جاءت الزيادة المطردة في أعداد المشتركين في الهاتف المحمول خلال العام الماضي 2005 لتتخطي حاجز الـ 14 مليون مشترك ، لتلقي بظلالها علي وضع العديد من شركات خدمات الكبائن العامة الذي بات أكثر تأرجحا في ظل تنامي مراكز الاتصالات الخاصة و ما يعرف بظاهرة “محمول الشوارع ” التي قلصت من حجم إيرادات هذه الشركات.
وشهد العام الماضي زيادة في أعداد المشتركين في شبكتي ” موبينيل ” و” فودافون مصر ” تفوق 7 ملايين مشترك خلال 12 شهرا فقط ، فيما بلغت هذه المعدلات خلال السنوات الست السابقة منذ بداية عمل شبكات المحمول وحتي ديسمبر 2004 نحو 7.8 ملايين مشترك .
وأشار تقرير لشعبة مكاتب الاتصالات مؤخرا إلي أن عائدات شركتي المحمول من المكالمات التي تتم عن طريق مراكز الاتصالات الخاصة المرخصة من قبل الشركة المصرية للاتصالات والبالغ عددها في القاهرة الكبري وحدها نحو 10 آلاف مركز تصل إلي حوالي 180 مليون جنيه سنويا.
كما كشفت دراسة لشركة ” لوجيك ” للأبحاث أن %70 من مكالمات المحمول التي تتم في الأماكن العامة تتم عن طريق ما يعرف بـ” محمول الشوارع ” ، مشيرة إلي أنه يوجد نحو 30 ألف جهاز منتشرة في ميادين وشوارع القاهرة الكبري يتم عن طريقها بيع مكالمات المحمول. وأكد مسئول بإحدي شركات الكبائن العامة أن هذا التنامي في إعادة بيع مكالمات المحمول بصوره غير المشروعة انتشر بشكل كبير خلال العام الماضي ، رغم بدء الظاهرة قبل نحو 3 أعوام، مشيرا إلي أن ذلك ناتج عن الزيادة المطردة في مشتركي المحمول التي تخطت كل التوقعات بنهاية العام الماضي.
وتعمل في سوق الكبائن العامة 3 شركات هي ” ميناتل ” التي تستحوذ علي نحو %80 من السوق ، والمصرية للاتصالات ، بالإضافة إلي النيل للاتصالات .
وأشارت التقديرات إلي أن حجم مبيعات شركات الكبائن الثلاث بلغ نهاية العام الماضي نحو 400 مليون جنيه، لتنخفض بنحو %50 عن العائدات المحققة بنهاية العام 2002 . وتوقع المسئول في شركة الاتصالات أنه في حال عدم تقنين استخدام المحمول في الشوارع والسنترالات الخاصة، فإن بعض شركات الكبائن ستتعرض للخروج من السوق خلال الأعوام القليلة القادمة، خاصة مع تشغيل الشبكة لثالثة للهاتف المحمول.