كتبت – هبة الشرقاوي:
حتي الإبداع الأدبي يحتاج للتسويق والترويج! هذا هو الشعار الذي ترفعه مجموعة من الكيانات الجديدة التي ظهرت مؤخراً علي الساحة الثقافية تحت اسم الوكالات الأدبية، هدف هذه الوكالات المعلن هو صناعة النجم الأدبي موظفة من أجل تحقيق ذلك أحدث التقنيات الحديثة مثل البريد الالكتروني E-mail ورسائل SMS والبوسترات.. إلخ.. ظهور هذه الوكالات أثار ردود أفعال متباينة في الأوساط الأدبية، فالبعض رأي فيها خدمة مهمة للمبدعين تتيح لهم فرصة الوصول للجمهور دون الإخلال باحتياجهم للتفرغ لإبداعاتهم، والبعض الآخر رأي فيها فرصة سانحة لأنصاف المبدعين لتصدر الساحة، وشكلاً من أشكال استغلال المبدع مادياً من قبل الوكالات.
قبل أيام من صدور رواية »نون« للروائية سحر الموجي فوجئ الكثيرون ببوسترات للرواية توضع في أكثر من مكان: معارض تشكيلية، قاعات ثقافية، جامعات بالإضافة إلي عدد من المطاعم والمقاهي.. لم يقتصر الأمر علي ذلك بل انطلق سيل جارف من الرسائل الالكترونية والدعاية عبر أجهزة المحمول وكانت النتيجة مفاجئة بالنسبة لسحر الموجي التي ذهبت لشراء مجموعة من الأعداد لتهديها لأصدقائها يوم صدور الرواية فلم تجد سوي أربع نسخ فقط.
تجربة سحر الموجي جعلتها تعرب عن سعادتها بوجود هذه الوكالات بمصر، فهي تتيح للمبدع أن يتفرغ لعمله الإبداعي فقط، كما أعربت عن دهشتها لما حدث، فهي لم تكن تتوقع تلك النتيجة، خاصة بسبب طبيعة روايتها التي تحتاج إلي قارئ خاص، وتستطرد الموجي مشددة علي أن الكتاب أصبح سلعة يجب الترويج لها، وأن نجاح وصول روايتها لجمهور في العشرينيات وكم التوزيع لهما دليل علي نجاح التجربة، ونفت أن تكون هذه الوكالات تهدف للترويج لأنصاف الموهوبين.
وعلي الجانب الآخر أكد الروائي محمد جبريل اختلافه في الرأي مع سحر الموجي، مبديا تحفظه علي هذه الوكالات، فهو يري أن الأدب يختلف عن السينما، ونجومه لهم خصوصية، ويقول: إن كنا نعاني كمبدعين من مشاكل الوسط الثقافي، ونري أهمية الترويج للعمل الأدبي من خلال الكتابة عنه والنقد والندوات وما إلي ذلك، فليس معني ذلك أن نترك مثل هذه الوكالات تصنعنا بطريقتها وتروج لنا كما يريد الجمهور مما يقدم المبدع بصورة استهلاكية وكأنه نجم سينما، ويضيف هناك مخاوف من أن تسيء هذه الوكالات استخدام المبدعين وتصبح أداة لكل من هب ودب ليصبح مبدعاً بأمواله، فكل من يدفع تكلفة الدعاية يصبح له وجود علي الساحة، من يملك يكون له الحق في الوصول إلي القارئ بينما يظل المبدع الفقير محروماً من ذلك.
بينما يوضح سعيد شعيب أحد مؤسسي وكالة 11 – 15 (وهو تاريخ بدء نشاطها) التي روجت رواية نون للموجي أن تأسيس هذه النوعية من الوكالات كان صعباً خاصة في ظل ظروف سوق النشر والتوزيع، وكان هناك تحدي كبير لإنجاح التجربة، وتحت دراسة التجارب التسويقية لدي عدد من دور النشر الأجنبية، واستفدنا من أدباء مصريين لهم خبرة في تسويق أعمالهم.. وأعددنا في النهاية تصوراً عاماً لفكرة التسويق.
ويشير إلي أن أكثر ما أثار الجدل في الوسط الثقافي أثناء الترويج لرواية نون هو البوستر الذي قوبل بآراء متباينة فقد ظهرت فيه صورة لامرأة عارية الظهر، كان البوستر يتسم بالجرأة، لكن بالرغم من استغراب الكثيرين فإنه جذب الانتباه للوكالة وهذا ما نجحنا به، ويقول قدمنا دعاية للنص وليس للمبدع ولم نستخدم الابتذال، ولكن فقط كان هدفنا إحداث صدمة للجمهور للوصول له.
