يواجه التحليل بنوعيه المالي والفني، تحدياً في الوقت الراهن، أمام الانهيارات العنيفة التي أصابت البورصة علي مدار الجلستين الماضيتين، ودفعها للهبوط بنحو %16.51 بضغط من المظاهرات الاحتجاجية التي انتشرت في محافظات متفرقة منذ الثلاثاء الماضي.
|
إيهاب السعيد |
وألقي الوضع السابق الضوء علي مدي إمكانية الاعتماد علي التحليلين الفني والمالي من عدمه، في ظل ارتباط الهبوط العنيف للبورصة بعوامل سياسية بحتة دون أن تمتد إلي خلل اقتصادي أو مرور الأسهم بحركة تصحيحية.
وانقسم المحللون الفنيون والماليون، إلي فريقين حول دورهم الحالي في إعطاء توصيات للمتعاملين، حيث أكد الفريق الأول افتقاد المحللين القدرة علي التوقع باتجاه السوق بصفة عامة أو الأسهم بصفة خاصة وإعطاء أي توصيات حالياً لأن الأمر يتوقف برمته علي توقف المظاهرات، وموقف الحكومة من مطالب المتظاهرين.
وأوصي الخبراء بضرورة الاحتفاظ بالأسهم، لأنها تجاوزت نقاط وقف الخسائر بسرعة شديدة، مما يتطلب التوقف عن الاتجاه البيعي، حتي في ظل وجود توقعات بمواصلة الأسهم رحلتها الهبوطية، علي خلفية استمرار المظاهرات، لأنه من الصعب التخارج بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها المتعاملون حتي الآن، علاوة علي وجود فرص تعويض هذه الخسائر نسبياً مع تجميد المظاهرات الاحتجاجية وإعلان الحكومة عن موقفها من المطالب التي ينادي بها المتظاهرون.
ويري الفريق الآخر أن المتعاملين ما زالوا يعتمدون علي توصيات المحللين، في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية لتحديد نقاط وقف الخسائر، وموعد اتخاذ قرار البيع أو الشراء وفقاً لاستراتيجية كل مستثمري علي حدة.
في البداية أكد إيهاب السعيد، رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول، أن التحليل الفني افتقد القدرة علي إبداء أي توقعات حالياً باتجاه السوق أو توصيات محددة للمتعاملين سواء علي صعيد السوق أو أسهم بعينها، حيث يتوقف الأمر برمته علي توقيت توقف المظاهرات الاحتجاجية المنتشرة في عدة محافظات، وإعلان الحكومة عن موقفها من مطالب المتظاهرين والقرارات المرتقب اتخاذها.
وأضاف »السعيد« أن الأسهم كسرت نقاط الدعم بصورة سريعة للغاية بما يتعارض مع إمكانية إعطاء أي توصيات للمتعاملين، خاصة في ظل فشل الشريحة الكبري من الأسهم في إيقاف الخسائر عند المستويات المحددة سابقاً، بسبب سرعة الهبوط.
واعتبر رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول أن فشل المتعاملين في الخروج، عند نقاط وقف الخسائر يفرض عدم الاندفاع نحو البيع والخروج من السوق حالياً، في ظل خسائر تصل إلي %50 من المحفظة الاستثمارية لبعض المتعاملين، مما يجعل مسألة التخارج صعبة للغاية.
وأكد أهمية الاحتفاظ بالأسهم حالياً حتي في ظل وجول توقعات بمواصلة الأسهم رحلتها الهبوطية، علي خلفية استمرار المظاهرات، لأنه من الصعب التخارج بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها المتعاملون حتي الآن، علاوة علي وجود فرص تعويض هذه الخسائر نسبياً مع تجميد المظاهرات الاحتجاجية وإعلان الحكومة عن موقفها من المطالب التي ينادي بها المتظاهرون.
وفي سياق متصل اعتبر مهاب عجينة، رئيس قسم التحليل الفني ببنك الاستثمار بلتون، أنه لا يوجد دور للتحليل الفني بالسوق في الوقت الحالي، نظراً لارتباط الأمر بأحداث سياسية بحتة، لا علاقة لها بالبورصة سواء علي صعيد أداء الأسهم أو الشركات أو الأداء الاقتصادي.
ونفي »عجينة« وجود آلية محددة للتعامل مع السوق حالياً، حيث يفتقد المحلل الفني القدرة علي تكوين رؤية حول اتجاه السوق سواء فيما يتعلق بتحديد نقاط إيقاف الخسائر أو إعطاء توصية للبيع، لأن الشارع المصري من الممكن أن يستعيد هدوءه مرة أخري في أي لحظة.
