم معظم الشركات الأخري بزيادة عدد المقاعد خلال النصف الثاني من العام الحالي، مما قد يحد من قدرتها علي زيادة الرسوم من المستوي المنخفض الذي شهدته مؤخراً.
ومن ناحيته، أوضح »ميشيل ديرشين«، المحلل لدي شركة »إف تي إن كابيتال ماركتس« أن بدء تباطؤ التراجع في الإيرادات المتحققة من الركاب سيؤدي إلي زيادة مكاسب الشركات من الإيرادات، لافتاً إلي أن الحاجة إلي ذلك تتمثل في تعويض استمرار ارتفاع أسعار الوقود.
وأضاف أن كل خطوط الطيران تحاول التحوط ضد ارتفاع أسعار الوقود ولكن أفضل أساليب التحوط المتاحة للشركات يكمن في امتلاك الطائرات الأقل استهلاكاً للوقود.
من جهة أخري، يري الخبراء أن قدرة شركات الطيران الأمريكية الداخلية علي زيادة إيراداتها ستعتمد بشكل كبير علي عوائد تذاكر طيران رجال الأعمال، والدرجة الأولي.