صورة – ارشيفية
فريد عبداللطيف:
شهدت السوق صعودا انتقائيا خلال جلسات الاسبوع الماضي وسط تعاملات مكثفة من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار استهدفت الاسهم النخبة في القطاعات القائدة. جاء ذلك علي خلفية الثقة في اداء تلك الاسهم بعد اعلان البنوك والشركات الكبري عن نتائج اعمالها للعام المالي الاخير والتي اظهرت استمرارها في تحقيق مستويات ارباح مرتفعة وهو ما من شانه الحد من صعود مضاعفات الربحية وجعل اسعار الاسهم المصرية مغرية مقارنة بالاسواق الاقليمية. وجاء صعود المؤشرات تدريجيا مع تحركها علي نطاق ضيق لتجنب التذبذبات الدراماتيكة التي شهدها السوق في الثلاث سنوات الاخيرة حيث يقوم المشترون ببناء مراكزهم في هدوء لاقتناص الفرص وعدم التسرع في الشراء. وحافظت الاسهم الكبري علي مكانها في صدارة قائمة الاكثر تداولا مع استقرار حركتها كون الجانب الاكبر من نسب التداول الحر منها في حوزة مؤسسات وصناديق استثمار تلعب دور صانع السوق حيث تقوم في الاوقات الحرجة بتحريك محافظها لتبيع شرائح مما في حوزتها من اسهم عند اسعار معينة يجعلها نقاط مقاومة مما يدفع اسعارها للهبوط, وتقوم باعادة الشراء من جديد عند مستويات محددة مما يجعلها نقاط دعم. من جهة اخري تصاعدت ثقة صغار المستثمرين في السوق انعكاسا للاستقرار الذي يشهده مؤخرا وان كانت طموحاتهم في تحقيق ارباح سريعة قد تراجعت وهو ما ادي لهبوط حجم تعاملاتهم.
ومن المتوقع ان تشهد الفترة القادمة صعودا انتقائيا للسوق مع تزايد الاهتمام بالتحاليل الاساسية التي تقييم الاسهم علي اساس الاداء التشغيلي للشركات وخططها المستقبلية مع تراجع الاهتمام بالتحاليل الفنية التي تعطي توصيات علي الاسهم بناء علي حركتها والقوة الشرائية الداخلة فيها بغض النظر عن اداء الشركات. واغلق مؤشر CASE 30 الاسبوع علي ارتفاع بنسبة %1,2 مسجلا 7282 نقطة مقابل 7191 نقطة في اقفال الخميس قبل الماضي.
واستأنفت اسهم الاسكان والاستثمار العقاري رحلة الصعود بقيادة سهم المصرية للمنتجعات السياحية الذي حافظ علي مكانه في صدارة قائمة الاسهم الاكثر نشاطا مع اغلاقه الاسبوع علي ارتفاع مسجلا 28 جنيها مقابل 25.1 جنيه. ويجيء الاهتمام باسهم القطاع علي خلفية ما يشهده من زخم مع تدفق الاستثمارات الخليجية عليه والذي جاء متزامنا مع تفعيل قانون التمويل العقاري بالاضافة الي تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي, والذي صحبه اعطاء الدولة اولوية لدفع انشطة المقاولات والاستثمار العقاري للنهوض كونها المحرك لعدد من القطاعات الحيوية التي يعتمد عليها الاقتصاد القومي.
ويعطي التصاعد المستمر في معدل التضخم دفعة اضافية لانشطة الاستثمار العقاري، وهو ما سيدفع المستثمرين لتوجيه شرائح متزايدة من استثماراتهم للعقارات كونها وعاء امنا للثروة في الاعوام التي تشهد معدلات تضخم مرتفعة، ويعيد ذلك للاذهان الانتعاش الذي شهده القطاع في حقبة التسعينيات. وبذلك فان مبيعات شركات الاستثمار العقاري ستنتعش علي خلفيتين، الاولي تفعيل قانون التمويل العقاري الذي ستستفيد منه مبيعات الوحدات المتوسطة المستوي, اما الوحدات الفاخرة فستنتعش علي خلفية كونها وعاء امنا للثروة خاصة في اوقات التضخم.