ويتحفظ شعيب علي لفظ وكالة أدبية ويؤكد أن الوكالة هي وكالة للكتاب بمختلف أنواعه وأن الفترة القادمة ستشهد تزايداً في أعداد هذه الوكالات مما سيتيح فرصاً كبري للمبدعين للوصول لجمهورهم الذي طالما فشلوا في الوصول له.
ويؤكد خالد عباس مؤسس وكالة سفنكس أن الوكالة الأدبية خاصة في الدول الأجنبية، كما تسعي لحفظ حقوق المؤلف لدي دور النشر العربية أو الأجنبية.. فنحن نمثل المؤلف المصري أمام جميع الجهات، ونتفاوض نيابة عنه، ونتابع كشوف المبيعات لتحصيل نسبته، وقد وجد ذلك قبولاً من المبدعين.. فالمبدع عادة ما يخجل من أن يطالب بحقوقه المادية، لذلك لابد أن تتولاها عنه جهة لا تخجل، ويتفرغ هو لإبداعه.. ومنذ عام تقريباً بدأت الوكالة في العمل في التوزيع وفقاً لنفس المنهج، وحققت نجاحات ملحوظة جعلت الكتب تصل للقارئ بشكل أفضل.. وقد تعاقدت الوكالة بالفعل مع عدد من الأدباء مثل جمال الغيطاني وسمية رمضان والفنان بهجوري ومحمد عبدالسلام العمري، وغيرهم.
أما الناشر محمد هاشم فلم ير في هذه الوكالات سوي أكذوبة ستؤدي إلي ضياع حقوق الناشرين والكتاب معاً، فمن ناحية تسعي هذه الوكالات إلي احتكار المبدع وأعماله لسنوات طويلة، وليس صحيحاً أنها تزيد من أعداد التوزيع لأن سوق النشر والقراءة محدودة خاصة بمصر، كما أن صاحب الوكالة يشترط نسبة من المؤلف والناشر عن التوزيع وهذه القسمة ليست منصفة، كما أنها تقوم باختيار اسماء كبيرة شهرتها تسبقها أو يتعاملون مع من يدفع أكثر وبالتالي فهي بدعة سيئة لسوق النشر ولن أتعامل معها كما أن كثيراً من الأسماء الكبيرة من الأدباء والناشرين يرفضون التعامل معها لأنهم يرفضون الاحتكار.
ويلفت الشاعر شوقي حجاب النظر إلي أن هذه الوكالات أصبحت ضرورة حتمية لا يجب الاستغناء عنها لمواكبة العصر وأنه يجب تقبلها كما هي بمميزاتها وسلبياتها، لأنها لا تختلف عن السوق الآن.. مشيراً إلي أن التحفظ الرئيسي علي هذه الوكالات يكمن في جهل المثقفين الكبار بوسائل التكنولوجيا ومقاطعتهم لها ورفضها وأن هذا العداء غير مجد فيجب أن يتحرك المثقفون لمواكبة العصر معتبراً أن من اعترض علي بوستر سحر الموجي لم يفهمه لأن هذا البوستر يروج لرواية وليس لسحر نفسها وبالتالي ليس هناك أي ابتذال أو اساءة لقيمتها كروائية.
وبرغم موافقة وتأييد سلوي بكر للفكرة ورؤيتها بأنها فكرة ليست بجديدة وموجودة علي مستوي العالم فإنها اعترضت علي الوكالات التي أنشئت بمصر نظراً لافتقارها للخبرات التسويقية، وكذلك عدم وجود قراء حقيقين، فأحوال الثقافة متعثرة في مصر ودور الوكالات تحكمه عوامل كثيرة، وبالرغم أن بكر قد تعاملت بالفعل مع وكالات عديدة فإنها تري أنه لم يعد عليها بأي مردود حقيقي كما أنها أكدت عدم ممانعتها لفكرة احتكار المبدعين أو الترويج لهم بأساليب الترويج لنجوم السينما، بل أنها تري أنها ميزة حميدة وتتمني تحقيقها مؤكدة أن المثقف المصري لا يجد من يرعاه فعلياً، ولكنها أكدت أن الدعاية التي تستخدمها بعض هذه الوكالات كاذبة وضعيفة لأن من يديرونها ليس لديهم خبرة بالتسويق ولا النشر ولا الابداع ويكفي أنهم حين يترجمون رواية ينسخون منها 200 نسخة وهو عدد هزيل ومضحك مقارنة بسوق النشر الأجنبية التي توزع الملايين!
