أيمن عبد الحفيظ
أقر »ساهر الفار« المدير المالي بشركة »العرفة« للاستثمارات والاستشارات بالتأثيرالسلبي للركود التي تعاني منه السوق البريطانية حالياً علي مبيعات الشركة خاصة مبيعات »BMB « ذراعها في قطاع التجزئة بالسوق البريطانية التي تراجعت في العام الماضي إلي 85 مليون جنيه استرليني بدلا من 88.9 مليون جنيه استرليني في العام السابق، إلا أنه اعتبر الركود الذي تعاني منه أسواق أوروبا وبالتحديد السوق البريطانية فرصة مغرية للتوسع والاستحواذ علي شركات بقيم منخفضة، استعدادا لجني الأرباح عند عودة السوق للصعود مرة أخري، خاصة أن الشركة في وضع مالي جيد في الفترة الحالية يؤهلها بما لديها من سيولة وتسهيلات ائتمانية تحت الطلب لاتمام صفقات في أوقات قياسية وبقيم جيدة.
ولفت »الفار« في تصريحات لـ »المال« إلي الاستحواذين الذين أتمتهما الشركة في الربع الأول من العام علي كل من شركة »SRG « وجون لانجفورد، حيث تمت الأولي مقابل قيمة صافية 18 مليون جنيه استرليني، بالإضافة إلي 3.5 مليون جنيه استرليني قيمة الإيجارات والمصروفات التشغيلية لثلاثة أشهر مقبلة، بينما لم تتمكن »العرفة« من شرائها قبل عامين ونصف العام لارتفاع قيمتها، حيث طلب مالكوها 28 مليون جنيه استرليني، وتم بيعها في ذلك الوقت مقابل 32 مليون جنيه استرليني، أما جون لانجفورد فحصلت الشركة عليها من مصفي قضائي لاستثمارات أحد رجال الأعمال الذين أعلنوا إفلاسهم، مشيرا إلي أنها صفقة رابحة بجميع المقاييس، حيث تبلغ مبيعاتها السنوية 9 ملايين جنيه استرليني وتحقق مليون جنيه استرليني أرباحا سنوية، حيث تملك ثلاث علامات تجارية شهيرة كما ستحصل الشركة علي ترخيص لماركة Pierre Cardin لقمصان الرجال.ورفض »الفار« الإفصاح عن موقف المفاوضات التي تجريها الشركة حاليا مع أحد الشركاء البرتغاليين، والذي ينتظر أن يغطي المشروع المشترك الذي سيقام معه ــ وفقا لتقرير مجلس الإدارة الأخير ــ عدداً من العملاء الكبار في أسبانيا والبرتغال بمعدل دوران يصل إلي 10 ملايين يورو للعام الأول بعائد مبيعات يبلغ %7.
وأوضح أن التراجع الذي تحقق من مبيعات الشركة في السوق البريطانية تم تعويضه من خلال زيادة مبيعات كونكريت في مصر، والتي دفعت مجمل ربح قطاع تسويق وتوزيع الملابس الجاهزة للتحسن بشكل طفيف ليصل إلي %36 مقابل %35.5 في العام الماضي، مشيرا إلي محافظة كونكريت علي مبيعاتها القوية في مصر رغم الضغوط التضخمية بسبب تركيز منتجاتها علي الطبقة العليا التي لم تتأثر كثيرا بارتفاعات الأسعار علاوة علي أن منتجاتها من البدل تلمس حاجة أساسية تتسم بثبات الطلب عليها وعدم مرونته. وأضاف ان الشركة تتحكم بشكل قوي في تكلفة الإنتاج كما أنها تستطيع شراء مستلزمات الإنتاج بأسعار تنافسية بسبب قوة موقفها لدي الموردين لانتشار شركاتها ومنافذ بيع منتجاتها في أكثر من دولة حول العالم.
وتوقع المدير المالي بشركة العرفة أن يحقق المصنع الذي أقامته الشركة بالتعاون مع HUGO BOSS ، أحد الأسماء الشهيرة عالميا في صناعة البدل الرجالي، مبيعات تصل إلي 10 ملايين يورو، علي أن يتراوح العائد منها بين 10 و%12، مشيرا إلي أنه تم التعاقد مع HUGO BOSS علي شراء جميع إنتاج هذا المصنع، حيث تم تصميمه لإنتاج نوعية جديدة من البدل، وبدأ إنتاجه بالفعل في الربع الأول من العام الحالي، حيث تم شحن أول دفعة من منتجاته. وبالنسبة للمصنع الذي تقيمه العرفة في مدينة بني سويف، أوضح ساهر الفار أنه يأتي لاستغلال عدد من المميزات النسبية، منها توافر العمالة الماهرة بها وتوفير تكلفة نقل العمالة منها إلي العاشر من رمضان التي تقع فيها المصانع الحالية للشركة.
وأشار إلي أن المصنع الذي يتم بناء المرحلة الأولي منه حاليا في بني سويف بتكلفة 25 مليون جنيه ينتظر ان تبلغ طاقته الإنتاجية 12 ألف قطعة من الملابس الكاجوال يوميا، بإجمالي 3.6 مليون قطعة سنوياً، حيث يبلغ عدد أيام العمل سنويا 300 يوم، ومن المقرر أن تنتقل إليه خطوط الإنتاج الخاصة بملابس الكاجوال من مدينة العاشر من رمضان، علي أن تتخصص الأخيرة في إنتاج الملابس الفورمال.
