الوقفات الترويجية للشباب ساهمت في عودة السياحة للأهرام

الوقفات الترويجية للشباب ساهمت في عودة السياحة للأهرام
جريدة المال

المال - خاص

1:10 م, الثلاثاء, 15 مارس 11

أكرم مدحت

 

 
قال علي الأصفر، مدير عام منطقة آثار الهرم، إن الوقفات التنشيطية للسياحة التي قام بها شباب الـ»فيس بوك« والمرشدون السياحيون وطلاب وخريجو كليات السياحة  والآثار، ساهمت في سرعة عودة الأفواج السياحية لمنطقة الأهرامات، حيث قاموا بدعوة السائحين بجميع لغات العالم لزيارة مصر، والتأكيد علي توافر الأمان بها وعودة الحياة إلي طبيعتها، بالإضافة إلي دعوة الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشئون الآثار السابق، برفقة مجموعة من الأمريكيين في بداية الأزمة لزيارة مصر بعد الثورة من أمام تمثال أبوالهول.

 
وأضاف »الأصفر«، في تصريحات خاصة لـ»المال«، أن عدد المصريين الوافدين علي المنطقة تعدي الأسبوع الماضي ألفي شخص يومياً مقابل 1500 سائح أجنبي، والذي شجع الوصول لهذا الرقم هو تزامن الأحداث مع إجازة منتصف العام الدراسي، ولكن في ظل بداية انتظام الدراسة بالجامعات انخفضت هذه الأعداد من المصريين.

 
وطالب »الأصفر« الشباب المصريين بزيارة المناطق الأثرية لمعرفة تاريخ بلادهم، وهو ما يزيد من انتمائهم، مشيراً إلي أن سعر تذكرة دخول المنطقة منخفض جداً، حيث يبلغ جنيهاً واحداً فقط تتضمن زيارة المقابر الموجودة بجانب الأهرامات وأبوالهول، وتبلغ سعر تذكرة زيارة الهرم الأكبر 10 جنيهات فقط.

 
وأكد مدير عام منطقة آثار الهرم، أن شرطة السياحة والآثار بدأت في التواجد المنتظم الفعلي والمؤثر مع بداية شهر مارس مع استعادة الحركة السياحية، وبدأت في إعادة التنظيم التدريجي للمنطقة، مع تطبيق الدواعي الأمنية علي أكمل وجه، بعد ضعف السيطرة في ظل انخفاض عدد أفراد الشرطة، وقال إن السور المحيط بالمنطقة ساهم في حماية التعدي عليها بشكل كبير.

 
وقال إنه تمت الاستغاثة بالجيش لحراسة مخازن الآثار الموجودة بالمنطقة، بعد أحداث السرقة التي شهدتها، وقام بها أفراد مسلحون يزيد عددهم علي 20 فرداً، في ظل غياب التواجد الأمني، وحراس هذه المواقع التابعين للآثار غير مسلحين لمواجهتهم، وحالياً هناك مدرعة و20 جندياً و3 ضباط من القوات المسلحة موجودون علي تبة المخازن، بالإضافة إلي وجود 5 أفراد شرطة.

 
وأشار إلي أن منطقة آثار الهرم كانت مغلقة بالكامل حتي منتصف فبراير الماضي، لتوقف السياحة الوافدة إليها تماماً، وبدأ المصريون بعد هدوء نسبي للأوضاع زيارة المنطقة خلال إجازة منتصف العام، وهو ما أعاد الحياة إلي منطقة الأهرامات، وجاء عدد من وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية لتصوير المنطقة، وإجراء لقاءات مع الزائرين والسائحين وتوصيل رسالة مفادها أن مصر آمنة والحركة في الشوارع طبيعية دون أي توترات، وبدأت خلال تلك الفترة زيارات قليلة فردية للأجانب المحبين لمصر في البداية، حتي نهاية فبراير، حيث لم يتعد عدد الزائرين 10 أو 15 سائحاً يومياً.

 
وأوضح أن سعر تذكرة دخول المنطقة للأجنبي يبلغ 60 جنيهاً، والهرم الأكبر 100 جنيه، والهرم الثالث 30 جنيهاً، ولكن دخول الهرم الأكبر محدود العدد، حيث إن المسموح به 250 تذكرة صباحاً، ومثلها بعد الظهر، للحفاظ علي الأثر وخفض تعرضه للرطوبة والمواد الكيماوية المنبعثة من العطور التي يضعها الزائرون، فضلاً عن التصوير الفوتوغرافي الذي يؤثر سلباً علي ألوان النقوش علي الحوائط والمقابر، وعلي الرغم من أن هذا يمنع العديد من السائحين من دخول الهرم، لكن الحفاظ علي الآثار له أولوية وأهمية من تحقيق إيرادات كبيرة.

 
يذكر أن متوسط عدد السائحين الوافدين يومياً لزيارة الأهرامات ارتفع تدريجياً من 100 سائح خلال النصف الثاني من شهر فبراير الماضي، ليصل إلي 1500 سائح يومياً من مختلف الجنسيات خلال الأسبوع الماضي أغلبهم من الألمان والإيطاليين والفرنسيين، بالإضافة إلي ما يزيد علي ألفين من المصريين معظمهم من الشباب.

 
وأشار إلي أن الأسبوع الماضي، شهد ارتفاعاً في عدد الأفواج الصينية والكورية، مع توقف السائح الياباني، علي الرغم من أنه كان يمثل النسبة الأكبر من السياحة الوافدة لزيارة المنطقة من دول جنوب شرق آسيا، ولكنهم مازالوا متأثرين بالأحداث الأخيرة في مصر، ثم تأتي كارثة الزلزال الذي ضرب اليابان ليمنع السياحة الوافدة من هذه السوق لعدة أشهر مقبلة.

 
وأكد أن هذه التوقعات تأتي نتيجة الخبرة المعرفية لطبيعة السوق اليابانية من الإجراءات التي اتخذها بعد حادث الأقصر عام 1997، بالتوقف عن السفر لمصر لعدة أشهر وإرسال مندوبين لدراسة الوضع الأمني في هذه المناطق، وقال إن السائح الياباني يتميز بأنه ذو انفاق مرتفع وينشط حركة الشراء في المنطقة.

 
وقال إن هناك بعض الشركات السياحية المخصصة في هذه السوق ألغت حجوزاتها لزيارات خاصة قبل أو بعد المواعيد المحددة لزيارة منطقة الأهرامات، وإقامة الحفلات التي كان من المقرر إقامتها خلال الشهر الحالي.

 
وأوضح أن معدل أعداد السائحين الزائرين لمنطقة الأهرامات ينخفض بنسبة %30 خلال موسم الصيف، مشيراً إلي أن كلاً من السائح الإيطالي والإسباني يزداد في الصيف مقارنة بموسم الشتاء.

 
وأشار إلي الكثافة الملحوظة لوجود الجمال والحناطير والخيل مع ضعف الحركة السياحية، موضحاً أنه ستتم السيطرة عليها تدريجياً خلال الفترة المقبلة، بتنظيم وتحديد أماكن وجودها كما كان الحال قبل ثورة 25 يناير، ولكن تتم مراعاة البعد الاجتماعي حالياً، ولا يتم الضغط عليهم لتجنب رد فعلهم القوي الناتج عن توقف التشغيل، مؤكداً أن الانضباط سيعود للمنطقة مع عودة حركة السياحة لمعدلاتها الطبيعية.

 

 

جريدة المال

المال - خاص

1:10 م, الثلاثاء, 15 مارس 11