واجمع المحللون الفنيون والاساسيين خلال جلسات المؤتمر ان الطريق ممهد امام مؤشر البورصة الرئيسي CASE 30 لمواصلة الصعود مستهدفا مستوي 12000 نقطة علي المدي القصير كون الطريق ممهد من الناحية الفنية والاساسية امام الاسهم الكبري لتسجيل مستويات تاريخية جديدة انعكاسا للاداء القوي للشركات والبنوك الكبري وترجم تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي والمناخ الاستثماري وادي بدوره الي التدفق غير المسبوق للاستثمارات الاجنبية المباشرة وغير المباشرة والتي استهدفت الاسهم النخبة وفي مقدمتها اوراسكوم للانشاء والصناعة واوراسكوم تيليكوم.
وكان تراجع الاسهم الكبري في بداية الاسبوع قد انعكس علي مؤشر case 30 ليتحرك في اتجاه مواز وهو ما اثار قلق المستثمرين من اتساع نطاق الحركة التصحيحية التي يشهدها منذ وصوله الي اعلي مستوياته علي الاطلاق في مطلع الشهر الحالي بملامسته 11700 نقطة، ونجحت نقطة دعم عند مستوي 11350 نقطة اشار اليها محمد السعيد رئيس قسم التحليل الفني في شركة اتش سي للاوراق المالية والاستثمار وعضو الجمعية المصرية للمحللين الفنين في وقف الاتجاه الهبوطي للمؤشر. اشار السعيد الي ان تراجع الاسهم الكبري في بداية الاسبوع جاء وسط تعاملات محدودة وهو ما يظهر عدم رغبة حملتها علي بيعها علي الاسعار المتاحة لرهانهم علي ادائها علي المدي المتوسط والطويل.
اوراسكوم تيليكوم يدعم المؤشر
اتجه سهم اوراسكوم تيليكوم للتراجع التدريجي منذ بداية الاسبوع ليصل الي مستوي 74 ملايين جنيه في جلسة الخميس لتقوم الشركة بالاعلان عن عرض شراء لعدد 106 مليون من اسهمها علي سعر 83 جنيها وهو ما قاد سهمها للصعود في جلسة الخميس بنسبة %6.9 ليغلق الاسبوع مسجلا 80.1 جنيه مقابل 78.6 جنيه في اقفال الاسبوع السابق. وكان صعود السهم في جلسة الخميس عاملا اساسيا في استعادة مؤشر CASE 30 توازنه كون السهم الاعلي من ناحية الوزن النسبي في المؤشر.وتسعي اوراسكوم تيليكوم من وراء شراء اسهم خزينة الي تعظيم العائد علي السهم وهو ما من شانه ان يحد من صعود مضاعف ربحيته مدعوما بتصاعد ارباح الشركة التشغيلية والارباح الراسمالية الضخمة التي حققتها من بيع كامل حصتها في شبكة »عراقنا« والتي بلغت 919 مليون دولار، كما قامت ببيع حصتها في شبكة HTIL المتمركزة في هونج كونج محققة صافي ربح بلغ 761 مليون دولار. واعلن نجيب ساويرس ان الشركة ستستفيد من التدفقات النقدية القادمة من تلك الصفقة في بحثها عن فرص جديدة في الاسواق الواعدة. وقامت اوراسكوم تيليكوم بالفعل في مطلع فبراير الماضي بدخول السوق الكوري الشمالي عن طريق شركة CHEO Technology التي تمتلك %75 من اسهمها، واعلنت اوراسكوم تيليكوم انها تعتزم ضخ استثمارات تقارب 400 مليون دولار لتنفيذ اعمال البنية التحتية للشبكة بالاضافة الي ثمن الرخصة.
