شريف عمر:
يدرس صندوق بداية إجراء توسعات جديدة فى بعض الشركات التابعة له، ومنها مركز الشروق للأشعة، وشركة إيجى جلوف للقفازات الطبية، وشركة تصنيع لمبات الإضاءة، بعد زيادة الإقبال على منتجاتها، وسط صعوبة فى تحديد قيم تلك التوسعات لارتباطها بتكلفة استيراد المعدات من الخارج وتقلبات سعر الدولار.
يشار إلى أن صندوق بداية 1 أطلقته الهيئة العامة للاستثمار فى 2013، برأسمال مبدئى 134 مليون جنيه، جمعت منه 67 مليون جنيه كمرحلة أولى، بهدف شراء حصص فى شركات صغيرة ومتوسطة أو المشاركة فى تأسيس أخرى جديدة.
ومن المؤسسات المكتتبة بصندوق بداية، الهيئة العامة للاستثمار، الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى، وبنك الاستثمار القومى، والشركة القابضة للتأمين، ومصر للتأمين.
ودشن الصندوق لدعم قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة كوسيلة غير تقليدية لتوفير التمويل اللازم لنمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وسد الفجوة التمويلية التى يعانى منها القطاع، ويركز فى الاستحواذ على حصص بالشركات التى لا يتجاوز رأسمالها أو صافى قيمة أصولها 50 مليون جنيه، ولا يقل عن 2 مليون.
وقال حسام هيبة، مدير الاستثمار بشركة الأهلى للتنمية والاستثمار، التى تتولى إدارة الصندوق مع شركة القاهرة المالية القابضة، إن شركة لمبات الإضاءة بدأت الإنتاج الفعلى بمصنعها فى العاشر من رمضان منذ فترة، وتحمل المنتجات الاسم التجارى «بداية» وبعد النجاح اللافت فى التوزيع، تفكر إدارة الشركة فى إضافة خط إنتاج جديد مع بداية العام المقبل لتغيطة الزيادة الواضحة فى الطلب على المنتج.
وأوضح أن شركة الإضاءة حصلت فى السابق على قرض بقيمة 13 مليون جنيه من بنك saib بهدف تدبير تمويلات لتغطية توسعات الشركة فى الفترة الماضية، إلا أنها لم تسحب كامل المبلغ حتى الآن، ومن المخطط الاعتماد على القرض فى تدبير النسبة الأكبر من التوسعات، والتى تشمل إستيراد خط الإنتاج.
وكان «بداية» قد أعلن خلال العام الماضى عن تأسيس شركة «بداية لأنظمة الإضاءة»، برأسمال 35 مليون جنيه؛ بهدف إنشاء مصنع لإنتاج لمبات الإضاءة الموفرة للطاقة، كما تم الدخول فى شراكة مع أحد رجال الأعمال المصريين لإنشاء المصنع، وتبلغ مساهمة بداية %49 من رأسمال الشركة.
وأكد هيبة أن إدارة الصندوق تدرس جدياً التوسع فى نشاط الشركة المصرية للقفازات الطبية «ايجى جلف»، عبر إضافة خط إنتاج جديد لتصنيع القفازات الطبية المستخدمة فى المعامل، بعد نجاح الشركة فى تحقيق حصة سوقية جيدة من مبيعات القفازات الطبية الجراحية منذ بدء الإنتاج الفعلى عام 2014.
وكان «بداية» قد أعلن عن تنفيذ أول صفقة للاستثمار فى الشركات خلال الربع الأخير من 2013، والتى تمثلت فى المشاركة بتأسيس مصنع قفازات طبية، ويقع المصنع بمدينة 6 أكتوبر على مساحة 8753 مترًا مربعًا، ويعد أول مصنع للقفازات الطبية المستخدمة فى العمليات الجراحية والمعامل بمصر، باستثمارات إجمالية 20 مليون جنيه.
وكان أحمد والى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة المصرية لصناعة القفازات «إيجى جلوف»، قد قال سابقًا لـ«المال»، إن شركته تدرس الطرح بالبورصة، وذلك ضمن خطط الشركة لزيادة الإنتاج وقاعدتها التمويلية.
وعاد هيبة ليوضح أن نسبة مساهمة بداية فى «ايجى جلوف» تقارب %53، ويبلغ رأسمالها 22 مليون جنيه، وتعد دراسة جدوى حالية لزيادة رأسمالها من خلال دخول مساهمين جدد لتغطية التوسعات المستقبلية، ولكنه رفض الإفصاح عن القيمة المتوقعة لزيادة رأس المال.
