Loading...

الوصــايا العشـر» للمديـرالنـاجـح.. فـي سنـة أولـي إدارة

Loading...

الوصــايا  العشـر» للمديـرالنـاجـح.. فـي سنـة أولـي إدارة
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 23 مارس 03

في أحد كتبه الشهيرة في «فن الادارة» ينصح الكتاب الامريكي «لورن بلكر» كل من يتولي منصب «المدير» لأول مرة قائلاً: «أنت لست أهم من الموظفين أنت فقط أكبرهم  مسئولية، فكن متأكداً أنك لن تستطيع قيادتهم بدفعهم من الخلف بل  بالسير أمامهم، مع  التيقن من أن مقياس النجاح هو ما تعلمته من الفشل.. لا ما حققته من نجاح »!
 
وفي هذا الصدد يؤكد مراد سماحي مدير شركة ريسورس بروفشنالز  أن ترقي الموظف لمنصب  المدير بالشركة أيا كان موقعه وادارته  يفرض عليه :
 
< التركيز علي  انتقاء الموظفين الاكفاء والاستعانة بأفكارهم ومعرفة ما لديهم بخصوص إدارة العمل بشكل جيد، مما يخلق جو عمل لايبقي فيه إلاّ المجتهدون فقط وليس أصحاب «الواسطة» لمجرد أن هذا الشخص مريح ولطيف في التعامل .
 
< إدراك أن الاستقرار الشخصي والاجتماعي للعاملين معه أهم من تحقيق الارباح والايرادات، فالموظف الذي يعاني من مشاكل اجتماعية لن يعطي أفضل مالديه وهو أمر يمكن أن يتعرف عليه المدير من عقد  لقاءات شخصية مع الموظفين بعد  انتهاء وقت العمل، ليتعرف علي هذه المشاكل والاسباب التي تسبب قلقاً للموظفين  تجعلهم مهمومين. ويضرب المثل علي ذلك بمديري الشركات اليابانية ذات الادارة الاسرية، فالجميع بدءاً من رئيس مجلس الادارة ونهاية بالعامل يشعرون أن الشركة خاصة به وأن مصالحه هي مصلحة الشركة مما ينعكس في اهتمام الجميع بالارتفاع بأدائها .
 
ويحذر السماحي كل مدير جديد من الوقوع في أخطاء المرة الاولي القاتلة للبداية الصحيحة في تولي المسئوليات والتي قد تظهر عادة في :
 
< الاجابة علي كل شيء يوجه إليك من رئيس مجلس الادارة أو الموظفين في موضوع لا تعرفه،  والاخطر منه التمادي في التمويه مع ان السكوت في هذه المواقف أفضل فليس من العيب أن تقول لا أعلم حتي تتوافر لك الرؤية  الكاملة حول الموضوع المثار .

 
ويضرب ب مدير شركة «ريسورس بروفشنالز» مثالاً علي مدي الدور الذي يلعبه المدير الناجح في الارتقاء بأداء الشركة، بالعديد من الشركات  الناجحة مثل البنك الاهلي سوسيتيه جنرال. وعلي العكس فإن غياب العناصر السابقة يؤدي إلي تعثر في أداء الكثير من الشركات كما حدث لشركة «سينسبري» للمجمعات  الاستهلاكية. فرغم أنها شركة عالمية ضخت استثمارات ضخمة في مصر إلا أنها فشلت في ادارة استثماراتها بالصورة المناسبة ولحقت بها خسائر ضخمة نتيجة سوء الادارة رغم حملات الدعاية التي قامت بها في ايامها الاخيرة في مصر، لكن وكما يؤكد رجال السوق وخبراء الاستشارات فإن الفشل الذي واجه «سينسبري» نبع من الادارة غير المحترفة بالصورة التي يتطلبها سوق بها الكثير من المنافسين الاقوياء .