من جهة ثانية اتجهت اسهم الاتصالات للتراجع حيث اغلق سهم موبينيل الاسبوع علي هبوط بنسبة %3.8 مسجلا 198 جنيه مقابل 206 جنيهات في اغلاق الاسبوع السابق. وساهم في تراجع السهم قيام الشركة بتوزيع كوبون بقيمة 4.43 جنيه لحامل السهم في اقفال الاحد الماضي13 ابريل وذلك عن ارباح عام 2007. ويرشح المحللون السهم للعودة للتحرك فوق مستوي 200 جنيه علي المدي المتوسط بدعم من الاداء القوي للشركة وهو ما دفع مراكز البحوث المحلية والدولية لرفع القيمة العادلة للسهم علي خلفية المستجدات التي شهدتها الشركة حيث حافظت علي قدرتها علي الصعود بارباحها علي الرغم من تصاعد المنافسة في سوق المحمول بنزول المشغل الثالث. وارتفعت الارباح في عام 2007 بنسبة %19.5 مسجلة 1.82 مليار جنيه مقابل 1.52 مليار جنيه في عام 2006. جاء ذلك علي خلفية نمو عدد المشتركين خلال الاثني عشر شهرا المنتهية في ديسمبر2007 بنسبة %63 ليصل الي 15.1 مليون مشترك مقابل 9.3 مليون مشترك في ديسمبر 2006. وبلغ نصيب سهم موبينيل من ارباح عام 2007 ما قيمته 18.2 جنيه ليكون بذلك السهم متداولاً علي مضاعف ربحية معتدل يبلغ10.8 مرة وهو ما يقل عن متوسط السوق البالغ 18 مرة ومتوسط شركات المحمول في المنطقة البالغ 14.5 مرة.
وتحرك سهم المصرية علي نطاق ضيق ليغلق الاسبوع علي تراجع محدود مسجلا 20.3 جنيه مقابل 20.5 جنيه في اغلاق الاسبوع السابق. ومن المنتظر ان يعاود السهم الصعود علي المدي المتوسط علي خلفية تداوله علي مضاعف ربحية معتدل بلغ في اقفال الاسبوع الماضي 14.6 مرة. جاء ذلك بعد تصاعد الارباح انعكاسا لارتفاع عائد المصرية للاتصالات من مساهمتها في فودافون البالغة %44 وهو ما كان السبب الرئيسي في ارتفاع الأرباح في عام 2007 بنسبة %4.6 مسجلة 2.541 مليار جنيه مقابل 2.4259 مليار جنيه في عام 2006وبلغ نصيب السهم من الارباح 1.39 جنيه.
البنوك تضغط علي المؤشر
اتجهت اسهم البنوك للتراجع وفي مقدمتها التجاري الدولي الذي اغلق الاسبوع علي هبوط بنسبة %2.4مسجلا 85.6 جنيه مقابل 87.7 جنيه في اقفال الاسبوع السابق. ليتحرك بذلك السهم حول نقطة دعم اساسية عند مستوي86 جنيهاً كانت دعاء علوي رئيسة قسم التحليل الفني في شركة »فاروس« القابضة قد رشحتها خلال مؤتمر المال لدعم السهم ووقف اتجاهه الهبوطي. وأشارت الي ان الاتجاه العام للسهم لا يزال صعوديا علي المدي المتوسط والطويل. ويجئ تفاؤل المحللين الفنيين والاساسيين بشان اداء السهم وترشيحه للصعود من جديد ليعود لاستهداف مستوي 100 جنيه علي خلفية عدة عوامل ضمنها الدمج المرتقب مع البنك العربي الافريقي والذي كان تاجيل اتمامه قد ضغط علي السهم في النصف الثاني من الشهر الماضي ودفعه لكسر نقطة دعم قوية عند مستوي90 جنيهاً.