ولامس سهم اوراسكوم للانشاء والصناعة في جلسة الخميس مستوي 300 جنيه ثم تراجع تحت وطأة جني الارباح ليغلق الاسبوع مسجلا 297 جنيها مقابل 286 جنيها في اقفال الخميس قبل الماضي. يجيء الاداء القوي للسهم مدعوما باعلان الشركة في نهاية مارس عن نتائج اعمال عام 2006 والتي اظهرت ارتفاع الارباح بنسبة 557 مسجلة 2.67 مليار جنيه. وكانت الشركة قد اعلنت في مطلع مارس عن قيامها بالدخول في شراكة مع مجموعة الخياط السعودية لانشاء مصنع اسمنت بتكلفة 360 مليون دولار, كما اعلنت عن تقدمها بعرض للاستحواذ علي شركة اسمنت تركية تبلغ تكلفته 486 مليون دولار. ويساهم الاسمنت بثلثي ارباح الشركة وتساهم المقاولات بالنسبة المتبقية. ومن المنتظر ان تشهد مبيعات الاسمنت المزيد من الصعود خلال العام الحالي حيث ستزداد الطاقة الانتاجية بمقدار6 ملايين طن, منها 1.5 مليون طن من الانتاج المحلي,و 2.3 مليون طن لمصنع كردستان, و 2.2 مليون طن لمصنع باكستان, لترتفع بذلك اجمالي الطاقة الانتاجية للشركة الي 21 مليون طن, ومن المنتظر ان ترتفع الي 31 مليون طن بحلول عام 2008 بعد نزول الطاقات الانتاجية الاضافية لاسمنت الجزائر وكردستان ونيجيريا بالاضافة الي مصنع الامارات. وكانت الشركة قد انتهت في سبتمبر الماضي من اعمال الانشاءات الخاصة بمصنع اسمنت باكستان الذي تبلغ طاقته الانتاجية 2.2 مليون طن سنويا, يجيء ذلك متزامنا مع تزايد الطلب علي الاسمنت في باكستان خلال النصف الثاني من العام الماضي بنسبة %14 مدعوما بارتفاع الناتج المحلي الاجمالي.
وشهد سهم باكين صعودا ملحوظا في جلسة الخميس ليغلقها مسجلا 53.3 جنيه مقابل 48 جنيها في اقفال الاسبوع قبل الماضي. ليكون بذلك السهم قد عاد للتحرك فوق سعر العرض الذي تقدمت به شركة الشرق الاوسط للكيماويات في مطلع مارس للاستحواذ علي %100 من اسهم باكين علي سعر 53 جنيها. ولم تعلن الشركة القابضة للصناعات الكيماوية التي تمتلك %35 من باكين عن موقفها النهائي من العرض. وكانت الدولة قد اعلنت عن توجهها لبيع حصة قطاع الاعمال في شركة باكين للبويات خلال العام الحالي خاصة بعد زيادة جاذبية الاخيرة نتيجة نجاحها في الصعود بصافي ارباحها في الاعوام الاخيرة علي الرغم من ارتفاع تكلفة المواد الاولية التي تقوم باكين باستيرادها والتي تشكل %60 من تكلفة الانتاج. وكانت باكين قد اعلنت مؤخرا عن نتائج اعمال النصف الاول المنتهي في ديسمبر 2006 والتي اظهرت نمو الارباح بنسبة %25 مسجلة 58.2 مليون جنيه.
