»الفائز أبي« و»أرض الخوف« و»واحد ضد مية«، و»من سيربح المليون« و»فاكر ولا لأ« يطلق عليها برامج »الفورمات« التي اصبحت القنوات الفضائية والارضية تتنافس علي شرائها لتقوم بعمل نسخ مصرية مطابقة لنفس فكرة البرنامج الاصلي، من اجل عرضها بشرط ان يتخذ البرنامج نفس شكله العالمي، وقد ادي ذلك الي طرح تساؤلات حول ما اذا كانت هذه البرامج استطاعت تحقيق الجذب الجماهيري والاعلاني المنتظر للقناة، خاصة في ظل تزايد اهتمام القنوات الشديد بشراء هذه البرامج يوما بعد الآخر.
|
يري خبراء التسويق ان برامج »الفورمات« تتميز بأنها تقدم فكرة جديدة لم تكن موجودة من قبل، لذا تلاقي اقبالا جماهيريا واعلانيا عليها، مشيرين الي ان القنوات اصبحت تخشي المخاطرة بشراء برامج جديدة، لذلك فإنها تشتري هذه البرامج معتمدة علي ما حققته من اقبال جماهيري، وبالتالي فإنها تضمن تحقيق عائد اعلاني منها دون خوف من خوض المخاطرة، وفي نفس الوقت اشاروا الي انه بالرغم من نجاح هذه البرامج في تحقيق المعادلة الصعبة في جذب الجماهير والمعلنين فإن هناك البعض منها فشل ولم يحقق العائد منه.
في البداية اوضح رامي عبدالحميد، المبدع بوكالة »Pro Communication « للدعاية والاعلان، ان برامج »الفورمات« تتميز بانها تعتمد علي افكار ناجحة في بلادها، بالاضافة الي ان الكثير من المصريين قد تابعوها بلغتها الاجنبية، معتبرا ان القنوات تشتري هذه البرامج لانها تضمن نجاحها في جذب المعلنين بنسبة %50 علي الاقل، بالتالي فإنها تبعدها عن المخاطرة في شراء برنامج جديد لا تعلم فرص نجاحه من عدمه، ومن ثم فإن القناة تضمن تحقيق اقبال اعلاني عليها من وراء هذه البرامج.
ولفت عبدالحميد الي ان هناك البعض من البرامج »الفورمات« استطاع ان يحقق اقبالا جماهيريا واعلانيا إلا أن الاستمرار في عرض البرامج لمدة طويلة ينتج عنه اصابة الجمهور بالملل والذي يؤدي بدوره الي ضعف الاقبال الجماهيري والاعلاني عليه ضاربا مثالا ببرنامج من »سيربح المليون«.
ويري »عبدالحميد« ان نجاح هذه البرامج في تحقيق الاقبال الاعلاني يحتاج الي قناة ذات جماهيرية عالية، بالاضافة الي تقديم البرنامج بشكل محترف، فعلي سبيل المثال استطاع برنامج ارض الخوف ان يحقق نجاحا كبيرا لانه تم تقديمه في قناة ذات جماهيرية عالية مما ساعد علي زيادة المعلنين عليها اكثر من السابق.
ويشير »عبدالحميد« الي ان هذه البرامج تحتاج الي تنظيم حملات ترويجية ضخمة قبل عرضها تعتمد علي الاثارة والتشويق لكي تخلق لدي الجمهور فضولا يدفعهم لمشاهدتها عند عرضها بالقناة.
واوضح ان نوعية المعلنين علي مثل هذه البرامج تختلف باختلاف البرنامج، فعلي سبيل المثال يجذب برنامج ارض الخوف اعلانات مشروبات الطاقة والمياه الغازية نحو القناة لان فكرته تصلح لذلك، بينما لم يجذب الاعلانات الموجهة للاطفال لانه لا يتناسب معها.
ويري الدكتور مودي الحكيم، رئيس مجلس ادارة مؤسسة »مودي ميديا هاوس« للخدمات الاعلامية والاعلانية، ان برامج الفورمات تتميز بأنها تعتمد علي افكار لم يتم عرضها من قبل علي الشاشات المصرية، بالاضافة الي انها تتميز بأنها برامج ذات اغراء للمعلنين والجمهور في آن واحد، مما يساعد علي تحقيق القناة للمكاسب المادية.
واضاف »الحكيم« ان شركات الانتاج الاجنبية لديها فريق ابداع متميز خاص بمثل هذه البرامج والذي بدوره يتفنن في طرق تقديم هذه البرامج التي دائما ما تعتمد علي الابهار للجمهور والمعلن، لذلك فإن هذه الشركات تشترط علي القنوات المصرية التي تشتريها القيام بتصميم البرنامج كما هو ولا تحدث فيه اي تغير. كما تشترط عند بيعها هذه البرامج ان تأخذ نسبة من اعلانات هذه البرامج لانها تدرك انها ستحقق عائدا اعلانيا كبيرا.
واشار »الحكيم« الي انه بالرغم من نجاح الكثير من هذه البرامج في مصر لكن البعض منها فشل في تحقيق عائد اعلاني للقناة، لانها كانت برامج غريبة علي المصريين ولم تحسن القناة اختيارها لها.
ويقسم يحيي سامح، نائب المدير العام بوكالة »بروموميديا« للدعاية والاعلان، برامج الفرومات الي عدة انواع كل منها له جمهوره الخاص ومعلنوها الذين يهتمون به مثل الـ»talent show « وهي برامج خاصة باكتشاف المواهب والـ»game show « برامج الألعاب والـ»cooking show « برامج الطهي والـtake show .
ويعتقد »يحيي« ان هذه البرامج تحتاج لكي تحقق اقبالا اعلانيا وجماهيريا الي »التعريب« والتمصير، حيث ان هناك بعض البرامج تم تعريبها دون تمصريها، لذلك فإنها فشلت مثل برنامج »واحد ضد مية« و»الفائز أبي« بالاضافة الي ان هناك برامج تم اختيارها دون دراسة فلم تحقق الاقبال الاعلاني.
ولفت الي ان هذه البرامج تتوجه الي فئات عمرية معينة لذلك فإن المعلنين يختلفون باختلاف الفئة العمرية المقبلة علي البرامج.
ويري شريف الحطيبي، مدير العلاقات العامة بوكالة »TBWA «، ان المصريين يخافون من خوض تجربة شراء برامج جديدة، لذلك لا يعطون فرصة للافكار الجديدة لكي تخرج الي الشاشات، ويقومون بشراء البرامج التي تحقق نجاحا في بلادها، والدليل علي ذلك ان هناك برامج لم تحقق نجاحا في الحصول علي عائد اعلاني مثل »الخاسر الاكبر« الذي حقق نجاحا كبيرا في بلاده لان فكرته لا تتمشي مع الثقافة المصرية.
ويري »الحطيبي« ان اختيار هذه البرامج يحتاج الي دقة ودراسة من قبل القناة لكي تحدد اولا الهدف الاعلاني ونوعية المعلنين وتختار البرنامج الذي يتناسب مع الجمهور الخاص لهؤلاء المعلنين.