تحديـث شبگــة الطـرق «قبلـة حيـاة» للمقاصـد الثقافيـة

تحديـث شبگــة الطـرق «قبلـة حيـاة» للمقاصـد الثقافيـة
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 1 أكتوبر 06

المال ـ خاص:
 
تحديث وتوسيع شبكات الطرق التي تمثل خطوط الربط الرئيسية فيما بين المقاصد السياحية يمثل أحد أهم المهام التي تشغل بال كبار المسئولين عن سياسات النقل في القطاع السياحي، وتكتسب هذه المهام قدرا اكبر من الاهتمام فيما يتعلق بشبكات الربط بين ذراعي السياحي الرئيسيين في السوق المحلية، وهما السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية، وتتزايد المؤشرات تعكس رغبة المسئولين علي الاستفادة من حصيلة وبيع اراضي سيدي عبدالرحمن في تنفيذ المخططات المستقبلية لدعم شبكات الطرق السياحية بأسرع ما يمكن.

 
ومن المقرر أن يبدأ خلال أيام قليلة قادمة التنفيذ الفعلي للمرحلة الاولي من مشروع توسيع وتحديث  اهم الطرق الواصلة بين مختلف المقاصد السياحية، وذلك باطلاق مشروع طريق سوهاج والبحر الاحمر بطول 220 كيلو مترا وبتكلفة 650 مليون جنيه .
 
ومن المنتظر ان يربط هذا الطريق حال الانتهاء منه بين كتلتين ضخمتين من المقاصد السياحية تشمل الاولي مناطق السياحة الشاطئية في الشمال ومناطق السياحة الثقافية في الجنوب.
 
وتأمل وزارة السياحة من خلال توسيع شبكات الطرق السياحية، في جذب شرائح من السياح تفتقدهم الطبيعة الفطرية للمقصد المصري، الذي يضم ما يعادل ثلث آثار العالم.
 
وتستعد وزارة السياحة حاليا لفتح ملفاتها القديمة والمتعلقة بهذا الربط الحيوي لأهم  المناطق السياحية في المجالين، الثقافي والشاطئي خاصة بعد ان ازدهرت السياحة الشاطئية علي حساب الثقافية يضاف الي ذلك اتجاه معظم الاستثمارات الي مناطق البحر الاحمر وسيناء في الوقت الذي تدهورت فيه احوال الاستثمارات الفندقية بمناطق الاقصر واسوان وغيرهما من المناطق الاثرية في جنوب الوادي، فضلا عن تقلص حجم الاعداد القادمة لمقاصد السياحة الثقافية، خاصة من الصين واليابان.
 
وتلوح الوزارة في الوقت الراهن بملف مشاريع التحديث لوزير الاستثمار د. محمود محيي الدين المسئول الاول عن برنامج الخصخصة في محاولة لاستقطاع جزء من حصيلة البرنامج وتوجيهه لتمويل عمليات تطوير شبكات الطرق.
 
وفي سياق مواز يتسع طموح وزارة السياحة وفقا لتأكيدات احد مستشاري الوزير الذي لم يرد ذكر اسمه الي تطوير برامج شركات السياحة بصورة مشتركة فيما بين السياحة الشاطئية والثقافية.
 
وفي نفس السياق يؤكد مستشار الوزير ان القطاع الخاص سيلعب دورا  كبيرا في اقامة الطرق التي تم تحديدها للربط بين مناطق السياحة الشاطئية والثقافية.
 
واوضح ان بعض هذه الطرق ستتم اقامته في المستقبل القريب وعلي رأسها طريق يربط بين مدينة «مرسي علم» التي تضم استثمارات سياسية تزيد علي 12 مليار جنيه وبين المناطق الاثرية بجنوب مصر، وذلك في مناقصة لاقامة خط سكة حديد سياحي يقوم بتنفيذها القطاع الخاص بنظام الشراكة مع القطاع العام.
 
واشار مستشار الوزير الي ان طريق سوهاج – البحر الاحمر البالغ تكلفته حوالي650  مليون جنيه سيبدأ تنفيذه خلال ايام قليلة بتمويل من حصيلة بيع اراضي سيدي عبدالرحمن لشركة اعمار مصر.
 
ويمثل هذا الطريق احد محاور عمليات الربط بين مناطق السياحات المتنوعة في مصر، حيث سيربط بين الغردقة وسوهاج، قبل ان يتجه الي قنا والاقصر واسوان مما يضع تلك المدن الاثرية علي الخريطة السياحية.
 
