كشفت بعض الوثائق التي تم العثور عليها مؤخرا بالصدفة في الغرفة التجارية الأمريكية في مصر، عن وجود رغبة مصرية لإنشاء غرفة تجارية مشتركة مع الجانب الأمريكي منذ عام 1953، أي في السنوات الأولي من قيام ثورة 23 يوليو 1952 .
فقد أرسلت لجنة من 27 عضوا ـ منهم 16 مصريا، والباقي من رؤساء وممثلي الشركات الأمريكية في مصر خطابا مفتوحا للجانب الأمريكي تعلن فيه عن استعدادها ورغبتها في انشاء غرفة تجارية أمريكية في مصر بدءا من عام 1954، وذلك بهدف تنمية التجارة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، ومن خلال جمع المعلومات ودراسة المسائل المتعلقة بالعلاقات التجارية والصناعية، وتشجيع وتسهيل المعاملات التجارية بين البلدين، كما تقوم بخدمة رجال الأعمال الأمريكيين في مصر، وتعزيز مصلحة مصر في الولايات المتحدة .
وأشار سكرتير عام اللجنة حسان العبد الذي وقع علي الخطاب إلي ان التجارة هي بشير الود، والغرفة سوف تعمل علي تعزيز هذه التجارةوالتي سوف تساهم في تحسين التفاهم بين البلدين .
وقد لاحظت اللجنة تنامي التجارة بين مصر وأمريكا،حيث ارتفعت الصادرات المصرية إلي الولايات الأمريكية من %2.4 عام 1938 إلي %11.7 عام 1951، كما ارتفعت الصادرات الأمريكية لمصر في ذات الفترة من %6.6 إلي %11.3 حيث احتلت أمريكا المرتبة الأولي في الوفاء بالمتطلبات المصرية من الواردات الخارجية .
وفي سياق المبررات ايضا اشار خطاب اللجنة إلي البرامج الطموحة لتنمية الموارد المصرية في ظل نظام الحكم الجديد بقيادة اللواء محمد نجيب والذي يحاول جعل مصر البلد الصناعي الأول في منطقة الشرق الأوسط، كما يحاول هذا النظام الاستخدام الكامل لموارد مصر الاقتصادية، وتوزيع الدخول بشكل أفضل، وهو ما يؤدي إلي زيادة الدخل القومي المصري بعدة ملايين، وسوف تكون نسبة متزايدة من هذا الدخل في أيدي الطبقة العاملة والمتوسطة بما يزيد من امكانيات السوق المصري علي استيراد مجموعة متنوعة من السلع الأمريكية بدءا من الابرة انتهاء بماكينات الصناعة الثقيلة، ومرورا بالمواد الغذائية والأدوات المنزلية، والملابس والمواد الكيماوية .
كما ان هناك فرصة أكبر للسوق الأمريكي علي استيعاب مزيد من صادرات القطن المصري طويل التيلة والمشهور عالميا، بالاضافة إلي المواد المعدنية والصناعات اليدوية، إلي جانب ان مصر دولة جاذبة للسياح الأمريكان بما لديها من كنوز موروثة من الحضارات الفرعونية والمسيحية والعربية، بالاضافة إلي مناخها الممتاز وسمات سياحية أخري وختمت اللجنة خطابها قائلة :
وختاما نحن متأكدون ان الصناعيين ورجال الأعمال والبنوك الأمريكيين يتوقون للتعاون مع مصر لتعزيز العلاقات التجارية وتمهيد الطريق أمام الفرص الجديدة، وكذلك المصريون يتوقون لتوسيع نشاطاتهم الاقتصادية مع الجانب الأمريكي، ومن ثم فالوقت مناسب لاقامة غرفة تجارية أمريكية في مصر لرعاية هذا النشاط الاقتصادي والتجاري المتبادل بين البلدين .
وقد هتفت اللجنة التي اطلقت علي نفسها «اللجنة الراعية» لإنشاء الغرفة 27 عضوا منهم 16 مصريا يمثلون اباء وأصول الاعضاء المؤسسين للغرفة الحالية التي انشئت عام 1982 وعلي رأسهم لطفي منصور والد رئيس الغرفة الحالي محمد منصور، ومنهم ويليام سعيد وأحمد عبود، ومحمود حسان، ومحمود العتال وأحمد عنان، وشلبي ساروفيم، وعبدالعزيز زايد، وسابا حبشي وعبدالله أباظة، ومحمد حماده، وعبدالمجيد الرميلي، ومحمد سيد ياسين، ومكاوي محمد، وحسام العبد، وهو موقع الخطاب باسم سكرتير اللجنة الراعية .