حتي الإبداع الأدبي يحتاج للتسويق والترويج! هذا هو الشعار الذي ترفعه مجموعة من الكيانات الجديدة التي ظهرت مؤخراً علي الساحة الثقافية تحت اسم الوكالات الأدبية، هدف هذه الوكالات المعلن هو صناعة النجم الأدبي موظفة من أجل تحقيق ذلك أحدث التقنيات الحديثة مثل البريد الالكتروني E-mail ورسائل SMS والبوسترات.. إلخ.. ظهور هذه الوكالات أثار ردود أفعال متباينة في الأوساط الأدبية، فالبعض رأي فيها خدمة مهمة للمبدعين تتيح لهم فرصة الوصول للجمهور دون الإخلال باحتياجهم للتفرغ لإبداعاتهم، والبعض الآخر رأي فيها فرصة سانحة لأنصاف المبدعين لتصدر الساحة، وشكلاً من أشكال استغلال المبدع مادياً من قبل الوكالات.
قبل أيام من صدور رواية »نون« للروائية سحر الموجي فوجئ الكثيرون ببوسترات للرواية توضع في أكثر من مكان: معارض تشكيلية، قاعات ثقافية، جامعات بالإضافة إلي عدد من المطاعم والمقاهي.. لم يقتصر الأمر علي ذلك بل انطلق سيل جارف من الرسائل الالكترونية والدعاية عبر أجهزة المحمول وكانت النتيجة مفاجئة بالنسبة لسحر الموجي التي ذهبت لشراء مجموعة من الأعداد لتهديها لأصدقائها يوم صدور الرواية فلم تجد سوي أربع نسخ فقط.
تجربة سحر الموجي جعلتها تعرب عن سعادتها بوجود هذه الوكالات بمصر، فهي تتيح للمبدع أن يتفرغ لعمله الإبداعي فقط، كما أعربت عن دهشتها لما حدث، فهي لم تكن تتوقع تلك النتيجة، خاصة بسبب طبيعة روايتها التي تحتاج إلي قارئ خاص، وتستطرد الموجي مشددة علي أن الكتاب أصبح سلعة يجب الترويج لها، وأن نجاح وصول روايتها لجمهور في العشرينيات وكم التوزيع لهما دليل علي نجاح التجربة، ونفت أن تكون هذه الوكالات تهدف للترويج لأنصاف الموهوبين.
وعلي الجانب الآخر أكد الروائي محمد جبريل اختلافه في الرأي مع سحر الموجي، مبديا تحفظه علي هذه الوكالات، فهو يري أن الأدب يختلف عن السينما، ونجومه لهم خصوصية، ويقول: إن كنا نعاني كمبدعين من مشاكل الوسط الثقافي، ونري أهمية الترويج للعمل الأدبي من خلال الكتابة عنه والنقد والندوات وما إلي ذلك، فليس معني ذلك أن نترك مثل هذه الوكالات تصنعنا بطريقتها وتروج لنا كما يريد الجمهور مما يقدم المبدع بصورة استهلاكية وكأنه نجم سينما، ويضيف هناك مخاوف من أن تسيء هذه الوكالات استخدام المبدعين وتصبح أداة لكل من هب ودب ليصبح مبدعاً بأمواله، فكل من يدفع تكلفة الدعاية يصبح له وجود علي الساحة، من يملك يكون له الحق في الوصول إلي القارئ بينما يظل المبدع الفقير محروماً من ذلك.
بينما يوضح سعيد شعيب أحد مؤسسي وكالة 11 – 15 (وهو تاريخ بدء نشاطها) التي روجت رواية نون للموجي أن تأسيس هذه النوعية من الوكالات كان صعباً خاصة في ظل ظروف سوق النشر والتوزيع، وكان هناك تحدي كبير لإنجاح التجربة، وتحت دراسة التجارب التسويقية لدي عدد من دور النشر الأجنبية، واستفدنا من أدباء مصريين لهم خبرة في تسويق أعمالهم.. وأعددنا في النهاية تصوراً عاماً لفكرة التسويق.
ويشير إلي أن أكثر ما أثار الجدل في الوسط الثقافي أثناء الترويج لرواية نون هو البوستر الذي قوبل بآراء متباينة فقد ظهرت فيه صورة لامرأة عارية الظهر، كان البوستر يتسم بالجرأة، لكن بالرغم من استغراب الكثيرين فإنه جذب الانتباه للوكالة وهذا ما نجحنا به، ويقول قدمنا دعاية للنص وليس للمبدع ولم نستخدم الابتذال، ولكن فقط كان هدفنا إحداث صدمة للجمهور للوصول له.
