في ظل التطور والزخم الذي شهده القطاع المصرفي في العامين الماضيين ظهرت الحاجة لقيادات متطورة قادرة علي مواكبة التطورات المتلاحقة حتي تستطيع البنوك المصرية المنافسة مع نظيرتها الأجنبية التي بدأت تغزو السوق المصرية.
يري شريف سامي رئيس مجلس ادارة شركة سكيل رايت ان سوق القيادات المصرفية في مصر لا تزال تعاني من نقص واضح في الكفاءات القادرة علي قيادة البنوك في زخم المنافسة.
وأضاف ان المنافسة والاستحواذ والاندماجات المتعددة التي تمت في القطاع المصرفي في الآونة الأخيرة تحتم وجود قيادات علي درجة عالية من الكفاءة ولا تأتي تلك الخبرة إلا من خلال العمل لفترة في بنوك مشهود لها بالكفاءة داخل القطاع.
ويؤكد شريف سامي ان السوق المصرية لا تزال تعاني من نقص شديد ناجم عن هجرة معظم الكفاءات المصرفية إلي الخليج في فترة التسعينيات مع التطور الكبير بالقطاع في دول مجلس التعاون الخليجي في تلك الفترة.
وعن جدوي الدراسة العلمية في توفير الكوادر المطلوبة يوضح رئيس مجلس ادارة شركة سكيل رايت ان مثل تلك الدراسات قد تكون كافية بالنسبة للقيادات الوسطي ولكن ليس للقيادات العليا مشيرا إلي أن أهم الادارات التي تعاني من نقص في كوادرها العليا هي ادارتا المخاطر والتجزئة المصرفية ويرجع النقص في كوادرهما إلي الحساسية الشديدة المتعلقة بالادارة الأولي حيث انها المسؤولة عن تأمين محفظة البنك من مخاطر الاستثمارات المختلفة أما قطاع التجزئة المصرفية فمعظم كوادره الكفء تعمل في الخليج العربي ولذلك تعمل البنوك علي محاولة اغرائهم بالعودة إلي السوق المصرية من خلال منحهم نفس المرتبات والمميزات التي يتقاضونها هناك كما تحاول البنوك الآن ان تجتذب الكفاءات المميزة العاملة في شركات السلع الاستهلاكية وذلك لتشابه عملاء قطاع التجزئة المصرفية مع عملاء السلع الاستهلاكية وبالتالي من السهل ان تتعامل تلك القيادات مع عملاء القطاع.
ويري طارق حلمي الرئيس التنفيذي السابق لبنك ABC ان السوق المصرفية لم تعد تعاني من ندرة في القيادات المؤهلة خاصة مع انخفاض عدد البنوك العاملة في مصر في ظل الاستحواذات والاندماجات في السوق المصرية.
ومن المتطلبات الرئيسية للقيادات يري حلمي انه رغم أهمية الخبرة إلا انها لا تكفي وحدها إذ لابد وان يدعمها الدراسة الأكاديمية والتي يقوم المعهد المصرفي بتوفير الدورات التي تعد المصرفي لتولي القيادة كماأنه حتي مع توافر العلم والخبرة ما لم تتوافر موهبة القيادة لدي المصرفي يصبح من الصعب عليه ان يكون قياديا كفئا فالتعامل مع العملاء بمختلف فئاتهم يستلزم قدرات خاصة تمكن القيادي من التعامل مع المواقف المفاجئة التي تظهرأثناء العمل وهذه القدرات هي أهم ما يفرق بين القياديين الجيد والعادي.