مدير جمعية الجيزويت: 80% من التلاميذ مسلمون والهدف تعليمى وليس استثماريًا
على راشد
تاريخ طويل من وجود المدارس الكاثوليكية فى مصر بدأ من أكثر من ما يزيد على 150 عاما، حينما حاول الخديو إسماعيل إدخال نوع جديد من المدارس فى مصر وطلب خدمة الرهبان للتعليم فى مصر، ففى عام 1847 أنشئت أول مدرسة للكاثوليك وهى “القديس يوسف”، تلا ذلك العديد من المدارس الأخرى مثل: “دى لاسال” و”القديس بولس” و”الفرير” و”الجيزويت” وغيرها من المدارس التى لم تقتصر على العاصمة – القاهرة – فقط وإنما انتشرت فى العديد من المحافظات حتى وصلت الى أقاصى الصعيد.
وتعتبر المدارس الكاثوليكية حاليا هى ملاذ الطبقات الوسطى لمنح أبنائهم فرصة الحصول على تعليم جيد بتكلفة معقولة وليس بالمصاريف الباهظة التى تتطلبها المدارس الاستثمارية، كما أنه طوال مدة وجودها فى مصر لم يكن هناك تمييز بين التلاميذ المسيحيين والمسلمين، بل كان تواجد المسلمين بها فى معظم الأحيان أكثر من المسحيين.
الأب ويليام سيدهم مدير جمعية النهضة العلمية والثقافية، جيزويت القاهرة، أكد أن هناك العديد من المدارس المهمة جدا للكاثوليك فى مصر، فهناك اهتمام كاثوليكى بالغ بالتربية والتعليم فى مصر، فتوجد أكثر من 168 مدرسة كبيرة فى العواصم، بالإضافة إلى المدارس الابتدائية واللغات فى الأقاليم والنجوع، والكاثوليكية ليست طائفية فأغلب المدارس بها أكثر من 80% من الطلبة مسلمون.
وأضاف أنه يعمل بجمعية الجيزويت منذ أكثر من 30 عاما ولم تمر عليه شكوى تتعلق بالتمييز بين التلاميذ، وبالنسبة للمدارس فهى ليست استثمارية بقدر ما لها تقاليد تربو على 150 عاما من الاهتمام بالأخلاقيات والانفتاح.
وأشار سيدهم إلى أن تلك المدارس قديمة ومن بينها التابعة لجمعية الصعيد والتى بدأت عقب عام 1946 وكانت جمعية الصعيد قد بدأت فى الجنوب للأب عيروط المشهور بكتابه عن الفلاح والذى صدر 1938 وبدأت الجمعية بـ40 مدرسة والآن أصبحت 30 مكرسة لأهل الصعيد.
وأكد أن منطلق العقيدة الاجتماعية للكنيسة منذ عام 1891 طبقا لوثيقة الشئون الحديثة كانت تتكلم عن حقوق الفقراء والعمال بشكل مستفيض والتركيز على الفقير، فلم تقم مشاريع استثمارية وإنما جاءت لخدمة الفقراء ولأهداف إيمانية وإحقاق العدالة ضد الظلم فى إطار وطنى واهتمام بالتربية والتعليم.
وعن مركزية مدارس اللغات الخاصة بالقاهرة وأن المحافظات والأقاليم دائما بعيدة عن ذلك أشار إلى أن المدارس الكاثوليكية فى بداية ظهورها فى مصر راعت كل ذلك إلا أنها لا تزال المدارس الأشهر هى الموجودة فى العاصمة مثل الفيرير والجيزويت بينما مدارس الفقراء ليست بنفس شهرة المدارس الأخرى.
ولفت إلى أن بدايات هذه المدارس فى مصر جاءت منذ عهود الخديو إسماعيل ومن بعده الملك فاروق اللذين طلبا الرهبان لخدمة مصر، وقدمت مدارس الرهبان مجانا فى عصريهما، والآن انتشرت بشكل أكبر فى العبور والمدن الجديدة، وهى فى الأغلب غير ربحية مهما كانت مصروفاتها فهى ليست مثل المدارس الاستثمارية، كما أن هناك مدارس لها اهتمام ثقافى مثل الفرنسيسكان والجيزويت ولهما دور فى السينما والمسرح والثقافة.