ويتوقع مسئولو الوزارة ان تسهم عملية الربط بين البحر الاحمر وسوهاج في جذب المزيد من الاستثمارات الفندقية، والتي تتوقع الوزارة ان تبدأ بنحو 500 مليون دولار خلال عام من تنفيذ المشروع.
 
يري خبراء الوزارة ان تحدث الطرق لن يغير فقط من نمط السياحة علي المستوي العملي، بل ستعيد كذلك من نمط الترويج الذي ظل لفترات طويلة سابقة يهتم بالمناطق الشاطئية دون الدفع بالمدن الاثرية التي تمثل نقطة جذب في تدفق السياح بمختلف ثقافاتهم.
 
ويذكر مستشار وزير السياحة واقعة تعرضت لها حملات ترويجية مصرية في احدي مهرجانات السياحة ومعرض اوروبي للمقاصد السياحية حيث تم وضع خرائط وصور في الجزء الذي يمثل مصر داخل هذا المعرض حول المدن الشاطئية، مما اثار حفيظة عدد من السياح الاجانب الذين زاروا المعروض وتساءلوا عن صور الفراعنة والاماكن الاثرية.
 
ويؤكد ان توجه وزارة السياحة الي الدخول في مفاوضات مع وزارتي الاستثمار والنقل يستهدف التنسيق والمشاركة مع الاخذ في الاعتبار بأن للسياحة تطلعات تتعلق بعمل وزارات اخري مشيرا الي ان تنمية الصعيد والاهتمام به متطرق بالضرورة الي السياحة الثقافية فالمعروف ان اسوان والاقصر وقنا تضم فنادق تصل طاقاتها الفندقية الي 30 ألف غرفة بما يمثل %19 من اجمالي حجم الطاقة الفندقية المنفذة والبالغ اجمالي حجمها 160 ألف غرفة موزعة علي المدن السياحية.
 
ومن جهته ، يرحب محمود أمين مدير فندق الاقصر بتوجه الوزارة الي ربط المدن الاثرية بالشاطئية، موضحا ان ادارات الفنادق بالاقصر واسوان طالبت منذ فترات سابقة بهذا الربط الذي سيكون له مفعول السحر في تنشيط حركة السياحة الثقافية.
 
ويؤكد امين ان هناك حالة من التدهور اصابت فنادق المدن الاثرية التي اعتمدت سنوات علي السياحة الداخلية، وهي مصدر غير مجز مقارنة بسياحة الاجانب، موضحا ان التوجه الحالي سيدفع بتلك الفنادق الي تحديث خدماتها وتطويرها مرة اخري بعد فترات الركود.
 
ويشير امين الي ان حجم الطاقة الفندقية في الاقصر يمثل نسبة تتراوح ما بين 60 و %70 من حجم فندق الجنوب لما تحتويه المدينة من آثار لم يتم الترويج لها بالشكل المناسب حتي الان.
 
واكد ان هناك العديد من المستثمرين يرغبون في اقامة فنادق جديدة في المدن الاثرية الا انهم طالبوا بربط تلك المدن بنظيراتها الشاطئية للاستفادة من برامج شركات السياحة غير المتوفرة في الجنوب.
 
ويوضح ان الفندق الذي يعمل به تلقي العديد من  العروض للاستحواذ عليه خاصة خلال الفترة السابقة والتي شهدت بوادر الاعلان عن ربط المدن الشاطئية في البحر الاحمر بمدن الصعيد.
 
ويوافقه الرأي محمد حلمي رئيس شركة «سمايل» للسياحة الذي يؤكد ان شركات السياحة المحلية علي استعداد تام لتجهيز برامج سياحة مشتركة تجمع رحلات ساحلية وثقافية حال توافر وسائل النقل والطرق التي تساعد علي اقامة مثل هذه البرامج وتفعيلها.
 
ويوضح حلمي الذي تعمل شركته بالسوق الاوروبية ان العديد من التساؤلات تدور حاليا حول تلك البرامج المشتركة ومدي فاعليتها خاصة ان اسبانيا تعمل وفقا لبرامج شبيهة، وهو ما زاد من فرصتها في جذب اكثر من50  مليون سائح سنويا، واشار  الي ان الاهتمام بالسياحة الثقافية بالتوازي مع الشاطئية، سيساعد كثيرا شركات السياحة في فتح اسواق جديدة تهتم بزيارة الاثار فضلا عن استعادة اسواق اخري افتقدتها السوق المصرية مثل الصين واليابان.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 1 أكتوبر 06