«المباشر» و«الاستشارات المالية» طوق النجاة لـ«بنوك الاستثمار»

«المباشر» و«الاستشارات المالية» طوق النجاة لـ«بنوك الاستثمار»
جريدة المال

المال - خاص

11:32 ص, الأربعاء, 15 يناير 14

نيرمين عباس :

رسمت المتغيرات السياسية والاقتصادية، التى شهدتها مصر على مدار العقد الأخير خريطة مختلفة لبنوك الاستثمار المحلية، وكان من المفترض أن تعكس تلك الخارطة تبادل الأدوار بين الكيانات الموجودة بالسوق، أو خروج ودخول وافدين جدد، إلا أنها فى حالة “مصر ” التى مرت بأكثر من نظام سياسى خلال فترة محدودة، اقتصر تأثيرها على تساقط عدد ملحوظ من بنوك الاستثمار التى برزت فى أوائل العقد، مع احتفاظ عدد قليل بموقعهم فى الصدارة رغم تضررهم، دون ظهور لاعبين جدد .

ويأتى عام 2014 ليمثل طوق النجاة من وجهة نظر خبراء ومسئولى بنوك الاستثمار، الذين توقعوا أن يتركز الاهتمام خلاله على قطاعى الاستثمار المباشر، الاستشارات وبنوك الاستثمار، بدعم من الخطط التنموية والمشروعات المرتقب إطلاقها من جانب الحكومة المقبلة .

 

سبق العام الحالى ثلاث سنوات وصفت بالعجاف، عانى خلالها قطاع الاستثمار المباشر من جفاف رؤوس الأموال، اختفت صفقات الاندماج والاستحواذات، بعد فترة انتعاش بدأت خلال 2003 وامتدت لـ 2007 ، وفترة تراجع محدودة بعد الأزمة المالية العالمية .

ورأى عدد من الخبراء أن خريطة بنوك الاستثمار المحلية تقلصت بشكل كبير بفعل تداعيات الازمات المالية والثورة، حيث احتفظت «هيرمس » بالصدارة بدعم من توسعاتها الخارجية، تليها «بلتون » التى استفادت من قوة إدارة الأصول .

كما أشاروا إلى أن الكيانات التابعة لبنوك تجارية تمكنت أيضاً من الاحتفاظ بمكانتها داخل السوق، رغم قلة نشاطها، وهو «التجارى الدولى » و «العربى الأفريقى ».

ونجح إتش سى مؤخراً فى تنشيط قطاع بنوك الاستثمار ونفذت 4 صفقات خلال 2013 ، فضلاً عن قوة قطاع أصولها، حيث يبلغ إجمالى الأصول التى تديرها 5 مليارات جنيه، تستهدف رفعها لـ 10 مليارات خلال العام الحالى .

فى حين خفتت أنجم عدد من الكيانات الكبرى مثل برايم، فاروس، القاهرة المالية القابضة، وجلوبال، والنعيم التى تحاول استعادة نشاطها خلال الفترة الحالية .

من جانبه قال هانى توفيق خبير أسواق المال والاستثمار المباشر إن صناعة بنوك الاستثمار كما عهدها المختصون بالمجال تغيرت بشكل ملحوظ فى مصر والعالم خلال العقد الأخير، حيث تحول التركيز من تدبير التمويل والقروض، وتأسيس الشركات، إلى رأس المال المخاطر، والاستحواذات والإندماجات بالداخل والخارج .

كما ظهرت الصناديق السيادية والأجنبية، وتحول الاهتمام بالمستثمرين الأفراد الأثرياء نحو المؤسسات .

وعلى صعيد بنوك الاستثمار، قال توفيق إن المتغيرات التى حدثت خلال الأعوام العشرة الماضية أثرت على خريطة بنوك الاستثمار، حيث اقتصرت قائمة البنوك التى حسنت وضعها على التابعة لبنوك تجارية وهما التجارى الدولى، العربى الأفريقى، وذلك بدعم من ذراع إدارة الأصول فى كل منهما .

ولفت إلى أن المجموعة المالية هيرمس تأثرت جراء الأزمات المتعاقبة التى مرت بها السوق، إلا أن وجودها فى الأسواق العربية كان له دور فى تقليل ذلك الأثر، فى حين أن قطاع الأصول دعم أداء بلتون فى ظل تراجع بقية أنشطتها .

ورأى خبير أسواق المال والاستثمار المباشر أن هناك بنوك استثمار تراجع أداؤها من ضمنها النعيم، إتش سى، فاروس التى لم تقدم جديداً منذ فترة .