ومن الناحية الاساسية فان السهم يتحرك تحت مستوي القيم العادلة التي اعطته له كبري مراكز البحوث والتي فاقت 100 جنيه بالاضافة الي تداوله علي مضاعف ربحية معتدل يبلغ 13 مرة. ومن المنتظر ان يستفيد السهم من المستجدات الايجابية التي يشهدها البنك مع قيامه بزيادة راس المال بمقدار النصف ليصل الي 2.925 مليار جنيه وهو ما وجده المستثمرين متماشيا مع استراتيجيته الهادفة الي استعادة مركزه في طليعة البنوك التجارية الخاصة التي فقدها لصالح البنك الاهلي سوسيتيه. وشهدت مؤشرات اداء البنك نمواً جماعياً اظهرته نتائج اعمال عام 2007 والتي اظهرت ارتفاع الارباح بنسبة %51 مسجلة 1.285 مليار جنيه مقابل 851 مليون جنيه في عام 2006 جاء ذلك انعكاسا لارتفاع صافي العائد من الفوائد بنسبة %27 مسجلا 1.2 مليار جنيه مقابل 941مليون جنيه في عام المقارنة. وارتفع العائد من خارج الفوائد بنسبة اعلي بلغت%45 مسجلا 1.28مليار جنيه مقابل 879 مليون جنيه في عام 2006 . وباضافة العائد من خارج الفوائد الي العائد من الفوائد يكون صافي ايرادات النشاط قد ارتفع بنسبة %36 مسجلا 2.48 مليار جنيه مقابل 1.8 مليار جنيه في عام2006 .
وتراجع سهم كريديه اجريكول مع القطاع خلال جلسات الاسبوع الماضي ليغلقه علي هبوط بنسبة %4.2 مسجلا 22.4 جنيه مقابل 23.4 جنيه. وبالاخذ في الاعتبار قيام البنك بتوزيع كوبون بقيمة جنيه واحد في منتصف الاسبوع الماضي يكون قد اغلق عند نفس مستواه السابق. ومن المنتظر ان يعود السهم للصعود علي المدي المتوسط علي خلفية نمو مؤشرات اداء البنك والتي اظهرتها نتائج اعماله لعام 2007 حيث ارتفع عائد التشغيل بنسبة %38 مسجلا 915 مليون جنيه مقابل 659 مليون جنيه في في عام المقارنة. وبلغ صافي الربح 523 مليون جنيه مقابل ارباح محدودة بلغت 20.7 مليون جنيه في عام المقارنة. الجدير بالذكر ان البنك كان قد تكبد في عام 2006 خسائر استثنائية من صندوق العاملين بعد استحواذه علي المصري الامريكي بلغت 317 مليون جنيه. ويتداول السهم علي اسعار تقل علي القيم العادلة التي اعطتها له مراكز البحوث الكبري وهو ما يرشحه للصعود بالاضافة الي انه يتداول علي مضاعف ربحية يقل عن متوسط القطاع حيث بلغ في اقفال الاسبوع الماضي 12.2 مرة.
وتاثر سهم بنك سوسيتيه جنرال باداء القطاع ليغلق الاسبوع علي تراجع بنسبة %4.7 مسجلا 44.2 جنيه مقابل 46.2 جنيه. ويتداول سهم البنك الاهلي سوسيتيه علي مضاعف ربحية يفوق القطاع حيث بلغ علي سعر اقفال الاسبوع الماضي 18 مرة. يجئ مضاعف الربحية المرتفع انعكاسا لتصاعد توقعات المستثمرين حول معدلات نمو ارباح الاهلي سوسيتيه علي المدي المتوسط بعد بدءه في الحد من بناء المخصصات الموجهة للقروض المتعثرة انعكاسا لتسجيلها مستويات قياسية وهو ما سيؤدي لوصول المزيد من ايرادات النشاط الي خانة الارباح.
واظهرت نتائج اعمال البنك لعام 2007 ارتفاع الارباح قبل البنود الاستثنائية بنسبة %28مسجلة 701 مليون جنيه مقابل547 مليون جنيه في عام 2006وكان البنك قد انتهي في الربع الاخير من عام 2006 من سداد العجز في صندوق العاملين الناتج عن دمج بنك مصر الدولي فيه والذي بلغ 497 مليون جنيه وكان ذلك قد ضغط علي ارباح عام2006 حيث بلغت بعد الضرائب 147 مليون جنيه في حين بلغت ارباح عام 2007 بعد الضرائب 674مليون جنيه.