أضاف أن اتجاه الشركة للاستثمار في بناء مساكن للعمال من خلال شركة العرفة للاستثمارات العقارية، يأتي بغرض تثبيت تكلفة نقل العمال إلي المصانع خاصة من بني سويف، وتحويلها إلي الاستثمار العقاري، مشيرا إلي الارتفاعات المتوالية في أسعار المحروقات، حيث سيتم تسكين 2400 عامل قبل نهاية العام المقبل بتكلفة استثمارية 25 مليون جنيه.
وبلغت قيمة المبيعات المجمعة لشركة العرفة ــ بعد استبعاد المبيعات بين قطاعات المجموعة ــ خلال العام المالي الماضي الذي انتهي في نهاية مارس الماضي نحو 303.7 مليون دولار مقابل 292.4 مليون دولار عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2007 بزيادة %3.88، بينما بلغت المبيعات الإجمالية للشركة 346.1 مليون دولار بزيادة قدرها %6.46 عن العام السابق الذي بلغت خلاله 325.1 مليون دولار.
ويعتبر قطاع تسويق وتوزيع الملابس الجاهزة من أكبر قطاعات المجموعة في المبيعات، حيث بلغت نسبته %67.6 من إجمالي قيمة المبيعات عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2008 يليه قطاع صناعة الملابس الجاهزة بنسبة %29.3 ، ثم قطاع الغزل والنسيج بنسبة %3.1، مقابل %66.3 و %31.1 و%2.6 علي التوالي عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2007.
وارتفعت نسبة مجمل الربح عن العام المالي المنتهي في 31 مارس 2008 إلي %33.9 مقابل %33.1 للعام السابق، وبلغت أرباح الشركة بعد الضرائب وحقوق الأقلية 29.9 مليون دولار بزيادة %23.8 مقارنة بالمحقق في العام المالي المنتهي في 31 مارس 2007 والذي بلغ 24.2 مليون دولار.
وبلغت نسبة مساهمة قطاع صناعة الملابس الجاهزة في صافي الربح%69.4 ، بينما ساهم قطاع الملابس الجاهزة بنسبة %24.1، وقطاع الغزل والنسيج %6.5. وارتفعت قيمة استثمارات شركة العرفة القابضة إلي 74.8 مليون دولار مقابل 60.3 مليون في العام الماضي بنسبة زيادة %24، وذلك بسبب الاستحواذ علي شركة »ميلكا« MELKA وزيادة المساهمة في شركة BMB من 40 إلي %60، كما ارتفعت مديونية العرفة لتصل إلي 47 مليون دولار مقابل 7 ملايين دولار، نظرا للاستثمارات السابقة.
وبلغت ربحية السهم 12 سنتاً في العام المالي الماضي بزيادة قدرها %20 عن العام السابق الذي بلغت فيه 10 سنتات.
من جهتها قالت شركة »بيلتون فاينانشيال« في تعليقها علي نتائج أعمال »العرفة«، إن الشركة نجحت في تخطي التأثيرات السلبية لتباطؤ السوق البريطانية، التي كانت قد توقعتها أثناء عرض نتائج أعمالها عن التسعة أشهر الأولي من العام المالي، حيث تمكنت من زيادة هامش الربح بنسبة %36.5 كما ارتفعت أرباحها الصافية بنسبة %23.8 لتصل إلي 30 مليون دولار مقابل 24.2 مليون دولار. وأرجعت »بيلتون« تمكن »العرفة« من المحافظة علي هوامش الربح إلي الإدارة الجيدة لجميع قطاعات المجموعة وعمليات خفض التكلفة في جميع المراحل الإنتاجية والتسويقية، حيث تحققت جميع توقعات الشركة في معظم المجالات، وبلغت إيرادات تسويق وتوزيع الملابس الجاهزة 205.4 مليون دولار وصناعة الملابس الجاهزة89 مليون دولار، كما تجاوز قطاع الأصواف التوقعات وبلغت مبيعاته 9.4 مليون دولار.
وأشارت بلتون إلي القيمة المضافة التي تضيفها عمليات الاستحواذ التي أجرتها العرفة في الأسواق الأوروبية بزيادة المبيعات اعتبارا من العام المقبل.
وقالت بلتون إنه رغم أن التوقعات مازالت إيجابية بشأن أداء شركة العرفة المستقبلي، فإن مخاوف التأثيرات السلبية في ركود السوق البريطانية لا تزال سارية، حيث تتحرك هذه السوق عرضيا ولا تشهد تحسنا، فضلا عن ارتفاع التضخم في السوق المحلية.
يذكر أن »العرفة« ستعقد اجتماع الجمعية العامة العادية وغير العادية يوم الاثنين الموافق 14 يوليو، حيث ستناقش الجمعية العادية اعتماد تقرير مجلس الإدارة عن نشاط الشركة خلال السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2008، وعرض تقرير مراقبي حسابات الشركة علي القوائم المالية عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2008، واعتماد القوائم المالية ومشروع توزيع الأرباح عن السنة المالية المنتهية في 31 مارس 2008، في حين ستنظر الجمعية غير العادية للشركة في تعديل المادة رقم (55) من النظام الأساسي فيما يخص السنة المالية لتبدأ السنة المالية للشركة في الأول من فبراير من كل سنة وتنتهي في يناير من السنة المالية التالية. وكما ستعقد الشركة مؤتمرا للمحللين الماليين لاستعراض نتائج أعمالها لم يتحدد موعده بعد.
يبلغ رأسمال الشركة المرخص به 150 مليون دولار ورأس المال المصدر والمدفوع نحو 47.5 مليون دولار موزعاً علي 237.5 مليون سهم بقيمة اسمية 0.20 دولار.