صورة – ارشيفية
حمادة حماد:
أكد خبراء التسويق والإعلان أن حملات شركات المحمول الثلاث »موبينيل« و»اتصالات« و»فودافون« تباينت في أشكال استخدامها للوسائل الدعائية حيث إن الأولي اعتمدت علي جاذبية الألوان والحركة وملاءمتها للجو الرمضاني علاوة علي الطابع الكوميدي الخفيف الذي اتبعته، كما استخدمت الثانية الأسلوب المباشر والموضوعية والاقرار بفكرة تواجد المنافس، وبالنسبة لشركة »فودافون« فقد اعتمدت علي مواقف كوميدية من الحياة اليومية لا ترتبط بالجو الرمضاني .
ويري محمد العشري مدير الميديا بوكالة »Shadow« أنه بالنسبة للنص فإن الفكرة الإعلانية لشركة اتصالات قدمت النص الإعلاني الجذاب مع شعار »دلوقتي وقتها« بمصاحبة صورة وصوت مؤثرين جداً تم استخدامهما بصورة عامية تعبر عن نبض الشارع والمستخدمين، مضيفاً أن أهم ما ميز الحملة هو الاقرار بفكرة وجود المنافس وأن الشريحة الالكترونية للاتصالات تصارع من أجل استمرار تواجدها داخل المحمول لأنه أعطي للمشاهد احساسا بالمصداقية .
كما أنه يوضح أن شركة »موبينيل« اعتمدت علي الموسيقي والحركة بمصاحبة الصورة المبهجة والايقاع السريع مما ساعد علي تغيير الحالة النفسية عن طريق اتاحة الفرصة للعميل للحديث بأقل سعر للدقيقة وهو 5 قروش .
أما عن فودافون فيري العشري أنه بالرغم من وضوح الأفكار والمفردات في الإعلان فإنها جاءت »مستفزة« بعض الشيء حيث إن الفكرة استخدمت عناصر غير مناسبة ومواقف غير منطقية »التوقيات الحرجة داخل الامتحان« أو »ارهاق المتدرب في الصالة الرياضية« مما يعكس عدم استعداد فودافون جيداً لرمضان هذا العام .
ولفت »العشري« إلي أنه بشكل عام فإن الخطة الإعلانية للحملات الثلاث لشركات المحمول كانت مكثفة في رمضان وتم توزيعها بصورة جيدة ومتوازنة داخل المسلسلات والبرامج .
ومن جانبه يصف محمد عراقي مدير التسويق بوكالة ايجي ديزاينر للدعاية والإعلان الحملات الإعلانية الثلاث للمحمول في ثلاث كلمات »الموضوعية« و»الفانتازيا« و»البواخة«، مؤكداً أن حملة »اتصالات« اتسمت »بالموضوعية« حيث إنها نجحت في توصيل رسالتها بطريقة واقيعة وبشكل مباشر إلي العميل معتمدة علي الألفاظ الجذابة التي تبقي المشاهد أكثر تركيزاً ولا يشرد بذهنه بعيداً عن هدف الإعلان .
أما شركة »موبينيل« فيوضح عراقي أنها اتسمت بـ»الفانتازيا« وكانت مناسبة جداً للجو الرمضاني لأنها لمست العادات المتواجدة في الشهر الكريم ضارباً مثالا بعبارات »صحوني ع المدفع« و»سبني في حالي الدنيا صيام«، كما ان الألوان والحركة بالإعلان جاءتا ملفتتين للنظر مما ساهم في شد انتباه المشاهد إليها .
وعن »فودافون« فيري عراقي أنها كانت »بايخة« وجاءت سيئة وغير مطابقة للأجواء الرمضانية – فتاة تخوض امتحان في هذه الأيام – إضافة إلي أن المواقف التي قدمتها تتسم بالسماجة .
وتقول داليا عبد الله أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة إنه من الواضح أن كلا من شركتي »موبينيل« و»فودافون« استخدمتا نفس العروض والأفكار تقريباً لجذب مزيد من العملاء إليهما وذلك من خلال تسعير دقيقة المحمول بـ5 قروش فقط، بالإضافة إلي اعتماد كليهما علي الطابع الكوميدي، إلي جانب حملة اتصالات التي اعتمدت علي ربط الشركة أكثر بالجمهور .
ولكن في نفس الوقت تنتقد »داليا« عدم توضيح فودافون لبعض المعلومات في إعلانها حيث أكدت أن سعر الدقيقة 5 قروش طوال نهار رمضان دون توضيح أن الـ5 قروش تحسب بداية من الدقيقة الثالثة وعدم ذكر القيمة الفعلية للدقيقتين الأولي والثانية مما يجعله إعلانا خادعا للمستهلك يفتقد إلي المصداقية مما قد ينتج عنه تكوين اتجاه سلبي من قبل الجمهور ناحية الشركة، كما تري أنه بالنسبة لشركة اتصالات التي قالت في حملتها إن الشبكة تستخدم من قبل 10 ملايين شخص مازلنا لا نعلم مدي صدق هذه الأرقام .
وتشير »داليا« إلي أن التنوع في الحملة الإعلانية لشركة موبينيل أعطي لها التميز عن حملات الشركات الأخري حيث إنها استخدمت إعلانات تحمل الطابع الكوميدي، وفي نفس الوقت تعرض أفكارا بشكل جيد سواء بالنسبة للألوان والحركة وربط الإعلان بالرغبة في تغيير العادات السيئة في شهر رمضان مثل عبارات – انسي القهوة والنيكوتين – و – يا أستاذ متخلينش أفطر عليك روء شوية -، إلي جانب استخدامها إعلانا آخر يحمل الطابع الإنساني تؤكد من خلاله دعمها للجانب الاجتماعي عن طريق الاهتمام بمحدودي الدخل والمشروعات الصغيرة .