بنوك وشركات في دبي تصنع مليونيرا جديدا كل‮ ‬9‮ ‬أيام

بنوك وشركات في دبي تصنع مليونيرا جديدا كل‮ ‬9‮ ‬أيام
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الخميس, 21 فبراير 08

دبي _ مروان صلاح:
 
»مهتي هيمثاني« طفل هندي عمره 10سنوات كان حتي مطلع شهر فبراير الجاري يعيش مع والديه في شقة  “عادية” بإمارة دبي، وفجأة تغيرت حياته رأسا علي عقب عندما فاز بـ 5 ملايين درهم (1.362 مليون دولار) في سحب لبنك “المشرق”.
 
و”مهتي” هو المليونير رقم 160 منذ أطلق البنك برنامجه الشهير للتوفير “مليونير المشرق” قبل نحو 12 عاما. ولكنه ليس أحدث شخص تهبط عليه الثروة من السماء بدون سابق انذار، فأحدث مليونيرة في الإمارات سيدة مسنة تبلغ من العمر 75 عاما، وفازت يوم الخميس الماضي، بجائزة “المليون درهم” في السحب الشهري لشركة “الصكوك” الوطنية لتنضم لنحو 21 مليونيرا، فازوا بنفس الجائزة خلال أقل من عامين، ولم تكن الإماراتية سهيلة احمد الشيخ سالم، وهي جدة لـ 8 أحفاد تتصور أنها قد تنضم لنادي المليونيرات في هذه السن المتقدمة.
 
إنها “ضربات الحظ” التي تستخدمهما بنوك وشركات الإمارات في اجتذاب مدخرات المواطنين والمقيمين في الدولة التي تشهد فوائض مالية غير مسبوقة، وانتعاش اقتصاديا مدهشا.
 
هذا “البيزنس” يصنع مليونيرا جديدا كل 9 أيام في دبي،  ففي عام 2007 فقط تحول 40 شخصا من المقيمين في الامارات إلي مليونيرات ولم تكن صدفة أن بينهم 18 هنديًّا من نفس جنسية “مهتي” إذ يشكل الهنود أكثر قليلا من نصف عدد سكان الإمارات وكان هناك أيضا 11 محظوظا من المواطنين الإماراتيين، والباقون ينتمون لبقية الجنسيات التي اختارت دبي للإقامة والعمل، وخاصة السعوديين والأردنيين والمصريين واللبنانيين والباكستانيين والفلبينيين والكنديين.
 
و”الحظ” في دبي متاح للجميع صغارا وكبارا، عربا وعجما، والدخول إلي عالمه لا يحتاج الكثير من الأموال، بل يكفي الدخول بـ100  درهم فقط (الدولار يساوي 3.67 دراهم)، لكن عنصر الحظ هو الأهم في هذا البيزنس، فقد يفاجأ حامل صكوك أو شهادات أو قسيمة مشتريات بمكالمة هاتفية أو رسالة نصية قصيرة تخبره بالفوز بمليون درهم أو أكثر، لتنقله من عالم التعاسة والفقر إلي عالم الغني والشهرة، وقد حدث هذا بالفعل مع المئات في دبي عبر السنوات الماضية ولا يزال متواصلا، بل إن بعض الجهات توسعت في سحوباتها وضاعفت ملايينها. 3 جهات أساسية في دبي تنظم هذه السحوبات الشهرية هي بنك المشرق الذي دشن أول سحوبات مليونية تسمي بـ”مليونير المشرق” قبل 12 عاما، وتلته “السوق الحرة” في مطار دبي والتي دشنت سحوباتها قبل 8 سنوات، وكان أحدث المنضمين للقافلة “المليونيرية” هي شركة “الصكوك الوطنية” منذ عامين فقط. وعلي مدي 12 عاما هي عمر برنامج مليونير المشرق، أسهم البرنامج في صنع 160 مليونيرا، تنوعت جنسياتهم وأعمارهم وفئاتهم، ولكن كان الفائز الأكبر هم من يحملون الجنسية الهندية، وهذا ما تكرر مع بقية السحوبات بحكم الأغلبية العددية لهذه الجنسية في الإمارات، وفي العام 2007 فقط أدخل “مليونير المشرق” 16 عميلا لديه في نادي مليونيرات الحظ بينهم 11 هنديًّا وإماراتي واحد وكندي وسوري وباكستاني وصومالي. ويعتبر “مليونير المشرق” برنامجا للادخار، يوفر للعملاء فرصة الدخول في سحب شهري علي جوائز تبلغ قيمتها مليون درهم إماراتي. إضافة إلي فرصة الدخول في سحب سنوي بقيمة 5 ملايين درهم. وتبلغ قيمة الشهادة الواحدة 1000 درهم، ويمكن ترحيلها من شهر إلي آخر، كما يمكن استعادة قيمتها النقدية كاملة دون اقتطاع أي رسوم. وتتم مراقبة سحوبات مليونير المشرق والإشراف عليها من قبل دائرة التنمية الاقتصادية في دبي لضمان شفافية ودقة السحوبات.
 