 
< ويحلم غالبية موظفي اي شركة بتولي منصب المدير علي اعتبار انها الخطوة الطبيعية والمتدرجة لتولي  المناصب العليا في المؤسسة، رغم أن هذا يتطلب  في الواقع العديد من المهارات  القيادية والشخصية التي تحدد نجاحك او فشلك في الادارة، حيث يؤكد هشام البدوي رئيس  شركة «جوب ماستر» أن تولي  منصب المدير لأول مرة في اي مؤسسة أو جهة تتطلب الالمام ببعض  المباديء الشخصية والعملية التي تساعد في كثير من الاحيان علي تفوقهم في أداء مسئوليات المناصب  الجديدة. ويؤكد البدوي أن هذه المباديء تكتسب بالخبرة والتعلم مشيراً إلي تجربته في تولي منصب المدير لأول مرة في الشركة عام 1999 حيث راعي فيها :

 
< التقليل من إحداث التغييرات السريعة واتخاذ القرارات العاجلة ذات التأثير السلبي عند توليه الادارة إلا في حالة الضرورة القصوي وبعد توافر رؤية كاملة لأوضاع المؤسسة أو الشركة وأن التغييرات السريعة تواجه عادة بمقاومة شديدة من العاملين ومن شأنها أن تخلق فجوة كبيرة وقلقاً نحو المدير الجديد، فلا يمكن قبول عمليات نقل واسعة في الادارة دون مبررات موضوعية مرتبطة بالعمل، وليس بعوامل شخصية خاصة في مجال الشركة الذي يعتمد علي الخبرة وعلي  الكفاءات البشرية .

 
< الابتعاد عن إيهام العاملين معه أن كل شيء مهم وعاجل ثم يتضح أن ذلك غير حقيقي وان المدير «مكّبر الموضوع» رغم  أنه بسيط وسهل، وهو ما يرتبط أيضاً بالوقوع في فخ المسئولية الأبوية وهي ـ كما يوضح البدوي ـ اعتقاده في بداية الامر أنه مسئول عن حل جميع مشاكل العاملين معه حتي ولو تدخل بطريقة إدارية غير مرغوب فيها، لكنه اكتشف في النهاية أن هناك مشاكل بالفعل مسئول عن حلها لكن بعضها قد يوقعه في الكثير من المواقف المحرجة مع موظفي الشركة، حتي ادرك أن لكل موظف الشركة دوراً يتم تحديده وبعد ذلك يُحاسب علي أدائه .

 
< التسليم بأن الجميع معرضون للوقوع في الخطأ حتي المدير نفسه ولا يمكن تصور أنك لكونك مديراً معصوما من الخطأ وبشكل يجعل بقية الموظفين يوقعونك في مقالب وأخطاء شخصية ومهنية لمجرد إثبات أنك «بني آدم» مثلهم تخطيء وتصيب .

 
< معاملة الموظفين باحترام وأدب وليس باعتبارهم «شغالّين في عزبة السيد». فعندما يشعر الموظفون بأنهم يعاملون باحترام من الادارة العليا فإنهم سيتبارون في زيادة أرباح الشركات وبشرط أن تكون هذه العملية مستمرة لاتمثل مصلحة في نفس المدير أو الادارة العليا .

 
< الابتعاد عن تكليف جميع العاملين بالقيام بمهام واحدة او التفكير بنفس الطريقة، والمهم هو اختيار الرجل المناسب للمهمة بعيداً عن نظام المحسوبية، بل ينبغي مراعاة العدالة في توزيع المهام مع  الاخذ في الاعتبار أن العدالة لا تعني بالضرورة المساواة في توزيع الاعمال .

