استطاعت شركة بروكرز لتداول الأوراق المالية أن تتجاوز الاضطرابات الشديدة التى عصفت بالاقتصاد المصرى وسوق المال فى 2012، وتصدرت قائمة شركات السمسرة بالأسكندرية خلال العام الماضى من حيث قيمة التداول لتطير 64 مركزا دفعة واحدة وتستقر فى المركز 44 بقائمة شركات السمسرة بدلا من المركز 108 فى العام السابق، وبلغت قيمة تنفيذات عملاء الشركة 1.381 مليار جنيه مقابل 202.3 مليون جنيه فقط فى سنة المقارنة، وهو ما أهلها للاستحواذ على حصة سوقية قدرها %0.5 مقارنة بـ%0.1 فى 2011.
![]() |
هيثم رشوان |
قال المهندس هيثم رشوان، رئيس مجلس إدارة شركة بروكرز لتداول الأوراق المالية خلال المائدة المستديرة التى عقدتها الشركة، إن «بروكرز» تسعى لإنشاء شركة إدارة محافظ خلال الربع الأول من 2013.
وأوضح أن تحقيق هذا التقدم اعتمد فى الأساس على نشاط فرع القاهرة الى جانب نشاط فرع الإسكندرية الذى استطاع أن يتفوق على شركة بيت الاستثمار لإدارة الأوراق المالية ويقتنص منها مقدمة الشركات العاملة في الإسكندرية بفضل تركيز الشركة على استهداف العملاء والأفراد، مشيرا الى وجود حاجة ضرورية لإنشاء شركة لإدارة المحافظ لتدعم نشاط شركة بروكرز، كما سيتم افتتاح عدة فروع فى الوجهين البحرى والقبلى حيث تستهدف الشركة الوجود فى محافظات الشرقية والدقهلية وطنطا وسوهاج وسيتم إنشاء فرع فى المهندسين حال تحسن أوضاع السوق، إضافة الى المقر الرئيسى من الإسكندرية الى مدينة نصر بالقاهرة.
وقال رشوان إن هدف الشركة فى 2013 هو الاستحواذ على %1 من السوق وستتجه لتضمن لنفسها مقعدا ضمن الـ15 الكبار، فضلا عن استهداف حصة سوقية %2 قبل عام 2015.
وعلى صعيد إدارة المحافظ، كشف رشوان عن استهداف شركته العملاء الجدد الراغبين فى اقتحام سوق المال خاصة فى ظل شح السيولة لدى قدامى المتعاملين بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية التى عصفت بأسواق المال، بجانب إيمان الشركة بضرورة ضخ رؤوس أموال جديدة فى السوق، فضلا عن اعتقادها بالارتفاع النسبى للربحية الناجمة عن تعاملات الأفراد مقارنة بالمؤسسات.
وأشار رشوان الى إعداد الشركة خطة تسويقية وإعلانية سيتم البدء فى تنفيذها خلال الفترة المقبلة لرفع عدد عملاء الشركة، مؤكدا استهداف شركته استقطاب المصريين الأفراد العاملين بالخارج مثل السعودية والكويت من خلال الاستعانة بالعلاقات الطيبة لدى المساهمين العرب فى الشركة.
ويعول رئيس مجلس إدارة الشركة آمالا كبيرة جدا على مساعى إدارة البورصة المحلية للربط مع عدة أسواق بالمنطقة وهو ما سيسهم بشكل مباشر فى رفع أحجام التنفيذات وأعداد المتعاملين على السوق، مستشهدا بالسوق التركية، مطالبا بالربط مع الأسواق الخارجية.
وحول المشكلات المالية التى تواجه شركات السمسرة فى الفترة الراهنة بسبب تراجع أحجام التنفيذات بالسوق بما لا يتناسب مع تكاليفها، قال رشوان إن شركته نجحت فى الإبحار فى تلك الأزمات دون الاعتماد على القروض، فضلا عن سعى شركته لدراسة السبل المتاحة للتوسع بجانب دراسة تملك مواقع فروع الشركة، فى محاولة منها لرفع الأصول المتاحة لديها.