أما برنامج الصكوك الوطنية، وهو برنامج ادخاري بالأساس أطلقته شركة تحمل الاسم ذاته ، وتمتلك حكومة دبي %5 منها، فيما تذهب الحصة الباقية لشركات وبنوك حكومية من دبي أيضا، فإنه ينظم سحوبات شهرية مفتوحة للمواطنين والمقيمين وغير المقيمين في الدولة ممن تخطت أعمارهم سن السادسة عشرة، وتتوفر الصكوك الوطنية للبيع في الإمارات بقيمة 10 دراهم للصك، علي أن يكون الحد الأدني للشراء 100 درهم.
 
وتقدم شركة الصكوك الوطنية هذه الجوائز الشهرية من أرباح الشركة وليس من أموال المشاركين، وصنعت الشركة علي مدي 22 شهرا 22 مليونيرا من جنسيات مختلفة، شملت الجنسيات الإماراتية والسعودية والمصرية والسورية والعراقية والهندية والباكستانية والفلبينية، ويحلم 450 ألف مشترك في “الصكوك الوطنية” تبلغ استثماراتهم 1.4 مليار درهم بأن يصبحوا مليونيرات بضربة حظ.
 
وفي 15 يناير 2000 طرحت “السوق الحرة في مطار دبي جائزة مليونير الألفية من خلال سحب يجري شهريا لمدة 10 أشهر في العام لحاملي قسائم مشتريات السوق علي جائزة هي الأعلي بين السحوبات الأخري قيمتها مليون دولار. وقد فاز بجوائز المليون دولار منذ بداية البرنامج وحتي 20 ديسمبر الماضي 78 فائزا بينهم 36 هنديا و7 إماراتيين و5 لبنانيين و4 باكستانيين، والباقون يتوزعون علي الجنسيات الأخري. وخلال العام الماضي فقط صنعت السوق الحرة بمطار دبي من خلال هذا السحب 11 مليونيرا بينهم أربعة هنود وإماراتيان اثنان ولبنانيان، بقيمة جوائز تزيد علي 40 مليون درهم، وذلك في وقت بلغت فيه إجمالي مبيعات السوق خلال العام أكثر من 3.17 مليار درهم.
 
الفوز بالجوائز المليونية فتح الباب للفائزين ليصبحوا مليونيرات، وبالتأكيد فإن بعضهم تمكن من شق طريقه فعلا في عالم البيزنس، واستطاع تكوين شركات ولو بالمشاركة مع آخرين، أو أنه أعاد استثمار الجزء الأكبر من الجائزة في شراء شهادات أو صكوك جديدة، والبعض الآخر قد يكون فضل الاستمتاع بانفاق المبلغ كله.
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الخميس, 21 فبراير 08