وانعقدت الجمعية العمومية لشركة اوراسكوم تليكوم واقرت تجزئة السهم بمعدل 5-1 وسوف تتم التجزئة في فتح جلسة 12 ابريل. واغلق السهم الاسبوع علي تراجع محدود مسجلا 389 جنيها مقابل 395 جنيها. وكانت الشركة ذات الوزن النسبي الاعلي في مؤشرات السوق قد اعلنت عن نتائج اعمال عام 2006 في منتصف مارس, واظهرت تلك النتائج نمو الايرادات بنسبة %36 في حين ارتفعت الارباح بنسبة اقل بلغت %8 مسجلة 4.198 مليار جنيه. يجيء ذلك انعكاسا لتصاعد المصروفات التمويلية بنسبة %146 لتصل الي 20 مليار جنيه. وتصاعدت مساهمة اوراسكوم الجزائر- جيزي في اجمالي الايرادات لتصل الي %34 يجيء ذلك انعكاسا لزيادة اوراسكوم تليكوم حصتها فيها بنسبة % 7 ,9 في اكتوبر الماضي لتصل مساهمتها الي %95,6 جاء ذلك عن طريق شرائها حصة مؤسسة اتصالات الاماراتية في صفقة بلغت 399 مليون دولار.
ولم ينجح سهم موبينيل في كسر الجمود الذي يشهده مؤخرا حيث اغلق الاسبوع عند نفس مستواه السابق مسجلا 156 جنيها. وكان الجهاز القومي للاتصالات قد وافق علي نظام الاشتراك المدفوع مقدما الذي يستمر مدي الحياة الذي ابتكرته الشركة وتبعها في ذلك فودافون. وكانت الجمعية العمومية للشركة قد انعقدت في 11 مارس واقرت توزيع كوبون بقيمة 3.45 جنيه عن ارباح عام 2006. وناقشة الجمعية الخلاف القائم بين الشركة والجهاز القومي لتنظيم للاتصالات بشأن تقديم خدمات الجيل الثالث والخيارات المتاحة امامها. وكانت الشركة قد اعلنت عن تمسكها بحقها في تطبيق تكنولوجيا ايدج باعتبارها تقع تحت مظلة الجيل الثاني وليس الثالث وهو ما يرفضه الجهاز.
وفي قطاع البنوك استانف سهم المصري لتنمية الصادرات رحلة الصعود ليغلق الخميس مسجلا 30.5 جنيه مقابل 29 جنيها. وكان البنك قد اعلن في بداية مارس ان معدل تغطية زيادة رأس المال من 600 مليون الي 800 مليون قد بلغ 112 مرة. وتجيء زيادة راس المال بالقيمة الاسمية البالغة 10 جنيهات متزامنة مع الارتفاعات القياسية التي يشهدها السهم منذ الاعلان في منتصف يناير عن نتائج اعمال النصف الاول والتي اظهرت تحقيق ارباح بلغت 121.1 مليون جنيه مقابل 40.8 مليون جنيه في فترة المقارنة. جاء ذلك بصفة اساسية نتيجة بناء البنك مخصصات محدودة بلغت 0.2 مليون جنيه مقابل 97 مليون جنيه في فترة المقارنة.
وتحرك سهم البنك التجاري الدولي علي نطاق ضيق ليغلق الخميس علي ارتفاع محدود مسجلا 57 جنيها مقابل 55 جنيها. وكان البنك قد اعلن عن نتائج اعمال عام 2006 والتي اظهرت تحقيق صافي ربح قبل المخصصات بلغ 1.06 مليار جنيه مقابل 974 مليون جنيه في فترة المقارنة. وقام البنك بتخفيض معدل بناء المخصصات حيث بلغ ما تم بناؤه منها 194 مليون جنيه مقابل 364 مليون جنيه في فترة المقارنة. وبخصم المخصصات يكون صافي الربح قد ارتفع بنسبة %42 مسجلا 868 مليون جنيه مقابل 610 ملايين جنيه في عام 2005.