على صعيد آخر، رأى رجاء ذكر الله، العضو المنتدب لشركة بروكرز، مدير عام قسم الأوراق المالية والقروض فى البنك المركزى سابقا، أن البورصة المحلية بحاجة فى الفترة الراهنة الى زيادة تركيزها على جذب أكبر عدد من إصدارات السندات، خاصة فى ظل عدم تخطى قيمة السندات أكثر من %10 من الإصدارات الإجمالية بالقطاع المالى غير المصرفى، مشددا على ضرورة حث الشركات على إصدار سندات بدلا من الاعتماد فقط على سندات الخزانة.
ويرى أن فكرة إصدار الصكوك سيكون لها دور كبير فى انتعاش الاقتصاد خاصة أنها موجهة الى نشاط اقتصادى محدد، بالإضافة الى اتجاه عدد كبير من العملاء والمستثمرين الى التعاملات الإسلامية خاصة مع وجود نظام حكم يميل الى الاتجاه الإسلامى.
ورهن نجاح فكرة الصكوك بمدى التنسيق بين أذرع الدولة المختلفة من وزارة الاستثمار ووزارة التخطيط، بالإضافة الى دورهم فى خلق أنشطة اقتصادية جديدة تجذب مستثمرين جددا.
واتفق مع اعتراض الأزهر الشريف على الصكوك السيادية نظرا لتبعيتها للدولة حيث ستشكل الطرف المصدر للصكوك والمراقب عليها، كما أن الدولة ليست لديها قدرات جيدة فى الإدارة، والدليل على ذلك يتلخص فى الموقف المالى للشركات التابعة للقطاع العام.
وطالب العضو المنتدب بالشركة بضرورة عودة العمل بنظام الشراء والبيع بالجلسة نفسها بجانب تفعيل آلية الاقتراض بغرض البيع، علاوة على تقليص زمن التسوية من أجل تنشيط أحجام وقيم التنفيذات بالسوق.
كما طالب ذكر الله الجهات الممثلة فى إدارات البورصة والهيئة والمقاصة بتخفيض الاشتراكات والرسوم المفروضة على شركات السمسرة والعملاء وهى ما ستكون أكثر جدوى من فكرة القرض أو فكرة إنشاء شركة قابضة لمساعدة شركات السمسرة المتعثرة لأنها ستزيد من أعباء هذه الشركات.
وأشار الى ضرورة اتجاه الهيئة الى عمليات التفتيش بصورة أكبر، خاصة التفتيش المفاجئ على شركات السمسرة وإدارة المحافظ وكذلك ضرورة الاهتمام ببورصة النيل والعمل على زيادة نشاطها وتقويتها نظرا لمشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة كبيرة فى الاقتصاد المصرى.
وحول عملية هيكلة شركة بروكرز، أوضح أحمد الجبالى، عضو مجلس الإدارة، أنه تمت إعادة هيكلة الشركة بصورة كلية وإنشاء مجلس إدارة مكون من 7 أعضاء بينهم رئيس مجلس الإدارة وإنشاء خمسة أقسام جديدة مثل قسم التحليل المالى والفنى وقسم المتابعة وقسم خدمة العملاء وقسم الإدارة المالية وقسم الـIT ، بالإضافة الى تفعيل آلية E -trade بجانب تقديم خدمة الرسائل القصيرة بعد الاتفاق مع شركات الاتصالات الثلاث الموجودة بمصر حتى يكون العميل على اطلاع يومى بالسوق بعد انتهاء الجلسة مباشرة وجميع عمليات السحب والإيداع التى تم تنفيذها بالإضافة الى ملخص شهرى بوضع المحفظة المالية للعميل.
وقال الجبالى إن هدف الشركة فى الفترة الراهنة هو رفع مستوى الجودة بشكل أكبر من التركيز على الربحية، مشددا على عدم لجوء شركته الى تخفيض الرواتب أو تقليص العمالة، خاصة فى ظل سعى الشركة لتشجيع الموظفين على الانتاجية.
يذكر أن 7 من رجال الأعمال وعلى رأسهم رئيس مجلس الإدارة هيثم رشوان استحوذوا على شركة بروكرز لتداول الأوراق المالية بنسبة %100 فى شهر أغسطس من عام 2011.
وأوضح رئيس مجلس الإدارة أن المساهمين السبعة لديهم استثمارات أخرى بقطاع البناء والمواد الغذائية وقطع الغيار وتتم دراسة إنشاء شركة قابضة تضم تلك الاستثمارات بجانب شركة بروكرز للسمسرة، وهو الأمر المرهون بتحسن الأوضاع السياسية و الأقتصادية بالبلاد.