«الهيدروجين الأخضر».. الحكومة اتخذت خطوات حثيثة تجاه إنتاجه محليا

طاقة نظيفة فى طريقها إلى السوق المصرية

«الهيدروجين الأخضر».. الحكومة اتخذت خطوات حثيثة تجاه إنتاجه محليا
جريدة المال

سمر السيد

عصام عميرة

9:08 ص, الخميس, 24 فبراير 22

تزايد الحديث عن الهيدروجين الأخضر محليًّا وعالميًّا، ولا سيما بعد إعلان العديد من الدول مثل أستراليا وفرنسا والهند والبرازيل تنفيذها مشروعات فيه، وأعلنت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، أوائل الشهر الحالي، تفاصيل أول مشروع بدأ تنفيذه بالفعل لإنتاج الأمونيا الخضراء داخل المنطقة الصناعية بالسخنة، التابعة للمنطقة عن طريق تحالف عالمى وصندوق مصر السيادى.

تلك الخطوة اعتبرها المهندس يحيى زكى، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فرصة جيدة للإعلان عن البداية الفعلية لمشروعات الهيدروجين الأخضر فى مصر بصفة عامة، وفى المنطقة الاقتصادية بصفة خاصة، وذلك بالتزامن مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ “COP27” نوفمبر المقبل.

وأعلن رئيس الهيئة الاقتصادية تفاصيل المشروع، خلال لقائه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أوائل الشهر الحالي.

وتبحث «المال» فى التقرير التالى ما المقصود بالهيدوجين الأخضر، وبعض من الخطوات الحثيثة التى يتم اتخاذها فى هذا المجال؛ بهدف إضافة نوع جديد من الطاقة المتجددة للمنظومة الوطنية المتكاملة للطاقة.

«EBRD»: ندرس تمويل عدة مشروعات فى هذا القطاع بالتعاون مع مصر

وقال خالد حمزة، مدير مكتب البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية “EBRD” بمصر، إن هناك عدة مشروعات يدرسها البنك حاليًّا فى هذا المجال، بالتعاون مع الحكومة المصرية ويدرس المشاركة فى تمويلها، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن تحدث شراكة فى مشروع أو اثنين خلال الفترة المقبلة.

وأضاف، فى تصريحات خاصة، لـ«المال»، أن البنك انتهى من إجراء دراسة عن استخدمات الهيدروجين الأخضر فى منطقة جنوب وشرق المتوسط، وكذلك تطبيقاته، مضيفا أن هناك محادثات مع وزارتى الكهرباء والبترول فى هذا السياق، ونوه بأنها مجرد محادثات ولم يتم البدء فى إجراء دراسة فعلية بعد.

وأكد أن البنك يستهدف أن تكون 50% من استثماراته خضراء، ويشمل ذلك مشروعات الهيدروجين الأخضر، وتابع قائلًا إن 47% من استثمارات البنك العام الماضى كانت خضراء، لافتا إلى تنفيذ “EBRD” استثمارات بمليار يورو تقريبًا فى السوق المحلية العام الماضي؛ منها مشروعات خضراء بقيمة 470 مليون يورو.

ونوه بأن البنك يعمل وفق محددات معينة تتمثل فى تعزيز الاستثمار فى مشروعات القطاع الخاص، وكذلك الصديقة للبيئة، لكن لا توجد لديه أية أرقام محددة بخصوص حجم الاستثمارات الخضراء المستهدفة لمصرفه فى السنوات المقبلة.

وقال إن 76% من الاستثمارات التى نفذها العام الماضى كانت بالتعاون مع القطاع الخاص، ومن المستهدف رفعها إلى 80%، مشيرًا إلى أن مصرفه يخطط لأن تظل مصر من أوائل 3 دول عمليات للبنك فى منطقة جنوب وشرق المتوسط.

ويعتبر الهيدروجين الأخضر وقودًا عالميًّا وخفيفًا وعالي التفاعل ينتج من خلال عملية كيمائية تعرف باسم التحليل الكهربائى، وتستخدم هذه الطريقة تيارًا كهربائيًّا لفصل الأكسجين فى الماء، ويوضح موقع ويكيبديا أنه إذا تم الحصول على هذه الكهرباء من مصادر متجددة فستنتج طاقة دون انبعاث ثاني أكيد الكربون فى الغلاف الجوي.

كان سامح شنودة، الرئيس التنفيذى لشئون الاستثمار لدى مؤسسة التمويل الأفريقية «AFC»، قد أكد، فى حوار سابق مع «المال»، اهتمام المؤسسة بمشروعات الطاقة المتجددة، وإنتاج الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية، إضافة إلى الهيدروجين الأخضر والسيارات الكهربائية، مشيرًا إلى أن «AFC» موّلت مشروعًا فى دولة توجو لإنتاج الدراجات النارية الكهربائية ويمكن تطبيق هذا المشروع فى مصر.