وفي قطاع الاسمدة استقرت حركة سهم ابوقير وهي الشركة المهيمنة علي سوق الاسمدة النيتروجينية ليغلق الاسبوع عند نفس مستواه الاسبق مسجلا 150 جنيها. ومن جانبه استمر سهم المالية والصناعية في التحرك تحت مستوي 80 جنيها حيث اغلق الخميس عند نفس مستواه السابق مسجلا 76 جنيها. وكان السهم قد عاد الي الاضواء مؤخرا مع وصوله في مطلع فبراير الي مستوي 90 جنيها بدفع من اعلان الشركة القابضة للحراريات عن انها ستعرض حصتها في المالية والصناعية البالغة %25,5 للبيع خلال عام 2007 علي ان يسبق ذلك استرداد السهم عافيته ويقترب من قيمته العادلة. وكان السهم قد سجل اعلي مستوياته علي الاطلاق في مطلع عام 2006 بملامسته مستوي 140 جنيه ثم تأثر بعد ذلك بالاتجاه الهبوطي للسوق ليتداول حول مستوي 70 جنيها مع تراجع حجم التداول عليه لرفض حملته بيعه علي هذا السعر لرهانهم علي اداء الشركة خلال المرحلة القادمة بعد نزول الطاقات الانتاجية الضخمة لمصنع شركة اسمنت السويس التابع للمالية والصناعية والذي بدأ ضخ انتاجه في الربع الاخير من العام الماضي بضخ السوبر فوسفات.
واغلق سهم الشرقية للدخان الاسبوع عند نفس مستواه السابق الخميس مسجلا 400 جنيه. ومن المتوقع ان يحافظ السهم علي مكاسبه الاخيرة بدفع من تزايد احتمالات تعرض الشركة لعملية استحواذ بالاضافة الي اعلانها عن نتائج اعمال النصف الاول من العام المالي الحالي والتي اظهرت ارتفاع الارباح بنسبة 548 مسجلة 342 مليون جنيه. ياتي النمو القياسي في الارباح انعكاسا للسياسة الديناميكة التي تتبعها والتي تهدف الي تنويع سلة منتجاتها بالتزامن مع اجراء تغيرات سعرية تناسب المستجدات السوقية حيث كانت قد قامت في يوليو 2006 بزيادة سعر ورقتها الرابحة المتمثلة في كليوباترا كينج بمعدل %12 لتصل الي 2.25 جنيه مع قيامها في ديسمبر الماضي بطرح منتجين جديدين علي سعر 4 جنيهات لمخاطبة الطبقة المتوسطة. واستفادت الشركة منذ يونيو 2005 من تطبيق قانون الضرائب الاخير الذي خفض الضريبة علي الدخل الي النصف لتبلغ %20 وهو ما اعطي دفعة للربحية منذ تطبيقه. كما استفادت الشرقية من استقرار سعر صرف الجنية منذ مطلع عام 2005. لتصبح بذلك الشرقية للدخان هدفا ثمينا للاستثمارات الاجنبية المباشرة التي تتدفق بصورة غير مسبوقة علي مصر . وتبلغ نسبة التداول الحر من اسهم الشرقية %40,6 وتبلغ حصة القابضة للصناعات الكيماوية %52 وهي نسبة حاكمة. وكانت القابضة قد قامت في يوليو 2005 بطرح نسبة %14 من حصتها في الشرقية في بورصة دبي بنظام book building , وتمت العملية علي سعر 200 جنيه.
وكان سهم اوليمبيك جروب ضمن الرابحين حيث اغلق الاسبوع مسجلا 54 جنيه مقابل 52 جنيها. وكانت الجمعية العمومية للمجموعة قد انعقدت في نهاية مارس واقرت توزيع كوبون نقدي بقيمة جنيه واحد بالاضافة الي 0.4 سهم مجاني في كل من شركتي نماء واولمبيك ستورز التابعتين لها. وكانت المجموعة قد اعلنت في بداية مارس عن نتائج اعمال عام 2006 والتي اظهرت استقرار الارباح مسجلة 213 مليون جنيه. وكانت ارباح الشركة قد شهدت نقلة نوعية في العامين الاخيرين انعكاسا لعودة الطلب علي السلع المنزلية المعمرة الي الارتفاع وهو ما دفع الايرادات للنمو, وتزامن ذلك مع ارتفاع هامش الربح نتيجة لتزايد اعتماد الشركة علي المدخلات الصناعية المحلية في منتجاتها. وتعد اوليمبيك جروب اكبر منتج للسلع البيضاء في مصر وفي مقدمتها الغسالات والثلاجات.