 
ويؤكد هشام البدوي أن من أسوأ عيوب المديرين إدارتهم لأعمالهم من مكاتبهم فقط، والاعتماد علي التقارير التي تُرفع إليهم عن سير العمل بل وإطلاق الثقة في هذه التقارير واعتمادها كمصدر وحيد عند اتخاذ القرارات فيدير المدير إدارته من برج عاجي يُسمي حجرة مكتب المدير العام. وإذا رفعت إليه شكوي أو ملاحظة بغير مايعلم عن مؤسسته اتهم بالافتراء، بل وأحياناً يتهم القائل بأنه مغرض وأحياناً يسفه رأيه ويضع علي الناصح له دوائر حمراء، ولا يدري أن العيب فيه هو وليس  في الناصح له، وهو لا يفكر مطلقاً في النزول إلي مواقع العمل ليري كل شيء علي طبيعته حيث يؤكد علي أنه في تلك الحالة يحدث انفصال تام بين المدير من ناحية وبين العمل والمرؤوسين من ناحية أخري، ولا يكتشف المدير تلك المشكلة الكبيرة إلا بعد وقوع كارثة يكون هو ـ أي المدير ـ أكبر ضحاياها .

 
ورغم عدم تعرضه لمثل هذه الكوارث يضرب المثل علي ذلك بـ «جيرهرد  شميت» المدير العام السابق «لموبيل. كوم» ـ والذي قاده خلافه مع فرانس تيليكوم إلي إفلاس  شبه كامل للشركة العام الماضي تبعه إفلاسه هو شخصياً بعد انهيار قيم أسهمه بالبورصة ولهذا ينصح محدثنا كل مدير أن ينتبه إلي ذلك الخلل في ادارته قبل وقوع الكارثة وأن يتبع مبدأي «جمبا كايزون» اليابانية وكلمة «جامبا» تعني ان المدير يمارس سلطاته في الموقع الفعلي للأحداث، ولا يصدر الاوامر من مكتبه فقط تنفصل  عنه، وكايزون هي «إدارة الزمان»، وهي تعني التطوير المستمر للعمل لتخفيض التكاليف ورفع الانتاجية، وهذا الاسلوب جعل من اليابان ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية رغم خروجها مدمرة من الحرب العالمية الثانية .

 
ومن جانبها تعتبر إيمان طه سعيد رئيس مجموعة «جلوبال تكنولوجي نتورك» أن قدرة نجاح الموظف أو المدير في شركة أو مؤسسة في غالبية الشركات الحديثة ترتبط بمزيج أو «كوكتيل» من  العناصر الشخصية الادارية القيادية تتضمن :

 
< القدرة علي تحفيز فريق العمل لتحقيق مستوي الاداء المطلوب ومنح الموظفين الشعور بالثقة والتميز واجادة استغلال مهاراتهم وسماتهم  الشخصية .

 
< الالتزام بالمعايير والقوانين الادارية الخاصة بالشركة. لكن مع ادراك الاوقات التي لا ينبغي فيها الاصرار علي هذه المعايير مثل تأخر الرواتب لأسباب مالية أكثر من مرة، الأمر الذي  يتطلب من المدير حنكة ومهارة في تطبيق اللوائح الادارية .

 
< إجادة فن التعامل مع الموظفين من خلال خلق روح الابتكار والابداع، بما يساعد العاملين علي  النجاح في المهام التي يكلفهم به من خلال توفير البيانات والمعلومات اللازمة لذلك، عبر توفير بيئة عمل متعاونة وهادئة غير متوترة كما تحرص العديد من الشركات الامريكية في اسلوب تعامل مع الافكار ايما كان مستوي الموظف الذي يطرحها .

 
< ضرورة أن يمنح المدير الموظفين الفرصة لتنمية قدراتهم ومكانتهم في الشركة والبعد ـ قدر الامكان ـ عن استخدام اساليب الضغط علي  الموظفين داخل الشركة ومساعدتهم علي تجنب المشاكل قصيرة المدي والتفكير المتوتر المتسرع .
 
< السماح للعاملين بحق التجربة والابتكار في العمل الاداري والفني مع القدرة علي التسامح مع الموظف أثناء التعلم والتركيز علي الجوانب الايجابية بدلاً من السلبية فقط .
 
< الصدق في الحديث والوفاء بالوعود وتنفيذ كل مايقوله، مع التعرف علي  المشاكل  التي تواجه سير العمل واتخاذ القرارات المناسبة للمساعدة علي سير العمل بانتظام والحرص علي تلافي الثغرات والفجوات مع مرور الوقت 

جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 23 مارس 03