ويتحفظ شعيب علي لفظ وكالة أدبية ويؤكد أن الوكالة هي وكالة للكتاب بمختلف أنواعه وأن الفترة القادمة ستشهد تزايداً في أعداد هذه الوكالات مما سيتيح فرصاً كبري للمبدعين للوصول لجمهورهم الذي طالما فشلوا في الوصول له.
ويؤكد خالد عباس مؤسس وكالة سفنكس أن الوكالة الأدبية خاصة في الدول الأجنبية، كما تسعي لحفظ حقوق المؤلف لدي دور النشر العربية أو الأجنبية.. فنحن نمثل المؤلف المصري أمام جميع الجهات، ونتفاوض نيابة عنه، ونتابع كشوف المبيعات لتحصيل نسبته، وقد وجد ذلك قبولاً من المبدعين.. فالمبدع عادة ما يخجل من أن يطالب بحقوقه المادية، لذلك لابد أن تتولاها عنه جهة لا تخجل، ويتفرغ هو لإبداعه.. ومنذ عام تقريباً بدأت الوكالة في العمل في التوزيع وفقاً لنفس المنهج، وحققت نجاحات ملحوظة جعلت الكتب تصل للقارئ بشكل أفضل.. وقد تعاقدت الوكالة بالفعل مع عدد من الأدباء مثل جمال الغيطاني وسمية رمضان والفنان بهجوري ومحمد عبدالسلام العمري، وغيرهم.
أما الناشر محمد هاشم فلم ير في هذه الوكالات سوي أكذوبة ستؤدي إلي ضياع حقوق الناشرين والكتاب معاً، فمن ناحية تسعي هذه الوكالات إلي احتكار المبدع وأعماله لسنوات طويلة، وليس صحيحاً أنها تزيد من أعداد التوزيع لأن سوق النشر والقراءة محدودة خاصة بمصر، كما أن صاحب الوكالة يشترط نسبة من المؤلف والناشر عن التوزيع وهذه القسمة ليست منصفة، كما أنها تقوم باختيار اسماء كبيرة شهرتها تسبقها أو يتعاملون مع من يدفع أكثر وبالتالي فهي بدعة سيئة لسوق النشر ولن أتعامل معها كما أن كثيراً من الأسماء الكبيرة من الأدباء والناشرين يرفضون التعامل معها لأنهم يرفضون الاحتكار.
ويلفت الشاعر شوقي حجاب النظر إلي أن هذه الوكالات أصبحت ضرورة حتمية لا يجب الاستغناء عنها لمواكبة العصر وأنه يجب تقبلها كما هي بمميزاتها وسلبياتها، لأنها لا تختلف عن السوق الآن.. مشيراً إلي أن التحفظ الرئيسي علي هذه الوكالات يكمن في جهل المثقفين الكبار بوسائل التكنولوجيا ومقاطعتهم لها ورفضها وأن هذا العداء غير مجد فيجب أن يتحرك المثقفون لمواكبة العصر معتبراً أن من اعترض علي بوستر سحر الموجي لم يفهمه لأن هذا البوستر يروج لرواية وليس لسحر نفسها وبالتالي ليس هناك أي ابتذال أو اساءة لقيمتها كروائية.
وبرغم موافقة وتأييد سلوي بكر للفكرة ورؤيتها بأنها فكرة ليست بجديدة وموجودة علي مستوي العالم فإنها اعترضت علي الوكالات التي أنشئت بمصر نظراً لافتقارها للخبرات التسويقية، وكذلك عدم وجود قراء حقيقين، فأحوال الثقافة متعثرة في مصر ودور الوكالات تحكمه عوامل كثيرة، وبالرغم أن بكر قد تعاملت بالفعل مع وكالات عديدة فإنها تري أنه لم يعد عليها بأي مردود حقيقي كما أنها أكدت عدم ممانعتها لفكرة احتكار المبدعين أو الترويج لهم بأساليب الترويج لنجوم السينما، بل أنها تري أنها ميزة حميدة وتتمني تحقيقها مؤكدة أن المثقف المصري لا يجد من يرعاه فعلياً، ولكنها أكدت أن الدعاية التي تستخدمها بعض هذه الوكالات كاذبة وضعيفة لأن من يديرونها ليس لديهم خبرة بالتسويق ولا النشر ولا الابداع ويكفي أنهم حين يترجمون رواية ينسخون منها 200 نسخة وهو عدد هزيل ومضحك مقارنة بسوق النشر الأجنبية التي توزع الملايين!