وعن أنشطة بنوك الاستثمار، قال توفيق أن السمسرة تعانى من ضعف أحجام التداول، والتى لن تعود لسابق عهدها حتى فى حال استعادة الاستقرار، بسبب سلسلة التخارجات التى افقدت السوق جزءًا كبيرًا من قوامها، بدءاً بـ «موبينيل » مروراً بالأوراسكومات، وانتهاء بالاستحواذات التى شهدها قطاع البنوك .

وأوضح أن “السمسرة ” لن تتعافى سوى فى وجود الطروحات الجديدة، مرجحاً أن يشهد العام الحالى اندماجاً بين شركات السمسرة المحلية فى ظل تضاؤل حجم السوق .

وأشار إلى أن قطاع الأصول تضرر أيضاً جراء تدهور أوضاع السوق وتخارج الأسهم القيادية، وتركز التأثير على صناديق الأسهم، فى حين أن الصناديق النقدية ساهمت فى تعويض الخسائر ودعم ذلك القطاع .

من جهته قال كريم هلال، رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذى لشركة  أبوظبى  كابيتال للاستثمارات المتوافقة مع الشريعة «ADIB Capital» أن أنشطة بنوك الاستثمار شهدت تغيرات عديدة خلال الأعوام، حيث بدأ الضغط عليها منذ عام 2008 ، تلتها الثورة، التى اعقبها انهيار فى أحجام التداول، وثبات فى عدد شركات السمسرة العاملة بالسوق .

وتطرق هلال إلى قطاع إدارة الأصول الذى رأى أن أداءه اتسم بالاستقرار خلال الفترة الماضية، فى ظل قلة مخاطرتها والاعتماد على الصناديق النقدية

وأشار إلى أن بنوك الاستثمار المدعومة من بنوك تجارية هى التى استطاعت التماسك خلال الفترة الماضية، فى حين أن البنوك الاخرى تعانى ظروفاً صعبة نتيجة اضطراب الأوضاع .

ورجح أن يكون لإدارات الأصول وقطاع بنوك الاستثمار – بدعم من نشاط حركة التملك والاستحواذات – ، علاوة على قطاع الاستثمار المباشر، دور كبير فى زيادة إيرادات البنوك خلال 2014 ، خاصة إذا أعقب الدستور والرئاسة تعيين حكومة تمتلك خطة تطوير وإطلاق مشروعات ضخمة، متوقعاً أن يشهد النصف الثانى اكتتابات جديدة حال استقرار الأوضاع .

وقال مسئول سابق بأحد أكبر بنوك الاستثمار إن الأعوام العشرة الأخيرة شهدت تغيرات عديدة على صعيد أنشطة بنوك الاستثمار، حيث شهد قطاع الاستشارات وبنوك الاستثمار نشاطاً ملحوظاً فى بداية العقد، ثم بدء فى التراجع عقب الأزمة المالية العالمية، وواصل انحداره بعد اندلاع الثورة .

كما اتجهت السمسرة للتراجع منذ 2009 فى أعقاب الأزمة المالية العالمية، ليتعمق ذلك التراجع فى أعقاب الـ 25 من يناير بعد انخفاض قيم التداول وأسعار الأسهم .

ورأى المصدر الذى فضل عدم نشر اسمه أن قطاع إدارة الأصول نجح فى تقليل خسائره بعد أن تغيرت استراتيجيته من الاعتماد على صناديق الأسهم، وتوجه للصناديق النقدية، وهو الطريق الذى يقوده بلتون الذى يدير أغلب تلك الصناديق .

وعلى صعيد بنوك الاستثمار العاملة بالسوق، قال إن المجموعة المالية هيرمس عانت من ارتفاع التكاليف، إلا أن حصته فى بنك الاعتماد اللبنانى وتوسعه خارجيا ساهم فى تماسكه .

وقال إن التجارى الدولى تماسك بسبب تبعيته لبنك تجارى، فى حين أن بلتون التى شهدت انتعاشة قبل 2008 قامت بعدها بتطبيق سياسة تقشفية، كما أن ذراع إدارة الأصول عوضت انخفاض إيرادات باقى قطاعاتها .

ورأى أن أداء إتش سى لم يكن على المستوى المتوقع، مشيراً إلى أنها تمتلك قطاع أصول قوياً، وتحتاج للتركيز على السمسرة وبنوك الاستثمار .

وأشار إلى أن نقطة القوة لدى بنك استثمار فاروس تتمثل فى امتلاكه مركز بحوث قوياً، إلا أن باقى أنشطته لم تظهر بشكل مميز، كما غابت برايم عن المشهد بعد أن نفذت صفقات وعمليات قوية من ضمنها طرح عامر جروب عام 2008.

