حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن هجوما إلكترونيا كبيرا على بلاده قد يؤدي إلى “حرب حقيقية” مع قوة كبرى، في تصريحات تلقى الضوء على ما تعتبرها الولايات المتحدة تهديدات متنامية من جانب موسكو وبكين.
وذكرت وكالة رويترز أن الأمن الإلكتروني تصدر جدول أعمال إدارة بايدن بعد سلسلة من الهجمات البارزة على كيانات.
ومن بين هذه الكيانات: شركة (سولارويندز) لإدارة الشبكات، وشركة (كولونيال بايبلاين) لخطوط أنابيب الوقود، وشركة (جيه.بي.إس) لمعالجة اللحوم.
الهجمات تلحق ضررا كبيرا بالولايات المتحدة
حيث ألحقت الهجمات ضررا كبيرا بالولايات المتحدة، كما أثرت على إمدادات الوقود والغذاء في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة.
وقال بايدن في خطاب أمس الثلاثاء إنه يعتقد أنه إذا نشبت “حرب حقيقية مع قوى كبرى” فسيكون ذلك على الأرجح “نتيجة لاختراق إلكتروني له عواقب وخيمة”.
نحو 200 شركة أمريكية تم اختراقها إلكترونيا
وفى أوائل الشهر الجارى، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ” بى بى سى” أن نحو 200 شركة أمريكية تعرضت لهجوم إلكتروني “موسع” ببرمجيات الفدية الخبيثة، وفقا لإحدى مؤسسات الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة.
وقالت شركة هانتريس لابس إن هذا الهجوم استهدف شركة تكنولوجيا المعلومات كاسيا في ولاية فلوريدا قبل أن ينتشر بين الشبكات المؤسسية التي تستخدم برمجيات الشركة.
وذكرت كاسيا، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أنها تحقق في “هجوم محتمل” على نظمها الإلكترونية.
مؤسسة هانتريس لابس لأمن الإنترنت ترجح أن جماعة “ريفيل” المرتبطة بروسيا وفيروس الفدية وراء الهجمات
ورجحت مؤسسة هانتريس لابس لأمن الإنترنت أن جماعة “ريفيل” المرتبطة بروسيا وفيروس الفدية الذي تطوره قد تكون وراء هذا الهجوم.
وأكدت الوكالة الأمريكية للأمن الإلكتروني والبنية التحتية، وهي وكالة فيدرالية، في بيان نشرته في هذا الشأن أنها تتخذ إجراءات للتعامل مع هذا الهجوم.
واكتشف الهجوم الإلكتروني ظهيرة الجمعة بينما تستعد الشركات في الولايات المتحدة لعطلة نهاية أسبوع طويلة تمتد إلى الإثنين للاحتفال بيوم الاستقلال.
ورجحت “كاسيا” أن أحد تطبيقاتها المشغلة للخوادم الإلكترونية، وأجهزة كمبيوتر سطح المكتب، وأدوات الشبكات في الشركات، ربما يكون تعرض لاختراق إلكتروني.
وحضت الشركة الأمريكية عملاءها الذين يستخدمون أدوات “VSA ” التي تطورها على أن إغلاق خوادمهم فورا.
وقالت كاسيا، في البيان المنشور على موقعها إن “عددا قليلا” من الشركات تأثر بالهجوم، لكن مؤسسة هانتريس لابس قدرت عدد الشركات التي طالها الهجوم الإلكتروني الموسع بحوالي 200 شركة.
ولم تذكر كاسيا أسماء أي من الشركات التي تأثرت بالهجمات، كما رفض مندوب الشركة الذي تواصلت معه “بي بي سي” الإفصاح عن تفاصيل في هذا الشأن.
وذكر موقع الشركة إن “كاسيا” موجودة في عشر دول ولديها أكثر من 10000 عميل.
وقال جون هاموند، كبير باحثي الأمن الإلكتروني لدى مؤسسة هانتريس لابس، في رسالة بريد إلكتروني بعث بها إلى وكالة أنباء رويترز: “إنه هجوم هائل ومدمر لسلسلة العرض”.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي في قمة انعقدت في جنيف أنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بإنه يتحمل مسئولية وقف مثل هذه الهجمات الإلكترونية.
بايدن يسلم الرئيس بوتين قائمة تتضمن 16 قطاعا حيويا ينبغي ألا تتعرض لهجمات إلكترونية
وأضاف بايدن أنه سلم الرئيس بوتين قائمة تتضمن 16 قطاعا حيويا للبُنى التحتية، تمتد من الطاقة إلى المياه، ينبغي ألا تتعرض لهجمات إلكترونية.
وتُعد جماعة ريفيل – المعروفة أيضا باسم سودينوكيبي – من أكبر جماعات الجريمة الإلكترونية وأكثرها تحقيقا للأرباح على مستوى العالم.
واتهمها مكتب التحقيقات الفيدرالي هذه الجمعة بأنها نفذت هجوما إلكترونيا في الولايات المتحدة في مايو الماضي، والذي تسبب في حالة من الشلل في عمليات شركة” جي بي إس”، أكبر موردي اللحوم في العالم.
وتهدد تلك الجماعة، أحيانا، بنشر مستندات مسروقة على موقعها الإلكتروني “Happy Blog” إذا لم تستجب الضحية لمطالبها.
كما ربطت تقارير بين اسم ريفيل وعشرات الهجمات الإلكترونية المنظمة التي تعرضت لها أجهزة حكومية محلية في ولاية تكساس الأمريكية في 2019.