ولفت هيبة إلى أن العملية الإنتاجية فى إيجى جلوف تأثرت جراء ارتفاع التكاليف لاعتمادها فى استيراد النسبة الكبرى من المواد الخام، إلا أن الشركة لجأت لزيادة أسعار البيع لمواجهة ارتفاع التكاليف والمصروفات.
وتطرق إلى مساهمة بداية فى مركز الشروق للأشعة، والتى وصفها بالناجحة، إذ نجحت فى الوصول بعدد الفروع إلى 5 بالسوق المحلية، وهناك خطة لإضافة فرعين جديدين خلال العام الحالى.
وفى أغسطس 2014 أعلن الصندوق عن استحواذه على %35 من رأسمال مركز الشروق للأشعة، مقابل 8 ملايين جنيه، وكان المركز يملك فرعين بمنطقتى فيصل والهرم.
وأشار هيبة إلى أن الصندوق ركز على تطوير الخدمات الطبية المقدمة فى فروع الشروق لضمان تحسن الخدمة، بجانب الانتشار الجغرافى قدر الإمكان، لافتاً إلى استمرار الأعمال الإنشائية بفرع المركز بمدينة 6 أكتوبر، الذى تـأخر افتتاحه بسبب الأوضاع التى تشهدها البلاد، والتقلبات المستمرة فى أسعار توريد الآلات والمعدات ومواد البناء والتشييد، وهو ما دفع إدارة الشركة للتمهل فى افتتاح الفرع المنتظر.
كما نوه باستثمارات بداية فى شركة نبضة كير الطبية، والتى أصدرت مؤخراً تطبيقاً إلكترونيا تحت مسمى «بلسمى» لمساعدة المرضى فى الوصول إلى الأطباء فى المناطق السكانية المحيطة بهم، وهو تطبيق أشبه لتطبيقات أوبر وكريم المستخدمة فى التوصيل.
وأكد أن نبضة كير تخطط بقوة لاختراق السوقين الإنجليزية والسعودية خلال العام الحالى، من خلال إطلاق تطبيقات إلكترونية.
وخلال عام 2015، أعلنت بداية الاستحواذ على %20 من شركة نبضة كير فى صفقةٍ قيمتها 7.6 مليون جنيه، وتعمل الشركة بمجالات تطبيقات خدمات المرضى ومساعدتهم، أصدرت تطبيقين أحدهما التطبيق الصحى الشامل للموبايل، أما الثانى فعبارة عن منظومة كاملة للعلاج النفسى للأطفال والمراهقين بمساعدة البيئة المحيطة بهم.
وأشار إلى أن إدارة الصندوق ما زالت تفاضل بين عدد من الفرص الاستثمارية المتاحة فى السوق المحلية للاستحواذ على حصة بأى منها، وذلك لتوظيف سيولة تقارب 13 مليون جنيه متوافرة بالصندوق، متوقعاً إجراء صفقة قبل نهاية العام الحالى.
وعلى صعيد آخر، أكد هيبة عدم موافقة المساهمين على إجراء عملية زيادة رأسمال الصندوق خلال الفترة الحالية لتصل إلى 134 مليون جنيه، بسبب التحديات التى يواجهها الاقتصاد، بجانب طبيعة الاستثمار فى الشركات الصغيرة والمتوسطة والتى تتطلب وقتاً للحصول على عائد، كما أنها الأكثر تأثراً بأى تقلبات فجائية فى أسعار الصرف أو معدلات التضخم.
وكان هيبة قد كشف فى حوار سابق مع «المال»، عن سعى إدارة «بداية»، لزيادة رأسمال الصندوق خلال 2016، إلى 134 مليون جنيه خلال 2016 وهو ما أكده علاء عمر، الرئيس الأسبق للهيئة العامة للاستثمار فى التوقيت نفسه.
وأكد هيبة أن الصندوق لا يفكر حاليا فى التخارج من الاستثمارات التابعة، ويركز على علميات التطوير وإضافة خطوط إنتاج جديدة، وإن كان لم يغلق الباب تماماً قائلاً فى حالة الحصول على عرض مناسب للتخارج ويحقق العوائد المطلوبة، فسيبدأ الصندوق فى التفكير.
وكان هيبة قد كشف لـ«المال» سابقاً عن تخارج «بداية» من شركة مودرن فاملى فود عبر بيع حصته البالغة %70 لصالح إحدى الشركات المحلية العاملة بالصناعات الغذائية فى صفقة بلغت قيمتها 8.4 مليون جنيه، مبرراً تلك الخطوة باختلاف الرؤى الاستثمارية بين القائمين على إدارة الشركة والصندوق.
وتعمل «مودرن فاملى» بصناعة الوجبات نصف الجاهزة، وتحمل منتجاتها العلامة التجارية «مفيد».