ورجح المصدر أن تتعافى قطاعات بنوك الاستثمار حال وجود خطة طموح لدى الحكومة وذلك خلال 6 أشهر من الآن، لافتاً فى الوقت نفسه إلى أن نشاط الاستثمار المباشر سيستغرق بعض الوقت لحين الانتهاء من خارطة الطريق ووضوح الرؤية .

وقال عمر مغاورى خبير الاستثمار المباشر إن العقد الماضى شهد المرور بعدة مراحل، أولها الفترة من 2003 وحتى 2005 والتى اقتصر النشاط فيها على هيرمس وبلتون، حيث تفوقت الأولى فى قطاع السمسرة، فى حين أن الثانية ركزت على إدارة الأصول وكانت أول المتجهين للصناديق النقدية من خلال صندوق “بنك مصر “.

كما شهدت تلك الفترة نشاط البنك العربى الإفريقى، والذى اتجه وقتها لإدارة إصدارات سندات الشركات .

وجاءت الفترة من 2006 حتى 2008 ليبرز خلالها نشاط قطاع الاستشارات وبنوك الاستثمار، والذى استفادت منه المجموعة المالية هيرمس، تليها بلتون بفارق كبير، حيث سيطرت الشركتان على إدارة الطروحات والتقييمات والاستحواذات الضخمة، علاوة على القروض مثل بشاى وحديد عز .

ورأى مغاورى أن الأزمة بدأت من منتصف 2008 عقب الأزمة المالية العالمية حيث تأثر قطاع السمسرة، فى حين أن نشاط الطروحات والاستحواذات لم ينهار بشكل كبير إلا فى أعقاب ثورة الـ 25 من يناير .

وقال خبير الاستثمار المباشر، مدير الاستثمار السابق بـ CFH ، إن المجموعة المالية هيرمس رغم تأثرها بالأزمات المتلاحقة فإنها ظلت فى صدارة خريطة بنوك الاستثمار المحلية، حيث أن توسعها بالخارج وامتلاكها قاعدة عملاء ضخمة حافظ على ربحيتها .

وتأتى بعدها بمسافة بلتون، التى استطاعت الصمود رغم التقلبات التى عاشتها قبل 2008 ، ودخولها فى أنشطة ثم تخارجها، موضحاً أن قطاع الأصول مثل ضمانة لها .

ورأى أن التجارى الدولى لم تقم بنشاط ملحوظ منذ فترة طويلة، فضلاً عن أن تعاملاتها تقتصر على عملاء البنك الذى ساهم فى مساندتها طوال الفترة الماضية .

وأشار إلى أن فاروس تمتلك قطاع بحوث جيداً، لكنها تحتاج لتنشيط بنوك الاستثمار، فى حين لفت إلى أن CFH يمتلك قطاع سمسرة جيد، لكنه لم يحقق تقدماً فى القطاعات الاخرى .

وتطرق إلى «النعيم » التى كانت تعمل بشكل جيد قبل 2006 ، حيث نجحت فى تنفيذ صفقات جيدة، وحاولت التوسع خارجياً، كما أنها كانت تمتلك سمسرة، تدير محفظة جيدة، إلا أنها تراجعت فيما بعد وتحاول الرجوع مجدداً .

ولفت إلى أن برايم تراجعت أيضاً بعد أن نافست بقوة واقتنصت تقييمات من ضمنها موبينيل، كما شاركت فى طرح عامر جروب، فى حين قال إن تركيز إتش سى اقتصر منذ فترة على قطاع الأصول، وبورصة النيل .

وتوقع مغاورى أن ينصب التركيز خلال 2014 على نشاطى الاستثمار المباشر، الاستشارات وبنوك الاستثمار، خاصة الطروحات الجديدة وعمليات الاستحواذ والاندماجات .

وقال أن السمسرة، وإدارات الأصول ستظلان متأثرتان بسبب ضعف أحجام التداول، والتى لا يتوقع لهما أن يستعيدان عافيتهما خلال العام الحالى .

وعلى صعيد التغيرات التى لحقت بأنشطة بنوك الاستثمار، قال حسين الشربينى العضو المنتدب بقطاع السمسرة بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية إن أنشطة البنوك تأثرت بشكل عام خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن قطاع السمسرة على سبيل المثال عانى من اندثار أحجام التداول على مدار الأعوام السابقة، كما انخفضت العمولات بشكل تدريجى خلال العقد الأخير .

وأضاف الشربينى أن ربحية شركات السمسرة انخفضت بدءاً من الأزمة المالية العالمية، وتعمق ذلك الانخفاض فى أعقاب ثورة الـ 25 من يناير وحتى الآن .