وأضاف أن الأمر نفسه ينطبق علي عدم إمكانية إعطاء توصية بالشراء لاستغلال الفرص الاستثمارية الجيدة بالسوق، أو الاحتفاظ بالأسهم، بسبب احتمالية مواصلة الأسهم موجة الهبوط الحاد.
ومن جانب آخر قال محمد يونس، رئيس قسم التحليل الفني بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، إن الاتجاه البيعي العنيف للمستثمرين بالبورصة في الفترة الراهنة، لا يعتبر دليلاً علي عدم اهتمامهم بتوصيات المحللين الفنيين والماليين، مؤكداً مواصلة المستثمرين اعتمادهم علي توصيات المحللين في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.
وتوقع »يونس« أن تجذب الأسهم التي ستشهد توزيعات مرتقبة خلال هذه الفترة للمستثمرين، كوسيلة لإنعاش وجذب الاستثمارات المختلفة داخل البورصة، ونصح المستمثرين طويلي الأجل بالاحتفاظ بالأسهم الموجودة بمحافظهم، نظراً لكونها الطريقة المثلي للحفاظ علي الاستثمارات في ظل التقلبات الحالية التي تشهدها بالبورصة علي خلفية التوترات التي يعيشها الشارع المصري.
وفي الوقت ذاته أوصي المستثمرون قصيرو الأجل بالتخارج من السوق حالياً، بسبب تجاوز الخسائر الحالية نقاط وقف الخسائر، بالنسبة لهذه الشريحة من المستثمرين.
وعل صعيد متصل رأي عبدالرحمن لبيب، رئيس قسم التحليل الفني بشركة الأهرام لتداول الأوراق المالية، أن اضطراب السوق لم يفقد المحللين الفنيين دورهم، حيث ما زالوا يعطون التوصيات للمتعاملين وفقاً للاستراتيجية الاستثمارية لكل منهم.
واستبعد »لبيب« أن تلعب كوبونات توزيع الأرباح دوراً فعالاً في جذب المستثمرين لتكثيف الشراء في هذه الشريحة من الأسهم لتعويض الخسائر التي أصابتهم علي مدار الجلستين الماضيتين، وذلك بسبب مواصلة الخسائر بصورة يومية بأحجام كبيرة مما يثير المخاوف بشأن استمراريتها.
من جانب التحليل المالي، أكد عمرو الألفي، رئيس مجموعة البحوث بمجموعة سي آي كابيتال، أن التداول في سوق المالي يسير حالياً بعيداً عن توصيات التحليل المالي الذي يفقد دوره حالياً تمشياً مع فقدان التحليل الفني دوره هو الآخر، نظراً لأن الأمر يتعلق بأحداث خارجية عن البورصة تتعلق بمخاطر سياسية، بعيداً عن الأداء المالي للشركات أو الأسهم.
وأشار إلي أن أقسام البحوث ستبدأ في التفاعل مع التقلبات السريعة في أسعار الأسهم، من خلال الإعلان عن زيادة انخفاض الأسهم بقوة عن قيمتها العادلة مما سيؤدي إلي رفع العائد المستهدف في المستقبل القريب، وذلك من خلال مقارنة الأسعار قبل اندلاع المظاهرات مع الأسعار الحالية وعلي أساسها سيرتفع العائد المستهدف مقابل زيادة معدل المخاطرة السياسية.
وتوقع »الألفي« اتجاه بنوك الاستثمار، إلي تخفيض القيم العادلة لأسهم الشركات المتداولة بدفاع من زيادة تأثير المخاطر السياسية علي نمو القطاعات المختلفة وحجم الاستثمارات المتدفقة إليها، علاوة علي تراجع سعر صرف الجنيه، مقابل الدولار، مما سيقلل من قيمة استثماراتهم عند التخارج، إلا أنه أكد أن هذه التخفيضات المتوقعة ستقل كثيراً عن مستوي الانخفاض في القيم السوقية للأسهم.
وأوضح رئيس مجموعة البحوث بـ»سي آي كابيتال« أن آليات التعامل مع السوق المضطربة حالياً تتطلب الثبات، وعدم استئناف المبيعات العنيفة، نظراً لكبر حجم الخسائر، التي أصابت المتعاملين، خلال الجلستين الماضيتين، لافتاً إلي أن المتعاملين الحاليين هم المستثمرون طويلو الأجل.
واعتبر أن الأسعار الحالية تمثل فرصاً استثمارية مغرية للغاية للراغبين في الاستثمار في البورصة حالياً، حيث يمكن شراء الأسهم علي عدة جلسات، للتحوط ضد استمرار مسلسل الهبوط الحاد، تزامناً مع تواصل المظاهرات الاحتجاجية في الشوارع.