وكشف «شنودة» عن محادثات المؤسسة مع وزارة الكهرباء والصندوق السيادى بخصوص اهتمامها بأى مشروع يتم تنفيذه فى مجال الهيدروجين الأخضر، موضحًا أن مشروعاته  تتم من خلال فصل الهيدروجين من الماء أو الهواء ليتحول لسائل يستعمل فيما بعد كوقود للسيارات، ويعتبر هذا المنتح أكثر نظافة من البترول.

نائب رئيس اقتصادية قناة السويس: التوصل لبعض التفاهمات مع شركات لإنشاء مصانع سواء بشرق بورسعيد أو العين السخنة

وقال اللواء محمد شعبان، نائب رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس للقطاع الجنوبى، إن الهيئة اتخذت خطوات مع بعض الشركات لتصنيع الهيدروجين الأخضر، مضيفا أنه تم التوصل لبعض التفاهمات معهم لإنشاء مصانع سواء فى منطقة شرق بورسعيد أو العين السخنة لإنتاجه.

وأشار، فى تصريحات خاصة لـ«المال» على هامش الاحتفالية التى نظمتها منطقة «تيدا» السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر والصين أواخر يناير الماضى، بمناسبة التوقيع مع عدد من الشركات على عقود تسليم سيارات مستعملة ستقوم “تيدا” باستيرادها وتوفيرها للأفراد من ذوى الهمم بالسوق المحلية- إلى أن تلك الخطوات تعتبر مواكبة لقمة الأمم المتحدة للمناخ “cop27” المقرر أن تستضيفها مصر فى نوفمبر المقبل.

وحدّد الدكتور هشام عيسى، مؤسس مشارك فى «دى كاربون» وخبير فى علوم البيئة، فى تصريحاته، لـ«المال»، عوامل نجاح الاعتماد على الهيدروجين كطاقة متجددة منخفضة الانبعاثات ومستدامة بديلة للوقود الأحفورى، فى أن يتم إجراء دراسات مدققة ومتكاملة لإعداد بنية تحتية لاستخدامه كوقود خفيف للمركبات بمختلف أنواعها.

هشام عيسى: نحتاج إلى دراسة مدى تحقيق الأمان قبل الاعتماد عليه كوقود لنقل المركبات  

وطالب بإجراء عدة اختبارات لمدى توافر أنواع الأمان فى هذا الوقود، كما تم فى دراسات قبل الاعتماد على الغاز الطبيعى كوقود للسيارات، خاصةً أنها مواد سريعة الاشتعال، لافتًا إلى أنه يعد خيارًا جيدًا على مستوى البعدين الاقتصادس والبيئي.

وأكد أن الهيدروجين الأخضر يعد من أرخص أنواع الوقود المستحدثة والمتجددة والتى يسعى العالم حاليًّا للاعتماد عليها بشكل جزئى، متوقعًا استخدام ذلك الوقود فى المركبات بشكل مبدئى قبل التوسع والاعتماد عليه فى الصناعات كثيفة استخدام الطاقة. 

ونوه بأن الطاقة الجديدة تحتاج إلى نشر كل الدراسات التى يتم إعدادها لزيادة الوعي لدى المستخدمين عن كيفية استخدامها، لافتًا إلى أن وزارة البيئة والقطاع الخاص يُجريان حاليًّا دراسات مبدئية عن إنتاج الهيدروجين الأخضر.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد كلف، فى يوليو الماضى، بإعداد دراسة إستراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين باشتراك القطاعات المختلفة بالدولة؛ بهدف إضافة الطاقة الجديدة للمنظومة الوطنية المتكاملة للطاقة.

وقال وزير الكهرباء محمد شاكر، فى تصريحات صحفية سابقة نوفمبر الماضي، إنه جار العمل على تحديث إستراتجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، مؤكدًا أن هذا الوقود سيكون وقود المستقبل خلال السنوات المقبلة.

وأشار إلى أن هناك تعاونًا مع عدد من الشركات العالمية لبدء المناقشات والدراسات لتنفيذ 5 مشروعات تجريبية لإنتاجه فى مصر كخطوة أولى نحو التوسع فيه.

كان مون جيه إن، سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة، قد صرح، منتصف الشهر الماضى، بأن هناك مناقشات جادّة بين القاهرة وسيول لتنفيذ مشروعات لتحلية مياه البحر، فضلًا عن أخرى مبدئية لاستخدام الهيدروجين الأخضر فى العديد من الصناعات.