Loading...

المتهم الرئيسي في قضيتي «الفرسان» و«الربيع»

Loading...

المتهم الرئيسي في قضيتي «الفرسان» و«الربيع»
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 14 يناير 07

محمد أبو الفتوح:
 
وقع «الفأس في الرأس» مرة أخري.. وما كادت تأثيرات زوبعة قضية شركة «الفرسان» تبدأ في الانحسار من سوق السيارات، حتي هبت عاصفة قضية شركة «الربيع تريد» من جديد، بعد هروب صاحبها «كريم الربيعي» وتوالي البلاغات علي أجهزة الأمن تتهمة بالنصب والاحتيال علي العملاء بنفس طريقة صاحب شركة «الفرسان»، ولتضع السوق في مأزق أشد خطورة.. لأن التكرار ربما يحرك المخاوف لدي جمهور المستهلكين بأن الامر قد تحول إلي ظاهرة.. وهذا ما حذرت منه «المال» الاسبوع الماضي عندما أكدت في افتتاحية ملحق «سيارات الغد» ان سوق السيارات سوف تظل معرضة للمزيد من الانتكاسات وظهور «فرسان» جدد، طالما استمر انعدام الرقابة الفعالة، بما يسمح بتنوع سبل التلاعب والمنافسة غير المشروعة في سباق وهمي ومحموم لاقتناص اموال الضحايا.

 
وكانت أجهزة الأمن قد داهمت في الساعة السادسة من مساء «السبت» قبل الماضي المقر الرئيسي لشركة «الربيع» في منطقة المقطم، بعد ان تلقت عدة بلاغات من العملاء الذين يتهمون الشركة بالنصب والاحتيال عليهم عن طريق تسليمهم سيارات من ماركات مختلفة وتحصيل أثمانها دون تسليمهم أوراق الافراج الجمركي، مستغلين في ذلك الاعلانات المضللة التي أعمت عيون المستهلكين البسطاء عن حقيقة ما يحدث من عمليات تلاعب منظمة.
 
وقد زارت «المال» مقر شركة «الربيع» الرئيسي بالمقطم، والتقت مع بعض الضحايا الذين تعرضوا لحالات نصب.
 
البداية كانت مع حسني السيد محمد شاكر – صاحب معرض للاطارات بالجيزة، والذي اوضح أنه قرأ اعلانات الصحف عن السيارات «شري لونج» وتميزها ببعض المواصفات الجيدة، علاوة علي سعرها لدي شركة «الربيع» الذي يقل عن سعر الوكيل، الامر الذي دفعه لشراء السيارات وفي يوم 18/12/2006 قام بالتعاقد مع كريم الربيع رئيس مجلس إدارة الشركة علي شراء السيارة بمبلغ 68 الف جنيه حيث قام بسداد 60 الف جنيه والباقي بايصال امانة وقام باستلام السيارة مع وعد بتسليمه أوراق بالافراج الجمركي خلال اسبوع، إلا أن الفترة زادت وبدأت عمليات المماطلة، حتي زار المعرض بتاريخ 1/6 وطلب من كريم تسليمه كافة الاوراق الخاصة بالسيارات أو «المبلغ المدفوع» إلا أن صاحب الشركة أعطاه اقراراً مكتوباً باستلامه المبلغ بالاضافة الي 850 جنيهاً نظير «فرش» تم شراؤه للسيارة، علي أن يسلم الورق الخاص بالسيارة للعميل يوم السبت 13 يناير الساعة الرابعة عصراً ويرد إليه إيصال الأمانة.
 
ويقول حسني : عند ذهابي للمعرض يوم السبت فوجئت بأعداد كبيرة من العملاء لديهم أوراق مماثلة، لكن كريم كان قد اختفي في ظروف غامضة، مما جعل الضحايا يتوجهون الي قسم الشرطة ويقومون بتحرير بلاغ ضد كريم الربيعي وأكد المسئولون بقسسم الخليفة ان البلاغات ضد كريم تتهمه بالاستيلاء علي ما يقرب من 9 ملايين جنيه خلال الساعات الأولي من هروبه!!
 
الضحية الثانية فيدعي عبد الناصر والذي اوضح انه اشتري سيارة «دايو لانوس» من شركة «الربيع تريد» يوم 21 ديسمبر، وقام بدفع مبلغ 63500 جنيه نقداً، ولم يسلمه  صاحب الشركة الأوراق الخاصة بالإفراج الجمركي، وطالبه بالانتظار بعض الوقت لتسليمه اوراق السيارة التي تأخرت لدي المصنع – علي حد زعمه – نظراً لأن السيارة انتاج محلي، إلا أنه لم يسلمه الورق المطلوب، وعند تزايد الحاح العميل بتسليم الورق طلب منه كريم الحضور للمعرض يوم السبت 13 يناير لحل المشكلة.
 
