لم تكن اليسا في حاجة لأن تقول في كلمتها خلال حفل توزيع جوائز الـ World Music Awards ” أهدي هذه الجائزة لكل من ساعدني في مسيرتي ويؤمن بأن نيلي لهذه الجائزة وللمرة الثانية ليس بصدفة ” ، فكل من يتابع مسيرتها الفنية بامكانه أن يلحظ التطور المذهل الذي حققته خلال سنوات قليلة في الوصول بطبقات الاحساس لدي مستمعيها الي مستوي النشوة والتيه في ذات الحبيبة.
فغالبية عشاق اليسا من السيدات والفتيات يسعين للتشبع باحساسها الخلاب وتتمني أن تصل الي أن تحيا حياة الحب والشوق التي تصدرها من خلال أغنياتها التي عبأت وجدان الملايين بالعشق ، وفي الوقت نفسه يأمل معجبوها من الرجال أن يفلح بحثهم عن إمرأة علي نفس القدر من الاحساس والتقدير للحبيب الذي قالت عنه اليسا ” بستناك ” وسهرت لياليه في ” ذنبي أنا ” ، بعد أن رفعت المطربة الفاتنة من سقف طموحات الرجال في الأنثي التي يحلمون بالارتباط بها.
ومثل حصول المطربة اللبنانية علي الجائزة للمرة الثانية علي التوالي عن ألبوم “بستنّاك” كأفضل مبيعات عن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي سبق أن حصدتها العام الماضي عن ألبوم “حبك وجع” مفاجأة كبيرة للمتابعين والمهتمين بالشأن الغنائي ، فبعد أن تشكك كثيرون في نزاهة حصولها علي الجائزة في العام الماضي قالوا ” آهي مرة وعدت ” أما أن تحصل عليها للمرة الثانية وعلي التوالي فهنا تكمن الصعوبة ، فلا يمكن أن تكون قد اشترتها بفلوسها للمرة الثانية ، والا فالأمر مفضوح جدا ، أو أن تكون مبيعاتها وحب المستمعين لها _ وهو الرأي الصواب من وجهة نظري – رسخا لاعتلائها أعلي المراتب بين الألبومات التي صدرت في السنة الماضية . إليسا قالت في مسرح “أورلز كورت” في لندن ، “قال شايكوفسكي مرةً لا يهمني من يضع القواعد للناس بل من يصنع أغنياتهم… أنا فرحة جداً لحصولي علي هذه الجائزة للمرة الثانية خلال عامين وأريد أن أقدم هذه الجائزة لوطني لبنان وشعبه العظيم الذي عاني الكثير أخيراً، ومع ذلك لا يزال يؤمن بالسلام، لذا لنتساعد جميعاً ونحقق هذا الهدف “.
فاذا كانت اليسا لم تغن من قبل لوطنها والسلام الذي أكدت انها تنشد أن يعم بلادها التي تمر حاليا بمرحلة حرجة ، الا أنها غنت للسلام العاطفي والصدق مع النفس والحبيب ، وزادت من ارتباط الحبيبين ببعضهما البعض ، ملأت أنفسهم بعبير العشق . واللافت في مسيرة المطربة اللبنانية أن الصعود الكبير الذي حققته في قلوب الجمهور العربي لم يكن خلفه مدير للأعمال يمكن أن ينسب له أو أحد المنتجين الذين يخططون لكل حركة تقوم بها ، فقد اعتمدت علي ذكائها واحساسها الفني العالي وحسن اختيارها للكلمات التي تدغدغ المشاعر وتعبر عن شواغل المحبين في أغلب المواقف التي تمر بها حالات الحب والألحان التي تناسبها لتصوغ في النهاية لوحات جمالية وليس مجرد أغاني لتعبئة ألبومات والسلام ليقال إنها صاحبة العدد الفلاني من الألبومات ، فعدد ألبوماتها لم يتخط حتي الآن أصابع اليد الواحدة الا أنها صنعت لها مكانة لم يحققها أصحاب العشرين ألبوماً.
وأعود وأكرر ما كتبته في هذا المكان في العام الماضي، أن صوتها إنطلق عابرا حواجز القلوب الصدئة ويعبر عما يعتمل في دواخل المرأة الشرقية المحبة ، وأنها أصرت علي موقفها الرافض للحجر علي حريتها في التعبير عن الحالة الفنية التي تعيشها ورؤيتها في نقل الأغنية إلي الشاشة، وهو ما يدلل علي قدرتها علي الصمود والدفاع عن الأفكار التي تؤمن بها وعدم الانصياع لـ ” الإرهاب الفني”.
وأزيد هذه المرة أن اليسا استطاعت أن تحفر لها مكانا وسط قلوب الجمهور العربي لا يمكن أن يزاحما فيه _ من حيث حسن الاختيار ورومانسية الأداء والاحساس سوي شيرين عبد الوهاب وفضل شاكر وان لم يتخطياها.