ولفت إلى وجود إشكالية تتمثل فى ثبات عدد شركات السمسرة الذى يقترب من 140 شركة، رغم تقلص حجم السوق وتراجع نصيب كل شركة، موضحاً أن عدد شركات السمسرة ببورصة دبى تراجع إلى النصف فى أعقاب الأزمة المالية العالمية .

ورأى الشربينى أن قطاع إدارة الأصول رغم أنه كان الأقل تأثراً خلال الفترات الماضية، لكنه شهد تراجعاً أيضاً بسبب انخفاض قيم الأسهم، تراجع أحجام التداول، مشيراً إلى أن الشركات التى تمتلك حجم أصول ضخمًا هى التى استطاعت الصمود بشكل أكبر أمام تقلبات السوق بدعم من عوائد الإدارة .

أما عن قطاع بنوك الاستثمار، فقال العضو المنتدب لقطاع السمسرة بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية، أن ذلك القطاع تأثر بشكل ملحوظ فى أعقاب 2011 ، حيث لم تشهد السوق صفقات ضخمة، واقتصر الأمر على تدبير بعض التمويلات، عمليات إعادة الهيكلة، وهو ما انعكس بشكل سلبى على إيرادات القطاع .

ورجح الشربينى أن تستفيد القطاعات الثلاثة وليس واحداً بعينه إذا ما انتهت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل جيد، موضحاً أن تحسن الرؤية واستقرار الأوضاع سيزيدان من حركة رؤوس الأموال بشكل ينشط الاستحواذات والإندماجات، فضلاً عن أن نشاط الاقتصاد سيزيد من فرص طرح شركات جديدة وزيادة أحجام التداول بالبورصة، بشكل سيعزز من ربحية السمسرة وصناديق الاستثمار .

من جهته قال حازم كامل – العضو المنتدب بقطاع إدارة الأصول بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية – أن قطاع بنوك الاستثمار شهد تغيرات عديدة خلال الفترة الماضية من ضمنها تراجع كيانات مثل جلوبال، فى الوقت الذى استطاعت فيه كيانات اخرى الصمود وتعرضت لمحاولات استحواذ مثل هيرمس، «بلتون ».

وأوضح أن بنوك الاستثمار التى ركزت على التوسع فى الأسواق خارجية كان لها الأفضلية خلال الفترة الماضية، وستكون الأكثر صموداً فى المرحلة المقبلة، ومن اهم تلك الدول السعودية، الإمارات .

وعن تطور أداء أنشطة بنوك الاستثمار خلال العقد الماضى، قال كامل إن إدارات الأصول أدت بشكل جيد، إلا أن النسبة الغالبة من حجم الأصول أصبح موجهاً للصناديق النقدية، على حساب صناديق الأسهم التى تراجعت بشكل كبير فى أعقاب الأزمة المالية العالمية .

وأوضح أن التركيز على الصناديق النقدية كان له دور فى عدم تراجع قطاع الأصول، رغم أن عمولاتها وأتعابها ليست بالضخمة .

وأشار كامل إلى أن قطاع بنوك الاستثمار وصل إلى ذروته بين الفترة من 2003 وحتى 2007 بدعم من النمو الاقتصادى، ونشاط حركة الاستحواذات، ثم بدأ فى التراجع عقب الأزمة المالية العالمية التى ظهر تأثيرها بدءاً من 2009 ، ليتفاقم الوضع عقب ثورة 25 يناير خلال 2011.

وعن قطاع السمسرة، قال العضو المنتدب بقطاع إدارة الأصول بشركة النعيم القابضة للاستثمارات المالية أن السمسرة بدأت تتضرر بشدة منذ 2008 عندما انهارت الأسواق العالمية، ثم حدثت ثورة 25 يناير التى اعقبها ضعف فى أحجام التداول، وتقلص حجم السوق، فى الوقت الذى لا تتجه فيه شركات السمسرة للاندماج أو التخارج .

وعلى صعيد 2014 ، قال كامل أن الاستقرار هو المحرك الأساسى لأداء القطاعات خلال ذلك العام، مرجحا إن يؤدى تكوين مؤسسات الدولة لدفع الـ 3 قطاعات الأساسية لبنوك الاستثمار، متوقعا فى الوقت نفسه أن تتصدر بنوك الاستثمار المتشعبة خارج مصر، على حساب الاخرى التى تكتفى بالسوق المحلية .

وقال إن استفادة القطاعات ستكون مرهونة أيضاً بخطط الحكومة التى يرتقب تعيينها فى أعقاب انتخاب الرئيس، موضحاً أن التركيز على مشروعات البنية التحتية، والنقل سينشط قطاع بنوك الاستثمار والاستثمار المباشر، يليها باقى القطاعات .

جريدة المال

المال - خاص

11:32 ص, الأربعاء, 15 يناير 14