وبدأ الاحد الماضي سريان فترة تلقي عرض الشراء المقدم من بنك الكويت الوطني لكامل النسبة المتبقية من اسهم التداول الحر في البنك الوطني المصري البالغة 1.405 مليون سهم تمثل %1.8 من اجمالي اسهمه وذلك علي نفس السعر الذي استحوذ به الكويت الوطني علي %98.2 من اسهم الوطني المصري في سبتمبر 2007 والذي بلغ 77.01 جنيه. ليبلغ بذلك مضاعف ربحية السهم علي سعر الشراء 26 مرة محسوبا علي نصيب السهم من ارباح عام 2007ليكون هذا المضاعف الاعلي بين البنوك التجارية الخاصة الكبري ويبلغ متوسط القطاع 15 مرة.
سهم »المالية والصناعية« يخطف الأضواء
تصاعدت وتيرة ارتفاع سهم المالية والصناعية منذ مطلع الاسبوع ليغلقه علي ارتفاع بنسبة %22 مسجلا 367 جنيهاً مقابل300 جنيه في اقفال الاسبوع السابق. وجاء صعود السهم المتواصل منذ بداية العام ليقلل من سيولته وهو ما دفع الجمعية العمومية للشركة التي انعقدت امس السبت للموافقة علي توزيع سهم مجاني امام كل ثلاثة اسهم يتم تمويلها من ارباح عام 2007 والاحتياطيات يجئ ذلك بالتوازي مع تخفيض القيمة الاسمية للسهم من 40جنيهاً الي 10 جنيهات.
وكان صعود السهم الحاد الاسبوع الماضي انعكاسا لاعلان الشركة في مطلع الاسبوع عن المؤشرات المالية الرئيسية لادائها في الربع الاول والتي اظهرت ارتفاعاً غير مسبوق في ارباح شركة السويس للاسمدة المملوكة لها لتبلغ57.2 مليون جنيه مقابل4.7 مليون جنيه في فترة المقارنة. جاء ذلك انعكاسا لبدئها في ضخ انتاجها بقرب طاقتها القصوي لتبدأ عصراً جديداً مع وصول قيمة المبيعات الي 155.5 مليون جنيه مقابل 4.7 مليون جنيه في فترة المقارنة. الجدير بالذكر ان الشركة معفاة من الضرائب لمدة عشر سنوات تنتهي في عام 2005. من جهة اخري ارتفعت الارباح المنفصلة قبل الضرائب للشركة المالية والصناعية في الربع الاول بنسبة %63 مسجلة 39.2 جنيه مليون جنيه مقابل 24 مليون جنيه في فترة المقارنة. جاء ذلك انعكاسا لارتفاع المبيعات بنسبة%66.9 مسجلة 158 مليون جنيه مقابل 94.8 مليون جنيه في فترة المقارنة.
لتكون بذلك الشركة قد بدأت في جني أرباح التوسعات الضخمة التي أجرتها لخطوط انتاجها والتي جاءت بالتوازي مع الارتفاع القياسي لاسعار الاسمدة محليا وعالميا. جاء ذلك ليمكنها من الصعود بصادراتها دون الاخلال بتوفير الطلب المحلي من الاسمدة الفوسفاتية التي تهيمن علي حوالي %70 من اجمالي الانتاج المحلي منها في الوقت الراهن. جاء الاعلان عن مؤشرات اداء الربع الاول بالتوازي مع الاعلان عن نتائج الاعمال المجمعة لعام 2007 والتي اظهرت ارتفاع الصادرات بمعدل غير مسبوق بلغ %314 مسجلة 149 مليون جنيه مقابل47 مليون جنيه في عام 2006 ويعد الصعود بالصادرات امرا حيويا للشركة المالية والصناعية فعلي الرغم من كون السوق المحلية متعطشة للاسمدة نتيجة لزيادة الطلب علي العرض الا ان هذا الوضع سيختلف علي المدي المتوسط حيث ستتغير خريطة القطاع بنزول منتجات المصانع تحت الانشاء الي السوق وهو ما سيؤدي لزيادة قياسية في المعروض مع تعدد الاطراف اللاعبة علي خلاف الوضع الحالي. وفي مواجهة ذلك توصلت المالية والصناعية لسلسلة من الاتفاقيات لتصدير منتجاتها من السوبر فوسفات الاحادي الي اليونان وايطاليا والبرازيل والارجنتين.