وفي يوم السبت الموعود الساعة الحادية عشرة صباحاً توجه الضحية إلي صالح العرض وفوجئ بها شبه خاوية من السيارات فصعد الي منزل كريم أعلي معرض المقطم ولم يجد سوي زوجته التي ظلت تبكي وقالت : زوجي هرب من البيت فجر السبت وتحديداً الساعة الخامسة صباحاً وقام ببيع صالة العرض الخاصة بالشركة في مدينة نصر، كما باع معرض الأدوات الكهربائية المنزلية بجوار صالة عرض السيارات يوم الجمعة مقابل 1.5 مليون جنيه كما ترددت انباء عن قيام كريم الربيعي ببيع شقته بمدينة نصر، ومحاولته بيع منزله بالمقطم وصالة العرض بمبلغ تعدي 9 ملايين جنيه، إلا إن الصفقة لم تكتمل نظراً لأنه طلب من المشتري دفع 11 مليون جنيه نقداً فاعتبره شرطاً تعجيزياً، خاصة أن التفكير في البيع جاء ليلاً.
 
كما ترددت انباء حول امتلاك كريم محلات اخري للأجهزة الكهربائية بالمقطم واراضي للبناء بمساحات مختلفة، ويمتلك كريم كذلك شركة «وايت هاوس» للأجهزة الكهربائية وشركة «وطنية» لصيانة السيارات.
 
ويقول عبد الناصر انه فوجئ باتصال هاتفي من أحد التجار يؤكد له أنه لديه الأوراق الخاصة بالسيارة، وساومه علي دفع 20 الف جنيه لتسليمه الاوراق، واخبره أن السيارة تم عرضها بمعرض الربيع علي سبيل الامانة وأنه سوف يبلغ عن سرقة السيارة اذا لم يقم بدفع المبلغ المطلوب.
 
ولعل اغرب ما في الموضوع هو ان معظم العاملين بمعرض الربيع وبعض الجيران يؤكدون ان كريم وقع في ظلم كبير، وانه يتمتع بسمعة طيبة جداً، وطوال الأعوام الماضية لم تظهر عليه علامات سوء نية تشير الي هروبه بهذه الطريقة!!
 
أما خبراء سوق السيارات فرأوا ان الاحداث الاخيرة المتلاحقة اسفرت عن سقوط اثنين من تجار السيارات تعكس من الوهلة الاولي وجود خطأ كبير في صياغة وطبيعة سوق السيارات، وتكشف مدي هشاشتها وعدم مصداقيتها واكدوا ان هذه الاحداث لم تؤثر فقط علي شركات بعينها، بل أدت لسقوط منظومة العمل ككل، فالمستهلك اصبح لديه شك بأن جميع التجار «الموزعين» نصابون وان الشركات تساعدهم في الاستيلاء علي اموال العملاء، الامر الذي يؤدي بطبيعة الحال الي فقد  العميل المصداقية ويؤثر بالسلب علي السوق ككل هذا ما أكده رأفت مسروجة مدير عام «تويوتا مصر» والرئيس الشرفي لمجلس معلومات سوق السيارات. واوضح ان السوق عانت بشدة بعد سقوط «الفرسان» وبعد ايام قليلة سقط، موزع آخر وهذا يؤثر علي اي سوق في العالم، فما بالك بالسوق المصرية التي تبدأ خطواتها الاولي نحو النمو؟! ويحمل «مسروجة» الوكلاء جانباً كبيراً من المسئولية عما حدث، فهم يضعون الثقة في موزعين ليس لهم تاريخ بالسوق ويوفرون لهم سيارات حسب طلبهم رغم عدم كفاءتهم لبيع هذه السيارات كما يطالبونهم بزيادة أعداد السيارات المباعة،  ودفع مبالغ تحت الحساب دون تسديد كامل لثمن السيارة، ويقومون بحجب أوراق التخليص الجمركي حتي يتم دفع المبلغ بالكامل، وهذه الامور تفتح الباب علي مصراعية للتلاعب بالمستهلكين. وطالب مسروجة بضرورة وجود منظومة عمل متكاملة يتم من خلالها تحديد طبيعة الموزع والتاجر حتي لا يكون هناك «فرسان» جدد.
 
كما أرجع مسروجة هذه القضايا لقرار فتح الاستيراد الذي أوجد نوعية جديدة من الدخلاء علي السوق، مما ادي الي انتشار ظاهرة «فرسان التلاعب»..
 
ويتفق معه في الرأي حسين نهاد مدير تسويق شركة سوزوكي ايجبت ويقول : ان ما يحدث في سوق السيارات حالياً جاء نتيجة انعدام الجدارة الائتمانية لدي الموزعين ووجود بعض اصحاب النفوس الضعيفة الباحثين عن الربحية والثراء السريع، وهذا امر غير وارد بسوق السيارات التي تعتمد علي منظومة متكاملة يمكن من خلالها جني ربحية ولكن علي فترات طويلة.
 
وعلي الجانب الأخر تري نهي المليجي مدير التسويق لشركة «فولكس فاجن» انه علي الرغم من قيام بعض الشركات الكبري «الوكلاء» بالاتفاق مع موزع او اكثر، الا ان الموزع المعتمد يقوم ببيع السيارات لتجار آخرين او تسليمهم سيارات بغرض الأمانة لعرضها بمعارض أخري بغرض الانتشار وبيع حصته المتفق عليها مع الشركة بسرعة اكبر، مما يعرض الموزع المعتمد لحيل التجار الصغار، وينتج عنه مثل هذه الأحداث المؤسفة التي يظل ضحيتها في المقام الاول هو العميل.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 14 يناير 07